"خيارات تتقلص والارواق تنفد"..

تقرير: كيف أصبح "حلفاء هادي" عقبة امام محاربة الحوثيين؟

لا جدية لحكومة هادي لقتال الحوثيين الموالين لإيران - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أكد الحوثيون الموالون لإيران سيطرتهم على عقبة القنذع المطلة على ريف بيحان شبوة، حيث حقول جنة النفطية، وذلك في اعقاب معارك محدودة، خاضوها مع قوات موالية للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، بعد رفض قوات إخوانية تتبع نائبه القتال في صف قوات الرئيس التي تعرضت لضربة صاروخية مجهولة المصدر في موقع متأخر من الجبهة التي شهدت مواجهات وصفت بغير المتكافئة.

وظهر المتحدث باسم الميليشيات الحوثية وهو يرتزي بزة عسكرية من على مشارف ريف بيحان، مؤكدا ان ميليشياته المدعومة من إيران وأطراف إقليمية أخرى سوف تستمر في القتال حتى السيطرة على كامل الجنوب المحرر.

ومثلت معركة بيحان انتكاسة حقيقة لحلفاء هادي "جماعة الإخوان"، الا انها أكدت على عمق الصراع المتصاعد بين الرئيس ونائبه، على خلفية من يرث الحكم بعد الرئيس العائد من رحلة علاجية في الولايات المتحدة الأمريكية استمرت لنحو شهر.

ويبدو ان الحوثيين الذين اقتربوا كثيرا من مأرب، في طريقهم الى اسقاط كل اليمن الشمالي في قبضتهم، وهو ما يعني خيارات المواجهة واعادتهم الى صنعاء، تقلصت كثيراً، واوراق الضغط السياسي في النفود من يد التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والسبب وفق تقارير دولية، يعود الى ضعف وهشاشة حكومة هادي، وحلفائه المتحكمون بالقرار الرئاسة، جماعة الإخوان الممولة من قطر وتركيا.

 

وقالت صحيفة الاهرام المصرية الناطقة بالانجليزية "ان الوضع العسكري في اليمن يميل لصالح جماعة الحوثيين الموالية لإيران، فالحوثيون الذين يسيطرون على معظم مدن اليمن الشمالي بما فيها صنعاء، يمضون قدما في السيطرة على مأرب المعقل الأخير للحكومة هناك، والغنية بالنفط والغاز".

واعتقدت الصحيفة أنَّ نجاح الحوثيين في السيطرة على مأرب، من شأنه أن يفرض معادلات عسكرية جديدة على الأرض، فحلفاء ايران لا يهتمون كثيرًا بالرد على مبادرات وقف إطلاق النار الحالية. وبدلاً من ذلك، يريدون إرجاء محادثات وقف إطلاق النار إلى ما بعد إبرام اتفاق منفصل بشأن مطاري صنعاء والحديدة.

 وقالت الاهرام المصرية "إنَّ استمرار الحوثيين في السيطرة على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن الشمالي يضع احتمالية ظهور دولة تسيطر عليها الجماعة هناك"؛ في إشارة الى إمكانية عودة الجمهورية العربية اليمنية او المملكة المتوكلية التي كانت قائمة حتى ستينات القرن الماضي، قبل يتم الإطاحة بها من قبل ما وصفوه بالجمهوريين، والمملكة المتوكلية هي مملكة زيدية كانت تحكم شمال اليمن.

واستبعدت الاهرام ان يرضخ العديد من أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين لمثل هذا السيناريو (إقامة دولة حوثية في صنعاء)، وخاصة المملكة العربية السعودية التي لن تتسامح مع كيان على حدودها الجنوبية تحكمه حركة موالية لإيران".

وقالت ان "الولايات المتحدة الأمريكية لن تقبل بسيناريو إقامة دولة يمنية شمالية، معتقدة ان واشنطن اتخذت بالفعل إجراءات لتجفيف مصادر تمويل الحوثيين وكثفت انتقاداتها لانتهاكاتهم لحقوق الإنسان".

وأظهرت السنوات الست الماضية من الحرب، عدم جدية حكومة هادي وحلفائه الاخوان في قتال الحوثيين الموالين لإيران، حيث ترجح مصادر سياسية الى ان الازمة الخليجية والعربية مع قطر، ألقت بظلالها على الوضع العسكري، وهو ما ساهم انتكاسات متلاحقة وخسارة الكثير من المدن حتى أصبحت الميليشيات على مقربة من مركز مدينة مأرب المعقل الأخير.

وعلى الرغم من تسوية الازمة مع قطر، الا ان حلفاء الدوحة لم يبذلوا أي جهود لقتال الحوثيين، ولا تزال الميليشيات تسيطر على المدن والمواقع العسكرية الاستراتيجية، الامر الذي أصبح من الاستحالة الحديث عن نهاية وشيكة للحرب في اليمن.

وأكدت صحيفة الاهرام أنَّ التحالف الذي تقوده السعودية والذي يدعم الحكومة اليمنية يجب أن يُصعّد عسكريا ضد الحوثيين في مأرب من أجل منع مزيد من التوسع الحوثي وإقناعهم بأنه ليس لديهم فرصة لتحقيق المزيد من المكاسب الإقليمية، وأنَّ أكثر الخيارات حكمة هو العودة إلى طاولة المفاوضات"؛ الا ان خيارات التصعيد تبدو صعبة للغاية، فالذي يمنع الحوثيين من السيطرة على مأرب هي طائرات التحالف والغارات المكثفة، وهو ما سبق الإشارة اليه في تقارير سابقة لصحيفة اليوم الثامن.

وسبق وأشارت تقارير اليوم الثامن الى ان من يمنع الحوثيين من السيطرة على مارب هي الغارات المكثفة لطيران التحالف العربي، لذلك كان من المهم العمل على إعادة هيكلة الحكومة اليمنية واشراك قوى أخرى في الرئاسة والحكومة والعمل على مواجهة الحوثيين، لكن حتى هذا الخيار يبدو صعبا في ظل وجود اتفاق الرياض الذي اجمع عليه الجنوبيون واليمنيون على توحيد الجهود لقتال الحوثيين، الا ان حلفاء هادي يعرقلون تنفيذ بنوده والتي من اهمها سحب القوات من ابين وشبوة ووادي حضرموت والدفع بها صوب الشمال لقتال الحوثيين، حتى أصبحت الخيارات لهزيمة الانقلابيين معدومة وقد يخسر التحالف مدنا جديدة في حال واستمر الاعتماد على الحلفاء المحليين من جماعة الإخوان.