"الإصلاح" يستحوذ على "الاشتراكي" مجدداً..

تقرير: الحوثيون يتباهون بأذرعهم في المهرة و"هادي" يخشى الأحزاب

هادي لا يجرؤ على الخروج عن سياسة تنظيم الاخوان على الاعتبار انه هو صاحب السلطة ومالكها - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

جدد الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، دعمه لتنظيم إخوان اليمن (الحاكم للرئاسة اليمنية في مقرها المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض)، وذلك بعد أيام من اعلان الاصلح تسلمه رئاسة أحزاب يمنية أخرى تعاني من التفكك أبرزها الحزب الاشتراكي اليمني المحسوب على الجنوب، فيما تباهى الحوثيون الموالون لإيران بأذرع محلية لهم في محافظة المهرة، البوابة الشرقية للجنوب، والتي تصفها تقارير إخبارية بانها من اهم موارد الأسلحة للحوثيين.

وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية الخاضعة لإدارة تنظيم الإخوان "إن التنظيم تسلم الرئاسة الدورية للتحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية، وذلك بعد انتهاء الرئاسة الدورية للحزب الاشتراكي اليمني"؛ وخلال فترة رئاسة الحزب الاشتراكي اليمني، شن تنظيم الاخوان هجوما عسكريا واسعا على عدن، وهو الامر الذي لم يبد الاشتراكي أي موقف حيال تلك الحرب، وهو ما يؤكد ان قرار الحزب الاشتراكي قد أصبح مصادر فعليا بعد ان تفكك وانقسم بين الحوثيين والاخوان.

ودخل الإصلاح الذي تأسس في مطلع تسعينات القرن الماضي، في خصومة دينية مع الحزب الاشتراكي اليمني، على اعتبار ان الأخير، خلفيته السياسية "كانت مرتبطة بالاتحاد السوفيتي الذي تفكك"، وقد اصدر الاخوان فتوى دينية، نفذ متطرفون من تنظيم القاعدة، المتحالف مع الحزب عمليات قتل واسعة ضد قادة الجنوب، حيث تم تصفية أكثر من 150 مسؤولا جنوبيا خلال العام الأول من الوحدة اليمنية التي تمت في مايو (أيار) 1990م، وطالب الزعيم الديني لإخوان اليمن عبدالمجيد الزنداني قادة الحزب الاشتراكي اليمني الى تسليم انفسهم الى اقرب مسجد، بدعوى انهم خارجون عن الدين الإسلامي.

ويبدو واضحا ان هادي لا يجرؤ على الخروج عن سياسة تنظيم الاخوان، على الاعتبار ان الأخير هو صاحب السلطة، نظرا لتزعمه انتفاضة شعبية ضد نظام علي عبدالله صالح.

ويتعرض هادي بين الفينة والأخر لهجوم من اخوان اليمن، لكن المقربين من هادي لا يردون على أي هجوم وان كان الهجوم يخرج عن سياق التباين السياسي.

وعلى الرغم من ان هادي يواجه فشلا كبيراً بعد ان سلم قيادة الجيش للإخوان الذين عجزوا في مناهضة الحوثيين، لكنه وفي اجتماع عقده في الرياض عقب إجراءات قامت بها الأجهزة الأمنية ضد أحد الأحزاب اليمنية، ليخرج هادي بتصريحات يؤكد فيها على ان الأحزاب هي من تصنع التحويلات دون ان يكشف عن أي من تلك التحولات في ظل فشل إدارة في مقارعة الحوثيين الموالين لإيران.

وقالت وكالة الانباء الرسمية (سبأ) الخاضعة لسيطرة الاخوان ان هادي زعم مشاركة كل الأحزاب في مؤتمر الحوار الوطني الذي فشل في انتاج أي حلول للأزمة اليمنية ناهيك عن الجنوبية التي انسحب فريقها المشارك احتجاجا على هيمنة الاخوان على توجهات الرئيس الذي وصفه بالضعيف.

وأعلن الاخوان بالاتفاق مع أطراف إقليمية تحول اليمن الى ستة أقاليم "اثنان منها في الجنوب"، غير ان هذه المشروع أطاح به الحوثيون بانقلاب ميليشياوي في مطلع العام 2015م.

وقالت مصادر سياسية جنوبية إن الرئيس هادي بات يستخدم سياسيا في مواجهة الجنوب، من خلال دعم أحزاب يمنية متورطة بنهب مقار حكومية في عدن وأبرزها حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإخوان المسلمين.

وعلى الرغم من عدم مقدرة هادي على العودة الى صنعاء التي طرد منها من قبل الحوثيين، الا انه دائما ما يتحدث عن الوحدة اليمنية ومشروع دولة اليمن الاتحادية التي يسيطر الحوثيون على أربعة من اقاليمها من أصل ستة.

ووجه هادي – بحسب وكالة سبأ – تهديدات مبطنة للجنوبيين بقتالهم بدعوى الدفاع عن الوحدة اليمنية، غير انه دعا الحوثيين للسلام مجددا ما وصفته الوكالة الرسمية "بسعيه الدائم نحو السلام باعتباره خيار وحيد لحقن الدماء رغم تعنت الانقلابيين الحوثيين الذين لا يكترثون أبدا لمعاناة شعبنا اليمني".

وأكد هادي دعمه للأحزاب اليمنية التي يبدو انه يخشاها من ان تعمل على الإطاحة به من السلطة وان كانت سلطة شكلية".

وعلى صعيد أخر تباهى الحوثيون الذين تدعمه إيران بوجود اذرع محلية لهم في محافظة المهرة الشرقية والحدودية مع سلطنة عمان، وذلك بعد أيام من وجود قرار من مجلس الامن بحظر الأسلحة على صنعاء.

ونقلت صحيفة 26 سبتمبر الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن مهرب السلاح في المهرة علي الحريزي وصفه لقوات التحالف العربي في المهرة بانه قوات احتلال قائلا "الاحتلال السعودي ومرتزقته في المهرة يقومون بأعمال اجرامية خاصة مطار الغيضة".. زاعما ان السعودية تحتل المحافظة الجنوبية وان الحريزي سيعمل على مقاومة الاحتلال السعودي، كما اسماه.

ووصفت تقارير أممية ان الحوثيين يهربون الأسلحة عن طريق شركات تجارية في سلطنة عمان التي تحتضن الأذرع الإيرانية والقطرية التي دخلت في خصومة واضحة مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية.