زعيم قبلي بارز يرفض الحوار المشروط مع جماعة طارئة..
تقرير: الحوثيون.. جرائم ستظل شاهدة وذاكرة الجنوبيين ليست مثقوبة
قدمت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في اليمن، شرطا للجنوب مقابل الحوار حول تقرير المصير، مع تأكيدها على تمسكها بالوحدة اليمنية؛ الأمر الذي أعاد إلى الاذهان تصريحات ووعود مشابهة أطلقتها الميليشيات قبل ان تشن حربا عدوانية على عدن ومدن الجنوب الأخرى، بدعوى ان الجنوبيين دواعش وقاعدة.
ونشرت وسائل إعلام محلية في اليمن تصريحات منسوبة للقيادي في ميليشيات الحوثي محمد ناصر البخيتي، زعم فيها استعداد جماعته للتحاور مع الجنوبيين، شريطة ان يساعدوا ميليشياته في محاربة دول التحالف العربي.
وعبر زعيم قبلي بارز في الجنوب رفضه للدعوة الحوثية، واصفا الميليشيات التي تدعمها إيران وقطر وتركيا بالطارئة على التاريخ والجغرافيا، مشترطا ان أي حوار حقيقي يجب ان يكون على قاعدة "بلدان وشعبان شقيقان"؛ في إشارة الى العودة الى تفاهمات الى ما قبل الاحتلال العسكري الذي أعقب الوحدة اليمنية الهشة بعامين.
وأعلن الزعيم القبلي البارز الشيخ لحمر بن لسود، رفضه لدعوة الحوثيين التي وردت على لسان القيادي في الميليشيات الحوثية محمد ناصر البخيتي، والتي زعم فيها استعداد "الأذرع الإيرانية" في اليمن، للتحاور مع الجنوب، شريطة محاربة الاشقاء في التحالف العربي "السعودية والإمارات والبحرين ومصر".
وقال بن لسود في تصريح لصحيفة اليوم الثامن "إن السخرية من هذه التصريحات الكاذبة من جماعة لا تجيد سوى الكذب والخداع، ليس كافياً، ولكن نؤكد لهذه الميليشيات التي اجرمت بحق الجنوب (الأرض والإنسان)، سبق لها وتحدثت عن عدالة القضية الجنوبية وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، لكنها كانت أول من يشن الحرب ويقتل المدنيين ويدمر المنازل فوق رؤوس ساكنيها، فلم نر من هذا الإرهاب (اليمني) المتكرر أي بوادر تؤشر على نهاية الاقتتال ووقف العدوان على بلادنا".
وأضاف "لقد كررت جماعة الحوثي الحروب اليمنية وشنت عدوانها على الجنوب بدعوى ان الجنوبيين "دواعش وقاعدة"، وقتلت ودمرت في المدنيين وقصفت النازحين، وشردت المواطنيين من منازلهم في جرائم ستظل عالقة في الاذهان، ولن تسقط بالتقادم".
وتابع بن لسود في تصريح "ثم جاء الإخوان حلفاء الحوثيين مرة أخرى، لشن حرب أخرى على الجنوب بنفس السيناريو المشابه لسيناريو حرب العدوان الأولى في صيف العام 1994م، ولا تزال الحرب تدور رحاها في الجنوب، وبتنسيق وتحالف واضح بين الحوثيين كأذرع لإيران وبين الإخوان كأذرع لقطر وتركيا.
وأكد "ان هذه التصريحات لن تنطلي علينا، ونرفضها جملة وتفصيلا، وعلى ميليشيات الحوثي ان تدرك "ان ذاكرة الناس في الجنوب ليست مثقوبة"، وكل ما ارتكبه الاحتلال اليمني منذ 1990م، وما قبله من اعتداءات شنها نظام المملكة المتوكلية لا يمكن ان يطمس او يتجاهله التأريخ، والأجيال في الجنوب سوف تتوارث "جيلا بعد جيل"، التأريخ الدومي الذي ارتكب بحق أهلهم من قبل جيرانهم في اليمن (الشقيق، والذي كنا ولا نزال نحاول ان تظهر قوى سياسية واجتماعية لديها صحوة ضمير لتكف حربها المفتوحة ضد بلادنا".
وقال "إن تدخل التحالف العربي "الامارات ومصر والبحرين والسعودية"، لم يأتي الا لأدراك هذه الدولة على الأهمية الجيوسياسية للجنوب، فالمشروع العربي القائم، ما كان له ان يأتي لولا ان جماعة طارئة مثل الحوثيين "ارادت ان ترهن جزء من كجغرافيا المنطقة العربية"، لطرف غير عربي، وهو ما لم يقبل به أحد ولن نقبل بالحوار مع أي جماعة مسلحة تحمل مشاريع عدائية للجنوب العربي والمنطقة".
ولفت إلى أنه "اذا لدى جماعة الحوثي مبادرة حسن نية، فعليها ان تكف عدوانها على الجنوب "الأرض والإنسان"، وعلى الدول الشقيقة كالمملكة العربية السعودية، مالم فالحروب ستظل مستمرة، وهو ما لا نريده لكن لا يكمن باي حال من الأحوال ان تقبل شعوب المنطقة العربية بهكذا مشاريع استيطانية عدوانية قائمة على "أساس العرق والدين والمذهب".
وتوجه الشيخ بن لسود برسالة لـ"جماعة الحوثيين والإخوان الإرهابية "ان دولة الجنوب العربي"، عريقة بتاريخها وارثها الحضاري، ولا يمكن في يوم من الأيام ان تتفاوض مع جماعات (طارئة)، لم يصل قادتها الى ادراك ان العالم يعيش في القرن الواحد والعشرين.
وأعلن استعداد الجنوب للترحيب بأي حوار "حقيقي" يعيد الاعتبار لحق الجوار بين بلدين وشعبين شقيقين، مع احتفاظنا بحق في المطالبة بكل ما تسببت به هذه الأنظمة للجنوب الأرض والانسان.