"مؤشرات من تغير السياسية إعلامية"..

تقرير: هل اقتربت "السعودية" من توقيع معاهدة سلام مع الحوثيين

المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي يستعرض صواريخ حوثية اطلقت على السعودية - أرشيف

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

ظهر زعيم الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، على غير العادة، خلال نشرة اخبار قناة "الحدث" السعودية، الأمر الذي أصاب اليمنيين والسعوديين بصدمة كبيرة جراء تغير الخطاب الإعلامي للإعلام السعودي، خاصة وان الرياض تقود تحالفاً عربياً، لدعم حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، الذي يقيم وحكومته الهشة في أحد قصور الرياض منذ ست سنوات، منظرا تمكين عودته للحكم من العاصمة اليمنية صنعاء التي فر منها خلسة في الـ21 فبراير (شباط) العام 2015م، في الذكرى الثالثة لانتخابه رئيسا مؤقتا لعامين انتهت في العام 2014م.

"تسريب إعلامي قبل تصريحات آل جابر".. تقرير: "حلفاء حكومة هادي" يفتحون النار على السعودية.. لماذا الآن؟

وشن ناشطون وإعلاميون يمنيون وسعوديون هجوما لاذعا على قناة "العربية الحدث" السعودية، بسبب ما قالوا إنه ترويج القناة لزعيم مليشيا الحوثي الانقلابية "عبدالملك الحوثي"، وبث خطاباته. وقالت وسائل إعلام محلية يمنية "منصاتُ التواصل الاجتماعي في السعودية ضجت بالغضب، وعبّر العشرات من النشطاء والإعلاميين عن سخطِهم من السياسية الإعلامية لقناة العربية الحدث.

وقال الإعلامي السعودي، خالد آل هميل السبيعي، إن ‏قناة الحدث المخترقة تنقل خطاب الإرهابي عبدالملك الحوثي دون تصرف".

وقالت صحيفة اليوم الثامن على منصة تويتر في خبر عاجل "قناتا العربية والحدث السعوديتان تغيران من سياستيهما الإعلامية تجاه الحوثيين، وتبثان مقتطفات من خطاب زعيم الحركة الموالية لإيران عبدالملك الحوثي، وناشطون يمنيون يسخرون "ظننا الحدث السعودية، قناة العالم الإيرانية".

وفسرت مصادر سياسية يمنية مؤشر تغير الخطاب الإعلامي السعودي، على انه بداية حسن نية تبديها الرياض تجاه الحوثيين الذين يواصلون قصف المدن الجنوبية السعودية بالصواريخ والطيران المسير.

ويشترط الحوثيون، وقف الغارات الجوية التي تشنها مقاتلات التحالف العشري في اليمن، مقابل وقف استهداف المدن السعودية، ولا تخفي الرياض وجود مفاوضات غير معلنة مع الحوثيين منذ بداية الحرب، وطالما استقبلت المدن الجنوبية وفودا حوثية، لكنها تلك الحوارات لم تصل الى أي اتفاق على الأرجح.

ناشطون يشكون آل جابر.. تقرير: دعوات يمنية تطالب بعزل سفير السعودية لدى اليمن

وقالت مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية لصحيفة اليوم الثامن "إن الشرعية اليمنية كانت تملك قدرة هزيمة الحوثيين، لولا وجود مفاوضات سرية دون علم الرئيس عبدربه منصور هادي".. مشيرة الى ان تلك المشاورات كانت سببا في احداث تغيير داخل الرئاسة اليمنية من خلال الإطاحة بنائب الرئيس ورئيس الحكومة خالد بحاح في مطلع العام 2016م".

وحول طبيعة هذه التغييرات وهل كانت ضد التوجهات السعودية، قال مصدر مقرب من الرئاسة "اليمن يمتلك شرعية ورئيس والحرب تدور في هذا البلد، ويفترض ان الرئيس هادي يطلع على كل شيء، الحوثيون جماعة إرهابية انقلبت على السلطة وادخلت اليمن في اتون حرب لم تنته بعد".

وأطلقت السعودية مبادرات سلام عديدة من طرفها، كان أخرى في مارس (آذار) الماضي، رفضها الحوثيون، لكن ال جابر دائما ما يتحدث عن مبادرات سعودية لحل الأزمة في اليمن، ينفي ان يكون الحوثيين قد نفوا تلك المبادرات وانما أشاروا الى انها ليست جديدة، أي انها تشبه المبادرات السابقة".. مشيرا الى ان السعودية قدمت قرابة ثمانية مليار دولار أمريكي لدعم ما اسماه التنمية في اليمن.

سفير السعودية يثير جدلا بتصريحات منسوبة.. تقرير: تنمية الجنوب.. هل أصبحت مرهونة بشروط "محمد آل جابر"؟

وقال آل جابر في مقابلة مع قناة روسيا اليوم في مارس (آذار) الماضي، إن بلاده تخوض مشاورات مباشرة مع الحوثيين منذ ٢٠١٦م بظهران الجنوب وزيارة رئيس وفدهم التفاوضي محمد عبدالسلام فليتة للسعودية، واستضافته من قبل صحف سعودية وان هذا ليس سرا".. نافيا ان يكون التحالف الذي تقوده السعودية يرفض حصارا محكما على المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".

وقال آل جابر في مقابلة مع شبكة الانباء الإنسانية "إيرين" نشرت مطلع العام 2019م، والتي أكد فيها وجود مبادرة سعودية وأممية لإنهاء الحرب في اليمن".. زاعما انه يمتلك قدرة الضغط على الرئيس هادي للموافق عليها، حتى وان تضررت شرعيته"؛ دون ان يفصح عن طبيعة تلك المبادرة التي قال انها ستكون بين طرفين رئيسين هما الحوثيون وسلطة هادي التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان.

 صحيفة عريقة تصفه بمفكك الألغام.. تقرير: "آل جابر".. فعّل الدبلوماسية السعودية الهادئة في الجنوب

وقال "إن الحوثيين سيكونون جزء من العملية السياسية، شرط التحول الى حزب سياسي، وان بلاده سوف تدعم اليمن والحكومة التي سيتم تشكيلها بمشاركة الحوثيين".

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية تغير خطاب اعلام يمني محلي تموله اللجنة الخاصة السعودية، وبات يتحدث عن نموذج سلطة الحوثيين في صنعاء، وان الجنوبيين قرروا الذهاب صوب العاصمة اليمنية "الأكثر أمناً"، من مدن الجنوب المحررة.

وتتحدث أذرع محلية عن ما تقول انها سلطة نموذجية للحوثيين في صنعاء وشمال اليمن، وهي تلك الاذرع التي تمول من السعودية، لكنها باتت منذ وقت مبكر تخدم الاجندة الحوثية.

ونقل خطاب عبدالملك الحوثي، يوحي بان وثيقة الاتفاق بين الرياض وصنعاء، قد نضجت بما فيه الكفاية، خاصة في ظل وجود رغبة إيرانية في التوصل الى تسوية سياسية مع السعودية.

ويبدو ان سلطنة عمان التي تقود وساطة بين السعودية وايران "نجحت في حلحلة ملف الأزمة بين البلدين وما بث الخطاب وتوقف الحرب ضد الحوثيين (شمالاً) الا دليل على ان الاتفاقية قد وصلت الى مرحلة كبيرة  واقتربت من التوقيع عليها، وهو ما يعني ان "سلطة هادي لا تتضرر فقط كما قال ال جابر"، وانما سيتم التخلي عنها لصالح اتفاقية سلام مع الحوثيين، دون حتى اذ الموقف من الجانب اليمني الذي يريد من السعودية ان تقاتل نيابة عنها إلى ما لا نهاية.