قبائل شبوة ترفض استنساخ تجربة المهرة وتحذر..

تقرير: "إخوان اليمن".. التوسع جنوبا من الغيضة إلى عتق بدعم إقليمي

مواطنون جنوبيون في محيط مستشفى عقب هجوم إرهابي يعتقد انه الاخوان والحوثيين من نفذه - أرشيف

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

لم تعد الحرب في اليمن تحمل الأهداف التي انطلقت من اجلها عاصفة الحزم "التحالف العشري بقيادة السعودية"، فالإخوان الذين يتحكمون في قرار الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، نجحوا منذ العام الثاني للحرب 2016م، في حرف مسارها صوب الجنوب والتحالف العربي.

التحول هذا جاء بفضل عودة الجنرال الإخواني الزيدي علي محسن الأحمر، إلى المشهد من خلال منصب نائب الرئيس، وهو قائد الفرقة الأولى مدرع الذي سلم صنعاء للحوثيين دون قتال في ليل الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م، حيث اعلن الحوثيون سيطرتهم على العام اليمنية صنعاء.

لم تشهد مدن اليمن الشمالي أي حرب حقيقية باستثناء تلك الحرب التي شهدتها مأرب في أواخر العام 2015م، حين نفذت قوات التحالف العربي عمليات عسكرية واسعة انتهت بالحوثيين على مشارف صنعاء في فرضة نهم، قبل ان يعودوا الى محيط مأرب، في سقوط وانهيار دراماتيكي، استحوذوا على إثر ذلك على أسلحة التحالف العربي".

ومول التحالف العربي بقيادة السعودية إعادة تأسيس قوات الفرقة الأولى مدرع في مأرب، حتى بلغ قوام تلك القوات نحو مائتين وخمسين ألف مقاتل، لكن مع ذلك لم يخض هذا الجيش أي معركة حقيقية ضد الحوثيين.

ومع دخول العام 2019م، بدأت الحرب ترتسم بشكل أوضح صوب الجنوب، حتى أغسطس اب شنت مأرب حربا واسعة على محافظة شبوة النفطية، وانتهت بالسيطرة عليها واخضاعها لسيطرة تنظيم الإخوان.

ولم تكتف مارب بالسيطرة على شبوة عسكرياً، بل تمكنت من الاستحواذ على منابع النفط في حقول جنة، لتخوض الحروب المتعددة ضد قبائل شبوة، بدواع انتقامية من القبائل.

وعانت شبوة الامرين بفعل هذا الاحتلال العسكري الإخواني، فأصبح السكان يشكون من الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي وانعدام الوقود الذي يباع في شبوة بسعر السوق السوداء، في حين يقدم مواطني محافظة مأرب بسعر 3.5 دولار للجالون 20 لتر، في حين يباع في عتق وبلدات شبوة الأخرى بسعر يصل الى 20 دولار للجالون 20 لتر.

ولم يتوقف الاخوان عند السيطرة على شبوة بل وصلوا الحرب صوب أبين في الطريق الى عدن، قبل ان يتم احباط معركة اجتياح جديدة بهدف السيطرة على عاصمة الجنوب.

وبرر الاخوان تلك الحرب بأنهم يريدون الوصول الى مران في صعدة عن طريق السيطرة على عدن، الا انه معركة الاجتياح قوبلت بمقاومة شديدة، من شبوة توسع الاخوان شرقا صوب المهرة، ساعد في ذلك اجندة إقليمية بدع دخل سلطنة عمان طرف رئيس في الازمة، فالسلطة التي تحتضن الحوثيين والاخوان وتقدم لهم الدعم، باتت لها اجندتها الخاصة في المحافظة الجنوبية الشرقية، وان تقاطعت تلك المصالح مع قطر وإيران وأطراف إقليمية أخرى.

وتحالف الاخوان والحوثيين بفعل تقاطع المصالح الإقليمية في المهرة، وهو ما أنتج "مخيم الاعتصام"، الذي ولد من رحم الأطراف الإقليمية المناهضة للتحالف العربي بقيادة السعودية، التي اكدت تقارير سابقة لصحيفة اليوم الثامن أنها باتت الحلقة الأضعف في المهرة مقارنة بالقوى والاذرع المحلية المناهضة.

ونظمت الاذرع المحلية في المهرة تظاهرات ضد السعودية التي تقود التحالف العربي، ووصفوها بقوات احتلال، وهو خطاب جاء متوافقا مع خطاب الحوثيين في صنعاء، لكن في الأونة الأخيرة يبدو ان مخيم اعتصام المهرة في طريقه نحو الاستنساخ في شبوة النفطية، حيث تعتزم تلك الاذرع إقامة مخيم اعتصام قرب منشأة بلحاف النفطية التي شهدت توترا على خليفة تحشيد ميليشيات الاخوان في محيط المنشأة النفطية، قبل ان تتدخل السعودية وقواتها في عدن بإقناع الاخوان بالانسحاب من محيط بلحاف.

وقالت مصادر سياسية وثيقة الصلة ان "السعودية وجهت تحذيرا لمحافظ شبوة بان أي عملية عسكرية في بلحاف تعني اسقاط اتفاق الرياض، الأمر الذي دفع بن عديو الى تمويل شخصيات بعضها على علاقة باللجنة الخاصة السعودية وأخرى موالية للمعسكر العماني القطري، لإنشاء مخيم اعتصام بلحاف.

وتمول اطراف اقليمية ابرزها الدوحة وانقرة، تنظيم الاخوان لاخضاع الجنوب المحرر من الحوثيين للهيمنة التركية القطرية، في حين تتقاطع مصالح مسقط مع الدولتين في المهرة.

هذا التوجه الذي قوبل برفض قبائل شبوة التي حذرت هذه الأطراف اليمنية من مغبة العبث بأمن واستقرار شبوة، مؤكدة انها سوف ترد صاع صاعدين لمن يرين يرهن المحافظة النفطية لأجندته الخاصة والبعدية عن القضايا الوطنية الجنوبية المصيرية.

واعلنت قبائل رضوم التي توجد في ارضها منشأة بلحاف النفطية رفضها لكل محاولات الاخوان تفجير الأوضاع في محيط المنشأة النفطية، وأبدت قبائل شبوة الأخرى بما فيها قبائل الصعيد تضامنها مع قبائل رضوم تجاه فوضى تنظيم الاخوان الإرهابي.

وأعلن الشيخ القبلي البارز لحمر علي لسود العولقي عن تضامن مشايخ واعيان ووجهاء ومثقفي واكاديميي الصعيد مع اخوانهم مشايخ واعيان ووجهاء رضوم.

واعتبرت قبائل رضوم تنسيقية إعتصام بلحاف دعوى للفوضى والخراب من قبل مشعلي الفتن وهي دعوة لا تعبر عن أي مصلحة لابناء مديرية رضوم ولا لابناء شبوة عامة بقدر ما تعبر عن مصالح أشخاص وجماعات واحزاب جبلت على تحقيق مكاسبها ومصالحها الخاصة تحت يافطات وشعارات وطنية كاذبة .

وقال الشيخ القبلي بن لسود في تصريح لصحيفة اليوم الثامن " انه فور اطلاعنا على بيان وجهاء رضوم فانه تم التواصل مع عدد من مشائخ واعيان ووجهاء مديرية الصعيد وقد عبر الجميع عن تأييدهم المطلق لذلك البيان مؤكدين وقوف أبناء مديرية الصعيد بكل شرائحهم الاجتماعية الى جانب اخوانهم في مديرية رضوم وانهم جميعا سيكونون رهن اشارتهم والى جوارهم في كل الظروف رافضين تلك الدعوات الصادرة عن جهات حزبية مشبوهة وأشخاص مأزومين من خارج جغرافية مديرية رضوم وخارج جغرافية محافظة شبوة عامة وهي جهات وأشخاص معروفين بعدائهم لشبوة واهلها ممن لا يزالوا يحلمون باستعادة سيطرتهم وهيمنتهم على محافظة شبوة واستمرارهم في نهب مواردها ومقدراتها وثرواتها ويساعدهم بعض المأجورين والادوات الرخيصة من أبناء جلدتنا والذين باعوا انفسهم مقابل فتات".

وخاطب الشيخ بل لسود تلك الجهات "نقول لهؤلاء جميعا تبا لكم اذهبوا انتم واحلامكم الى الجحيم واما منشأة بلحاف فانها في أيدي أمينة ولن تكون بعد اليوم الا لأبناء رضوم وأبناء شبوة في إطار دولة جنوبية فيدرالية حرة مستقلة لكل وبكل أبنائها".