سلطة إخوانية هشة دون غطاء..
تقرير: تحول استراتيجي في "معركة شبوة".. القتال بطابع جديد
توقعت مصادر جنوبية إن ميليشيات إخوان اليمن المدعومة من أطراف اقليمية مناهضة للتحالف العربي يعتزمون الانسحاب من محافظة شبوة، بعد ان أعلنت دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، الانسحاب من المحافظة ورفع الغطاء الذي كان يمنح للسلطة الإخوانية على اعتبار انها سلطة موالية لحكومة الرئيس اليمني المدعوم سعوديا عبدربه منصور هادي.
ويبدو انه من الصعوبة على الاخوان الذين يعانون من هشاشة جيشهم في مواجهة الحوثيين، الأمر الذي جعل المصالح الدولية في محافظة شبوة النفطية معرضة للخطر.
وقال مسؤولون وزعماء قبائل إن الملاحة الدولية في بحر العرب وخليج عدن باتت مرهونة بتحرير شبوة الغنية بالثروات النفطية والمطلة على شريط بحر العرب، وذلك في اعقاب اعتزام الحوثيين التوسع نحو مدينة عتق العاصمة الإقليمية للمحافظة، بعد ان سيطروا خلال الشهر الماضي على ثلاث مدن رئيسية هي بيحان وعسيلان وعين.
وقال زعيم قبلي عبر الهاتف لصحيفة اليوم الثامن "الحرب في مأرب هدأت او توقفت مؤقت بالسيطرة الحوثية على بلدة العبدية جنوبي المدينة، والان لدينا معلومات ان الحوثيين سيعاودون الكرة والهجوم على شبوة على أمل الوصول الى مركز عتق".
وأضاف :"نحن قلقون من مستقبل الحرب في ظل تفشي الفقر في واحدة من ثلاثة محافظات غنية بالثروات النفطية، واعدام فرص الحياة، الحوثيون يسيطرون وفق استراتيجية موحدة بالسير في اطار تحقيق مكاسب في شبوة والتوقف في الهجوم على مأرب، ثم العكس، التوقف في مأرب والبدء في تحقيق مكاسب في شبوة".
وشبوة ومأرب محافظتان متجاورتان جغرافيا، غير ان الأولى في نطاق جغرافيا اليمن الجنوبي الدولة السابقة، والأخرى في جغرافيا الجمهورية العربية، قبل الاتحاد الهش في مايو (أيار) 1990م.
وتكتسب شبوة أهمية بكون القتال فيها يأخذ طابعاً أخر بعيداً عن الدفاع عن شرعية الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، المدعوم سعودياً، يقول زعيم قبلي انهم يقاتلون لتحقيق السيادة في أرضهم، ومنع أي محاولات للاستحواذ على منابع النفط وتجيير لصالح أطراف سياسية معادية لمشروعية قضيتهم القائمة على حق تقرير المصير للجنوب.
وقال مسؤول أمني في جهاز الشرطة "ان أي توغل للحوثيين صوب مدينة عتق (المركز الإقليمي) سيساعد تنظيم القاعدة في تجنيد المزيد من المقاتلين وإعادة ترتيب صفوفه، حيث انه سيتخذ من مقارعة الحوثيين أصحاب الفكر الطائفي، ذريعة للتجنيد خاصة وان الكثير من الشباب يعاني من الفقر والبطالة".
وأضاف :"ان ميناء قنا سيتحول فيما اذا سقطت شبوة في قبضة الحوثيين الى منفذ مهم لتهريب الأسلحة للجماعة التي تدين بالولاء لإيران".. مؤكدا ان مشكلة شبوة تكمن في كونها محتلة من تنظيم الاخوان الذي له تحالفات مرحلية مع الحوثيين الموالين لإيران.
وبشأن تفادي ذلك، قال المصدر :"اخراج الاخوان والحوثيين من شبوة هي الوسيلة المثلى لحماية المصالح الغربية وحماية الملاحة الدولية ومنع تهريب الأسلحة ومنع التنظيمات الإرهابية التي قد تدخل من القرن الافريقي الى البلد، وقد تزيد من مشكلة الأزمة وتعقد الحلول التي تطرحها الأمم المتحدة والمجتمعين الإقليمي والدولي.
ويعاني اليمن من حرب مدمرة تقول حكومة هادي ان الحوثيين افتعلوا هذه الحرب بعد الاطاقة بالرئيس الشرعي للبلاد في مطلع العام 2015م، بعد اشهر من سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في الـ21 من سبتمبر/ أيلول العام 2014م.
وتسعى الأمم المتحدة التي ترسل المبعوث الرابع الى اليمن، لحل الازمة ووقف الحرب والبدء في إعادة الاعمار وتعويض المتضررين من الحرب بما يسهم في إعادة الأمن والاستقرار الى البلد.