تظاهرات في تعز ومعين عبدالملك إلى شبوة..

تقرير: "السعودية".. لماذا تدير ظهرها للأزمة الاقتصادية المفتعلة

حاكم شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو خلال استقباله رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك - مصادر

جلال عمر
محرر ومعد تقارير صحافية متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

وصل إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة، السيد معين عبدالملك، رئيس حكومة المناصفة، قادما من المملكة العربية السعودية، في أول زيارة للمحافظة النفطية التي سلم تنظيم إخوان اليمن جزء منها للحوثيين دون قتال، فيما تصاعدت الاحتجاجات في مدينة تعز كبرى مدن اليمن الشمالي، وذلك في اعقاب انهيار العملة المحلية وتفشي المجاعة في الكثير من المدن اليمنية الخاضعة لسيطرة تنظيم إخوان اليمن المدعوم من الرياض والدوحة.

وقالت مصادر سياسية يمنية لصحيفة اليوم الثامن "إن الرياض دفعت بمعين عبدالملك لزيارة شبوة، وذلك بعد أيام من ابرام اتفاقية بين الاخوان والحوثيين، قضت بوقف القتال في حدود ريف بيحان التي سيطر عليها الموالون لإيران.

وأكد مصدر سياسي يمني :"أن السعودية تعتقد أن زيارة معين إلى شبوة ستحرك المياه الراكدة، وافشال الاتفاق الذي ابرمه بن عديو مع جماعة الحوثية".. ساخرا من هذا التصرف الذي وصفه بغير المدروس.

وقال "ان من وقع اتفاقية الهدنة مع الحوثيين في مرخة ليس بن عديو، وانما هو نائب الرئيس علي محسن الأحمر الذي يفترض ان الرياض تقوم بأرساله الى الجبهة مثل ما كانت ترسلها إلى فرضة نهم، لكن يبدو ان السعودية وصلت الى قناعة ان أي منطقة يزورها الأحمر تسقط كما حدث في نهم العام الماضي".

ويبدو ان السعودية تواجه ضغوطا دولية لوقف الحرب في حين ان الحلفاء المحليين لم يستطيعوا وقف تمدد الحوثيين، بل على الأرجح انهم الطرف المشرعن للمكاسب الحوثية عسكريا.

واستبعدت مصادر في السلطة المحلية بشبوة ان تكون هناك أي نتائج مثمرة على الصعيد العسكري بزيارة معين عبدالملك، مفسرة ان الزيارة لا تفهم على انها موجهة ضد الحوثيين، ولكنها أيضا موجهة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يطالب من سنة بعودة معين عبدالملك الى عدن، والأخير يرفض العودة بتوجيهات سعودية (وفق مصادر عديدة).

ويحظى معين عبدالملك بدعم كبير من سفير السعودية لدى اليمن محمد بن سعيد أل جابر، الذي له موقف عدائي تجاه الجنوبيين، وهو من يعرقل عودته إلى عدن لمعالجة انهيار العملة.

وكان الحلفاء المحليون للسعودية يصورون ان انهيار العملة فقط في عدن، وانه ضمن سياسة العقاب والضغوط السياسية على المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن تظاهرات تعز كشفت عن ان الازمة قد القت بظلالها حتى في المدن اليمنية الشمالية الخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان، بالإضافة الى شبوة، الأمر الذي جعل الرياض في مواجهة مباشرة مع المتظاهرين الذين نددوا بالتحالف العربي الذي تقوده.

وفي شبوة الوضع أصبح سيئا للغاية أكثر من عدن التي تجاهد سلطتها المحلية على وضع معالجات مؤقتة للخدمات الأساسية وفي طليعتها خدمة الكهرباء، لكن انهيار العملة ظلت أزمة سياسية مفتعلة، فالمعالجات التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي لم تصمد طويلاً حتى انهارت العملة مجدداً ووصلت الى مرحلة غير مسبوقة.

ويعتقد جنوبيون على نطاق واسع ان السعودية التي تقود التحالف العربي وتشرف على الملف العسكري والأمني والخدمي في عدن، هي المسؤولة بشكل مباشر عن الانهيار الاقتصادي والمعيشي، الأمر الذي يدفع الكثير الى طرح سؤال حول لماذا تدير الرياض ظهرها لكل هذه الأزمات، ولماذا ترفض عودة حكومة معين عبدالملك الى عدن، مع التأكيد ان الرياض وقعت إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، على بيان مشترك يشدد على عودة حكومة معين عبدالملك الى عدن، ومعالجة انهيار العملة، في اعقاب اعلان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ في مختلف مدن الجنوب لمنع تقدم الحوثيين صوب البلاد.

وتلتزم السعودية الصمت حيال الكثير من القضايا الشائكة ومنها انهيار العملة وانهيار حلفائها المحليين عسكريا في مواجهة الحوثيين، خاصة وان خارجيتها وسفيرها لدى اليمن، كان شديد التفاعل مع القضايا وخاصة تلك التي يكون المجلس الانتقالي الجنوبي طرفا رئيسا فيها.