صحيفة سعودية تلوح بـ"بتقسيم الجنوب"..

تقرير: "الانتقالي" يضع خياراً وحيداً لمواجهة التنظيمات الإرهابية

الوفد الأمريكي مع قيادة قوات التحالف العربي ومحافظ شبوة عوض الوزير العولقي - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

وضع المجلس الانتقالي الجنوبي – السلطة السياسية في الجنوب- خياراً وحيدا لمواجهة ما اسماه بانتعاش العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم اخوان اليمن المدعوم من قطر، فيما لوحت صحيفة السعودية، بمشروع تقسيم الجنوب، على أساس ما قالت انه تنفيذ اتفاقية الرياض التي تعرقل أذرع الدوحة تنفيذها والخاصة بالانسحاب من مدن الجنوب وتوجه القوات صوب صنعاء لمواجهة الحوثيين.

وأدان المجلس الإنتقالي الجنوبي عملية اختطاف قامت بها عناصر إرهابية واستهدفت موظفين لدى منظمة أطباء بلا حدود.

وقال المجلس "إن العملية الآثمة التي تعرض لها شخصان أحدهما ألماني والآخر مكسيكي الجنسية يعملان لدى منظمة أطباء بلا حدود الهولندية السبت في منطقة الخشعة بمديرية العبر بوادي حضرموت حيث تنتشر قوات ما تسمى بالمنطقة العسكرية الأولى، تكشف من يمول الإرهاب".

وندد المجلس الانتقالي الجنوبي في تصريح صحفي للمتحدث الرسمي السيد علي عبدالله الكثيري "بالعمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم مفترض من القاعدة عصر السبت من خلال اختطاف موظفين لدى منظمة أطباء بلا حدود الذين كانوا يعملون في وادي حضرموت.

وقال الكثيري "نندد بالعملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت أطباء يقدمون الغوث والمعونة الإنسانية، والتي تأتي بعد بضعة أسابيع من عملية اختطاف ارهابية مماثلة في محافظة أبين التي تهيمن عليها مليشيات اخوانية".

و جدد الكثيري التأكيد "على أن انتعاش التنظيمات الإرهابية في تلك المناطق يثبت باليقين القاطع الحاجة إلى تمكين القوات المسلحة الجنوبية ممثلة في قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين وقوات النخبة الحضرمية في وادي وصحراء حضرموت للقيام بدورها في تطهير تلك المناطق من تلك الجماعات الإرهابية وقطع دابر خطرها من كافة محافظات الجنوب".

وقال السياسي الجنوبي محمد باحداد إن المسؤول عن تنظيم القاعدة في اليمن هو الجنرال العجوز علي محسن الأحمر ، وكل ما يصدر عن هذا التنظيم في وادي حضرموت هو من تدبير قوات المنطقة العسكرية الأولى ، وكلمة سر هؤلاء الإرهابيين في مكتب نائب الرئيس اليمني".

من ناحية أخرى، لوحت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين بضرورة تنفيذ بنود اتفاقية الرياض، محذرة في الوقت نفسه من أي تشكيلات عسكرية مسلحة خارج سيطرة القوات المشتركة، في تأكيد على رغبتها في إعادة تفعيل الاتفاقية التي تقضي بتوجيه كل القوات اليمنية في الجنوب صوب صنعاء لمقارعة الحوثيين، وهو ما ترفضه الاذرع القطرية.

وقالت «الشرق الأوسط» السعودية "أن وفدا أمريكيا برئاسة تيم ليندركينغ، المبعوث الخاص لليمن، وكاثي ويستلي القائم بأعمال السفارة الأميركية، وممثلين عن التحالف العربي، بحثوا مع محافظ شبوة عوض العولقي الوضع التنموي والاقتصادي والأمني.

وقد ركز الوفد  «على الشق الأمني وتحقيق الأمن والاستقرار، ومكافحة الإرهاب»، ودعماً لجهود المحافظ، وهي نتيجة للقاء سابق مع القائمة بأعمال السفارة تم عبر الاتصال المرئي».

وذكرت الصحيفة أن ألوية العمالقة الجنوبية، حررت في مطلع العام الحالي ثلاث مديريات شمال غربي شبوة من قبضة الميليشيات الحوثية، وتقدمت باتجاه جنوب مأرب محررة مديرية حريب، قبل أن تتوقف في تلك النقطة.

وقالت الصحيفة الوفد الأمريكي الأميركي خلال الزيارة على أهمية «توحيد الوحدات العسكرية والأمنية، واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ودعم تعزيز قوات أمنية وعسكرية قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار».

ولفتت الى انه «تم الحديث عن القوات المشتركة بقيادة فؤاد النسي (...) هناك رغبة بعدم وجود أي تشكيلات عسكرية لا تتبع الدولة، خوفاً من عدم السيطرة عليها لاحقاً».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية - إن اليمنيين في جميع أنحاء البلاد حتى أولئك البعيدين عن الخطوط الأمامية يعانون منذ سنوات من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي".

وزعمت الصحيفة السعودية أن الوفد الأميركي شدد على دعمه لعملية سلام شاملة تقودها الأمم المتحدة وشمل وجهات نظر مختلف الجماعات اليمنية، بما في ذلك مجتمعات حضرموت والمهرة وشبوة"؛ في إشارة على وجود رغبة سعودية في دعم مشروع اخوان اليمن الرامي الى تقسيم الجنوب الى اقليمين أحدهما إقليم حضرموت الذي يضم شبوة والمهرة، وهي محافظات غنية بالثروات".

وقالت الصحيفة "إن وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) اكتفت بالإشارة للزيارة وأنها ناقشت الجهود التي تبذلها السلطة المحلية لتعزيز الأوضاع الأمنية والتنموية.

وفشل مشروع اقترحه الاخوان على الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، بتقسيم اليمن الى ستة أقاليم أربعة في اليمن الشمالية واقليمين في الجنوب، لكن هذه المشروع أطاح به الانقلاب الحوثي وقوات علي عبدالله صالح، حين رفضوا الرجوع الى وثائقه ومضوا في الانقلاب على سلطته.

وتمول اللجنة الخاصة باليمن، تنظيم الإخوان في اليمن، ضد الجنوب، وهو ما أكدت عليه محاولة الرشوة في عملية إرهابية مدانة.

وترى هذه اللجنة ان تقسيم حضرموت والمهرة عن الجنوب سوف تعرقل مشروع الاستقلال الذي يسعى المجلس الانتقالي لتحقيقه رغم ما يواجهه من ضغوط إقليمية تحاول منعه من القيام باي خطوات خاصة على تلك، محاولة عودته الى مشروع الإدارة الذاتية التي أربكت الإخوان واصابتهم في مقتل.

ويبدو ان محاولة تصدير الحديث عن وجود مظالم في حضرموت والمهرة وشبوة، هدفه ابتزاز المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق بعض المكاسب لإخوان اليمن الذين يهددون بالتحالف مع الاذرع الإيرانية في اليمن، وهو ما يعني ان الرياض قد تخرج في نهاية المطاف خالية الوفاض ان لم يتم اختيارها على هذا الأساس.