"اتفاق الرياض" بات من الماضي..

تقرير: "إخوان اليمن" يحصد ثمار "مؤتمر الرياض" قبل انعقاده

يمثل تعيين الإخواني محمد الحضرمي السنحاني سفيرا لدى واشنطن مكسبا لإخوان اليمن والحوثيين - أرشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

حصد تنظيم إخوان اليمن – الموالي للنظامين القطري والسعودي -، ثمار مؤتمر الرياض الذي دعت له امانة مجلس التعاون الخليجي، في العاصمة السعودية، وذلك في اعقاب اصدار الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، قرارين اثنين، أكدا على ان ما عرف باتفاق الرياض قد أصبح من الماضي.

وقالت مصادر دبلوماسية يمنية وأخرى جنوبية لصحيفة اليوم الثامن "إن دعماً سعودياً ساهم في تمكين تنظيم الإخوان من الاستحواذ على منصب سفيري اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية، واسبانيا؛ دون التشاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي الأمر الذي يؤكد ان الحديث عن الشراكة التي أقرها اتفاق الرياض قد انتهت وان الاتفاق أصبح من الماضي، في ظل رغبة الرعاة على إيجاد صيغة جديدة لاتفاقية جديدة اطلق عليها مؤتمر الرياض من المزمع انعقاده خلال الأيام القادمة.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ "إن هادي أصدر قرارا بتعيين اوس عبدالله احمد العود سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى مملكة اسبانيا، وتعيين محمد عبدالله الحضرمي السنحاني سفيراً ومفوضاً فوق العادة لدى الولايات المتحدة الامريكية.

وطالب هادي السفيرين بوضع المجتمع الدولي بصورة مثلى أمام المراحل التي قطعها الشعب اليمني في إطار توافقه وحواره على بناء الدولة اليمنية الاتحادية الجديدة المبنية على العدالة والمساواة والحكم الرشيد"؛ في إشارة الى مشروع دولة اليمن الاتحادية التي اقرت تقسيم الجنوب، لضربة مشروعية قضيته الوطنية، في حين انه بات من الصعوبة الحديث عن المشروع في اليمن الشمالي الخاضع لسيطرة الحوثيين الموالين لإيران.

وظل منصب سفير اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية شاغرا وذلك في اعقاب تعيين سفير اليمن هناك أحمد عبيد بن دغر وزيرا للخارجية في أواخر العام 2020م.

وقالت مصادر دبلوماسية ان قرارات هادي تمت دون التوافق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وفق ما نص عليه اتفاق الرياض.. مشيرة الى ان الرياض متواطئة مع تنظيم الاخوان الحاكم، المتورط في عرقلة الحرب ضد الحوثيين، حيث ترى اللجنة الخاصة السعودية المشرفة على الملف اليمني ان إخوان اليمن أقرباء الحلفاء لهم من أي تحالفات يمنية أخرى، وان كان هذا التحالف يقوض التحالف العربي الذي تقوده الرياض".

ويأتي دعم تيار في داخل السعودية لإخوان اليمن، بالتزامن مع دعم أمريكي لذات التنظيم الذي يعد الراعي الأبرز لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وأكد مصدر دبلوماسي يمني لصحيفة اليوم الثامن ان واشنطن رفعت قيادات إخوانية من قوائم الإرهاب على الرغم من تورطها في هجمات إرهابية، ومن أبرز تلك الشخصيات محافظ البيضاء الأسبق نائف القيسي الذي أدين بتمويل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وقد ساهم رفع العقوبات عن اخوان اليمن في عودة تنظيم القاعدة الى شن هجمات إرهابية واختطافات في أبين وشبوة وحضرموت والمهرة.

وقال الناشط السياسي محمد مظفر العولقي إن تعيين الحضرمي سفيرا لدى الولايات المتحدة الأمريكية يمثل خدمة للحوثيين"؛ في إشارة الى مواقف وزير الخارجية السابق المناهض للتحالف العربي بقيادة السعودية.

وينتمي الحضرمي الى منطقة سنحان في صنعاء، وهي اقطاعية زيدية مؤيدة للمشروع الحوثي الذي ينتمي الى الزيدية ويقود مشروعا لالتهام الجنوب ولا يحظى باي معارضة يمنية شمالية.

وقال مصدر جنوبي لصحيفة اليوم الثامن "ان قرار تعيين السنحاني سفيرا لدى واشنطن يمثل أخر مسمار في نعش اتفاق الرياض الذي لم ينفذ منه أي شيء بفعل اخوان اليمن الانسحاب من شبوة ووادي حضرموت.

وبهذا القرار يكون اتفاق الرياض قد أصبح من الماضي، لكن يؤكد أن اخوان اليمن كتنظيم قد نجح في جني ثمار مؤتمر الرياض قبل أيام من انعقاده.

ويرفض التنظيم اليمن الذي يحظى بدعم وتمويل من اللجنة الخاصة السعودية، قتال الحوثيين، الامر الذي دفع الاذرع الإيرانية الى تقوية نفوذها في شمال اليمن باستثناء مركز محافظة مأرب المعقل الأخير لإخوان اليمن.