الأمم المتحدة ترفع العقوبات عن أبرز ممولي التنظيم..

تقرير: "القاعدة" يعود مجدداً و"هادي" يواجه أزمة داخلية في الرئاسة

الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلن تنظيم القاعدة (المفترض)، اشد فروع التنظيم تطرفا في الجزيرة العربية، اختطاف اجنبيين اثنين "ألماني ومكسيكي الجنسية"، وذلك غداة الحديث عن رفع الأمم المتحدة العقوبات عن أحد اهم ممولي التنظيم في اليمن، فيما يواجه الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، ازمة داخلية على اثر خلافات مع نائبه الجنرال العجوز علي محسن الأحمر، الذي يمتلك قوات عسكرية لا تخضع لإدارة وسلطة الرئيس.

وقالت مصادر لصحيفة اليوم الثامن إن تنظيم القاعدة الإرهابي نفذ عملية اختطاف هي الثانية خلال أقل من شهر، والضحايا هذه المرة هم موظفون أجانب يعملون في "أطباء بلا حدود"، اثناء ما كانوا في طريقهم الى محافظة مأرب قادمين من وادي حضرموت الخاضع لسيطرة قوات تدين بالولاء للجنرال الأحمر الذي تصفه تقارير أمريكية بالأب الروحي للتنظيم المتطرف في اليمن.

وقال مصدر أمني إن مسلحين من القاعدة اعترضوا عند خشم العين بوادي حضرموت، موظفين أجانب أحهما ألماني الجنسية والآخر مكسيكي.

وقالت قناة "أخبار الآن" المتخصصة بتتبع اخبار الجماعات المتطرفة "إن تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن كان وراء عملية اختطاف الأجانب في حضرموت بعد ان اعترض عناصر التنظيم سيارتهم، وتم نقلهما الى جهة غير معلومة.

وإشارات المصادر أن عناصر تنظيم القاعدة قاموا باعتراض السيارة التي تقل موظفي منظمة أطباء بلا حدود عصر السبت في منطقة حريضة التي تقع بين مدينتي سيؤون ومدينة المكلا عاصمة حضرموت.

مصادر قبلية أوضحت لقناة "أخبار ألان" ان مديرية حريضة وخشم العين التابعة لمديرية العبر شهدت تحركات لعناصر التنظيم خلال الفترة الماضية، كم تم إنشاء معسكرات تدريب في صحراء العبر.

وتمثل هذه العملية هي الثانية التي يتم فيها اختطاف أجانب يعملون في اليمن، ومن مناطق خاضعة لسيطرة قوات حلفاء الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي.

وكانت عناصر مسلحة يرجح انها من تنظيم القاعدة قد قامت بعملية خطف موظفين لدى الأمم المتحدة في بلدة الوضيع بأبين، الشهر الماضي، دون ان تعمل سلطة هادي أي إجراءات للإفراج عنهم.

وقال قائد عسكري محسوب على معسكر هادي، ان تنظيم القاعدة طالب بفدية مالية تقدر بـ "مليون دولار امريكي"، وهو ما لم تدفعه حكومة هادي ان تعمل على اخراج الموظفين الأجانب المختطفين في أحد الأودية بمودية.

وقالت قناة بلقيس التابعة للإخوانية توكل كرمان إن تنظيم القاعدة اختطف خمسة من العاملين في الأمم المتحدة مؤخراً في أبين منهم أربعة يمنيين.

وتحدثت القناة الممولة من قطر "عن لجنة الوساطة في أبين قولها إنها تلقت وعودًا جديدة بإطلاق سراح ستة مختطفين من فريق الأمن والسلامة في مكتب الأمم المتحدة بعدن، دون الإفصاح عن موعد محدد للإفراج عنهم

وقال مدير مديرية الوضيع، ناصر سمن الذي يعمل ضمن لجنة الوساطة، إنهم طلبوا من القوات الحكومية التأني، وعدم إطلاق عملية عسكرية لتحرير المختطفين من أجل سلامتهم وسلامة أبناء المنطقة التي يتواجدون فيها.

وقالت مصادر سياسية إن محافظ أبين أبوبكر حسين سالم قد تلقى توجيهات من الرئيس هادي بإطلاق عملية عسكرية من أجل تحرير موظفي الأمم المتحدة الذين اختطفتهم عناصر يعتقد انتماؤهم للقاعدة، لكنه أجل العملية المنتظرة الى حين توصل لجنة مع الخاطفين لإطلاق سراح الموظفين المخطوفين، لكن تلك اللجنة فشلت في تحريرهم، وطالبوا بضرورة دفع مليون دولار من أجل إطلاقهم، دون ذلك لن يتم إطلاق سراح المخطوفين.

ووصف مصادر قبلية تأخر إطلاق قوات هادي عملية عسكرية في أبين، الى وجود توجيهات من شخصيات نافذة تؤجل العملية العسكرية إلى ان يحصل الخاطفون على شرطهم المتمثل في دفع فدية بقيمة مليون دولار امريكي بالإضافة الى إطلاق سراح قيادات في التنظيم معتقلة لدى قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن.

ومثلت عملية اختطاف الموظفين السابقة في أبين، ازمة سياسية ودبلوماسية لهادي، قبل ان يفاجئ عصر السبت بعملية اختطاف جديدة بطلها تنظيم القاعدة الذي بات ينشط في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الجنرال العجوز علي محسن الأحمر.

ويبدو ان عملية الاختطاف للأجانب في حضرموت تندرج في اطار الصراع داخل الرئاسة اليمنية، حيث واجه هادي ضغوطا من الاخوان، مقابل اصدار حزمة من القرارات اغلبها دبلوماسية، وابرزها تعيين سفير إخواني لدى الولايات المتحدة الأمريكية التي تضع العديد من قيادات الإخوان على قوائم العقوبات الأمريكية.

وجاء عملية تنظيم القاعدة في وادي حضرموت، عقب تأكيدات أمريكية أن مكافحة الإرهاب تتصدر أولوياتها في اليمن، نحو تفكيك تنظيم القاعدة الإرهابي.

وتصدر ملف مكافحة الإرهاب مباحثات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينج، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن، مع محافظي شبوة وحضرموت وممثلين عن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وثمّن ليندركينغ الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن عملية تحرير ساحل حضرموت ساعدت الولايات المتحدة على تفكيك تنظيم القاعدة في اليمن.

ومن جانبه، دعا محافظ حضرموت اللواء ركن فرج البحسني لضرورة أن يقدم الجانب الأمريكي عبر منظماته المانحة، المساعدات للمواطنين، ودعم قوات الجيش اليمني في حضرموت بالوسائل الحديثة، ومنح قادتها الفرص التدريبية، وبحث إمكانية إنشاء قوّة عسكرية مختصة بمكافحة الإرهاب.

وأحاط البحسني المبعوث الأمريكي بأبرز المنعطفات التي مرّت بها حضرموت، وفي مقدمتها سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على مناطق ساحل حضرموت 2015، لمدة عام كامل، قبل تحريرها بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة دولتي السعودية والإمارات، وتكبيد الإرهابيين خسائر فادحة.

 وقال مصدر أمني في حضرموت لصحيفة اليوم الثامن إن عملية الاختطاف الثانية في حضرموت والأولى في أبين، رسالة من تنظيم القاعدة انه بمقدوره القيام بعمليات خاطفة وقاتلة".. مشيرا الى ان التنظيم الذي يعاني من ازمة قيادة لكنه يجيد توظيف الصراع في داخل السلطة وبين اقطابها خاصة فيما يتعلق بمأرب ووادي حضرموت.

ولفت المصدر الى ان عملية الاختطاف للأجانب يهدف من خلالها التنظيم الى اظهار نفسه بانه لا يزال قويا وموحدا رغم وجود ازمة قيادة، ناهيك انه من خلال هذه العمليات قد يحصل على التمويل المطلوب للعودة مجددا بشكل أقوى.

وجاءت تطورات عودة القاعدة الى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الرئاسة اليمينة، في اعقاب الحديث عن قيام الأمم المتحدة بشطب اسم محافظ البيضاء الأسبق، الإخواني نايف القيسي، من قائمة العقوبات، بعد خمس سنوات على إدراجه فيها، إثر اتهامات بدعمه لتنظيم القاعدة.

وقالت تقارير إخبارية إن لجنة الجزاءات المفروضة على تنظيم داعش والقاعدة في مجلس الأمن أزالت نايف صالح سالم القيسي من قائمة العقوبات، بالإضافة إلى شخص آخر يحمل الجنسية الأردنية.

وأضاف أن القرار جاء بعد الانتهاء من نظر اللجنة في طلبات الرفع عن هذه الأسماء المقدّمة من خلال مكتب أمين المظالم المنشَأ بموجب قرار مجلس الأمن ألف وتسعمائة وأربعة، مشيرا إلى أن تجميد الأصول وحظر السفر وحظر توريد الأسلحة المنصوص عليه في قرار المجلس بشأن القاعدة وداعش، والمعتمد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لم يعد ينطبق على الأسماء الواردة.

وكانت الأمم المتحدة أدرجت القيسي في قائمة الجزاءات في فبراير ألفين وسبعة عشر، بينما كان يتولى منصب محافظ البيضاء، عقب اتهامات أمريكية له بالارتباط بتنظيمي القاعدة وداعش.

كما اتهمته، في عام 2015، بتوزيع الأموال والأسلحة على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وقوات القبائل المتحالفة معه لمحاربة مليشيا الحوثي.

وتولى القيسي محافظة البيضاء، خلال الفترة من 28 ديسمبر 2015 وحتى يوليو 2017، حين عين الرئيس هادي "ًصالح علي الرصاص" خلفاً له.

وأنشئ القيسي قوة من الجيش اطلق عليها "لواء العفاريت"، تقول تقارير صحافية ان اغلب عناصره من تنظيم القاعدة الإرهابي، وقد سلم اللواء قاعدة العسكرية للحوثيين دون أي مواجهة، ولا تزال السعودية التي تدعم الحرب ضد الحوثيين تمول اللواء بالأسلحة والأموال على الرغم من انه قد اصبح مفكك منذ منتصف العام الماضي.