المدنيون يدفعون ثمن فتاوى التكفير والتحريض الإعلامي..

تقرير: لماذا يستهدف الإرهاب مدن الجنوب؟ هجوم عدن أنموذجا

مسلحو ميليشيات يمنية في طريقها صوب مدن الجنوب لقتال القوات الجنوبية - ناشطون على تويتر

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

مازال أبناء الجنوب يدفعون ثمن الفتاوى التكفيرية والتحريض الإعلامي اللذين وظفتهما قوى الشر الإخوانية الإرهابية لإضفاء الشرعية الدينية على استباحة دماء أبناء الجنوب أكانوا عسكريين أو مدنيين، بشتى الطرق والوسائل المتاحة لعناصرها الإجرامية لسفك الدم الجنوبي سواء بتنفيذ أعمال الاغتيالات أو التفجيرات والمفخخات التي تشهدها مدن الجنوب - العاصمة عدن على وجه الخصوص - بين فترة أخرى، وكان آخرها التفجيرين الإرهابيين اللذين شهدتهما مدينة عدن الشهر قبل الماضي.

البداية كانت مع تفجير التواهي مطلع سبتمبر الماضي بسيارة مفخخة والذي استهدف موكب محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، ووزير الثروة السمكية في حكومة المناصفة اللواء سالم السقطري، وأسفر عن سقوط ما لا يقل عن ستة شهداء وإصابة العشرات من العسكريين والمدنيين.

وأعقب عملية التواهي الإرهابية انفجار سيارة مفخخة أخرى بالقرب من البوابة الخارجية لمطار عدن الدولي، ما أدى إلى مقتل نحو خمسة مدنيين وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين بينهم أطفال ونساء، بحسب تقارير طبية رسمية.

وتوعد حينها محافظ العاصمة عدن – رئيس اللجنة الأمنية بالعاصمة، الأستاذ أحمد حامد لملس، بكشف الأشخاص والجهات التي تقف خلفهم. وما هي إلا أيام قليلة من التحري والعمل الاستخباراتي، حتى تمكنت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن من الكشف على الجهات والأشخاص المتورطين في تلك الأعمال الإجرامية بالفيديو والصوت، حيث أثبت نتائج التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية أن عناصر مأجورة مدعومة من جماعة إخوان اليمن بالتعاون مع الحوثيين كانوا وراء التفجيرات الدامية تلك بناء على فتاوى التكفير والتحريض الإعلامي على أبناء الجنوب الصادرين من مطابخ إخوان اليمن ممثل بحزب الإصلاح اليمني.

واشتملت الأدلة التي قدمتها الأجهزة الأمنية في عدن على سلسلة مقاطع فيديو لشهادات عناصر مضبوطين وضمانات مالية صادرة من صنعاء، وتتبع دقيق من كاميرات الشوارع للسيارات المفخخة، وهوية العناصر التي كانت تقودها، ولكن سعت قنوات إعلام الإخوان إلى تبييض وجه “الحداد” والتشكيك في كل ذلك.

 

قنوات الإرهاب الإخوانية

ودخلت حملات الخبث السياسي التي تمارسها قنوات إخوان اليمن منعطفا جديدا هذه المرة بالتحول إلى منصة لعناصر إرهابية اضطهدت من قبل قوات الأمن لوقوفها وراء التفجيرات الدموية التي شهدتها العاصمة الجنوبية عدن وراح ضحيتها العشرات بين شهيد وجرح بينهم أطفال.

وتهدف قنوات الإخوان إلى التخفيف من الجرائم المرتبطة بالإرهاب، لا سيما تلك التي تضرب محافظات الجنوب الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي.

حيث سعت إحدى قنوات الإخوان إلى تقديم أخطر المطلوبين الذين ثبت تورطهم في التفجير الإرهابي التي استهدف المدنيين أمام بوابة مطار عدن الدولي كـ "ناشط مدني"، ووفرت له مساحة كافية للهجوم المضاد على الأجهزة الأمنية في عدن.

 

تبييض وجه الإرهاب

اشتملت أدلة شرطة عدن على سلسلة مقاطع فيديو لشهادات عناصر مضبوطين ، وضمانات مالية صادرة من صنعاء ، وتتبع دقيق من كاميرات الشوارع للسيارات المفخخة ، وهوية العناصر التي كانت تقودها، ولكن سعت إعلام الإخوان إلى تبييض وجه الإرهابي "صالح وديع حداد المتهم بالتفجير أمام بوابة مطار عدن، والتشكيك في كل أوردته نتائج التحقيقات.

واستضاف الإعلام الإخواني الإرهابي "صالح وديع الحداد" ليقدم نفسه على أنه ضابط مدافع عن الحكومة الشرعية.

وأثبتت التحقيقات التي قامت بها الأجهزة الأمنية في عدن أن الضابط السابق "وديع حداد" والضابط السابق "محمد أحمد الميسري" وآخر يدعى "أحمد البيداني" بأنهم منفذي العملية الإرهابية التي استهدفت موكب محافظ عدن ووزير الزراعة والتفجير الآخر الذي استهدف مطار عدن الدولي بعد بأيام قليلة.

وظهر "الحداد" في مقطع فيديو بثته قوات مكافحة الإرهاب التابعة لأمن عدن وهو يقود سيارة مفخخة ثم ركنها قرب البوابة الخارجية لمطار عدن الدولي.

وبحسب التحقيقات التي قامت بها اللجنة الأمنية في عدن، فإن "صالح وديع الحداد" يقود شبكة يديرها ويمولها الإخوان والحوثيون ويقفون وراء هجوم مطار عدن الذي راح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى من المدنيين.

 

منصات للإرهاب

تغذي قنوات الإخوان الإرهاب بكل أشكاله وتزود عناصره بمساحة كافية للوقوع في وحل إنتاجهم وتحويلهم إلى منصات للإرهاب.

يقول ناشط جنوبي إن إعلام الإخوان هو الوحيد الذي حاول الدفاع عن مرتكبي الجرائم والتفجيرات وجعل من نفسه منصة للتشكيك في جميع الأدلة والصور والتسجيلات والاعترافات التفصيلية الدقيقة التي جاءت من بعض أعضاء الخلية الإرهابية.. واصفا دفاع قنوات الإخوان الفضائية عن تلك العناصر الإرهابية بالمحاولات "البائسة".

وكان عضو المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، قال في تصريح صحفي إن "مؤسسات الدولة في كل دول العالم تكافح الإرهاب بكل الوسائل ثقافياً وإعلامياً وقبل ذلك الأمن".. مشيرا في منشور على حسابه في فيسبوك إلى أن "دفاع قنوات الإخوان الفضائية عن الإرهابيين يغذي الإرهاب ويصوره على أنهم ناشطون مدنيون يدافعون عن حقوق مشروعها" ، مشددا على ضرورة "محاكمة كل من ساهم في توطين الإرهابيين".

من جانبه علق الناشط الحقوقي خالد الحاج بأن سياسة قنوات الإخوان في اليمن "تقوم على العداء تجاه المناطق الواقعة تحت نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، ولهذا يعتبرون أنفسهم مدافعين عن الإرهاب. قضايا ضمن مؤامراتهم السياسية".

 

فتاوى لاستباحة دم الجنوبيين

ودأب حزب الإصلاح - جناح الإخوان في اليمن - على تشريع استباحة دماء الجنوبيين بإصداره فتاوى دينية تكفيرية للجنوبيين باعتبارهم مرتدين. ففي سبتمبر 2019 وبعد أن تبخرت آماله بالسيطرة على العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى طل حزب الإصلاح بما يسمى "هيئة علماء اليمن" برئاسة القيادي البارز في جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيم الدولي للإخوان عبدالمجيد الزنداني، بإصدار بيان سياسي تحت مسمى فتوى لاستباحة الجنوب وقتل مواطنيه.

وأوجبت فتوى مشايخ حزب الإصلاح 2019 الحرب ضد الجنوب بمبرر "التمرد على الشرعية"، ومؤيدين الإجراءات والتحركات العسكرية باتجاه عدن، كما دعت الهيئة المكونات الاجتماعية والسياسية وجميع أبناء اليمن إلى الوقوف مع الحرب لما أسموها "وأد الفتنة"، في تذكير بالفتوى التي أصدرتها الهيئة ذاتها في 1994، تمهيداً للحرب على الجنوب، والتي خلفت شرخاً عميقاً بين شعبي الشطرين، الشمالي والجنوبي.

ولجماعة الإخوان في اليمن علاقات واسعة بكل من تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، فما من منطقة سيطر عليها حزب الإصلاح الذي يُعد الفرع اليمني لجماعة الإخوان، إلا وكان يسبقه تنظيم إرهابي إليها ممهدا له الطريق.