"سالم ثابت" يجيب على تساؤلات مهمة..

تقرير: كيف ينظر المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مؤتمر الرياض

القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي - أرشيف

سامي الخضر
ناشط ومراسل صحفي ميداني

أعلن صحافيون وسياسيون جنوبيون رفضهم لدعوات وجهتها المملكة العربية السعودية، للمشاركة في برنامج إعلامي وسياسي، فيما قالت مصادر جنوبية لصحيفة اليوم الثامن إن السعودية التي ترعى مؤتمر الرياض المرتقبة تسعى لدعم إنشاء كنتونات موالية، بغية ممارسة الضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن ترحيبه بالمشاورات المزمع عقدها في مقر امانة مجلس التعاون الخليجي.

وقالت مصادر إعلامية لصحيفة اليوم الثامن "ان وزارة الإعلام السعودية وجهت دعوات لصحافيين وسياسيين جنوبيين للمشاركة في برنامج أعدته الوزارة للصحافيين في اليمن، بالإضافة الى مشاركتهم في مؤتمر الرياض الثاني الخاص بمناقشة الأزمة اليمنية.

وأعلن الصحافي الجنوبي صلاح السقلدي، رفضه المشاركة في المشاورات التي يبدو ان نتائجها قد بدت واضحة.

وقال السقلدي في بيان صحفي – حصلت اليوم الثامن على نسخة منه – "طالما اعتبرنا أن الحرب- أية حرب -  ليست إلا مجلبة للدمار والمآسي والتشظي، ومنها الحرب الدائرة هنا  منذ  سبع سنوات. فالحوار يظل هو المخرج والوسيلة الأخلاقية المُـثلى لتفادي الحروب ووقفها. ولكن لن يكن الحوار ذو جدوى إن لم يكن له ضوابط محددة ومحاور وأجندة واضحة متفق عليها مسبقا ومن ثم تُناقش بوضوح دون كولسة، وبعيدا عن أساليب الاحتيال والتضليل أو انتحال لاسم القضايا، وأن يكون ذلك على طاولة حوار (مستديرة) لا مستطيلة".

  وأضاف "نحن هنا بصدد الحديث عن حوار الرياض (المفترض)، فباسمي وصفتي الشخصية أقرنُ  تلبية الدعوة السعودية التي تلقيتها لحضور ذلك الحوار بالمحددات آنفة الذكر بما يخص القضية الجنوبية كيلا نكون شهود زور أو بائعو أوطان وسماسرة تضحيات ودماء، ما دون ذلك فلست معنيا باية مخرجان لهذا الحوار وبالذات بما سيتعلق بالقضية الجنوبية".

 وأكد السقلدي "أنه لا يليق بالمرءِ ان يكو شيكا على بياض لأحد، او ديكورا فوق منضدة، و كمالة عدد بقائمة كشوفات الضيوف ،وبالمقابل لن اقف بوجه كل مسعى وحوار يهدف لوقف هذه الحرب المدمرة  التي طالما دعونا لوقفها حقنا للدماء التي تنزف بغزارة، ووضع حدا للمعاناة التي يكابدها البسطاء منذ سنوات، والتوجه وبالتالي صوب طاولة حوار حقيقي ولن ندير ظهورنا لاي جهد او مبادرة محلية او اقليمية او دولية تسعى لتحقيق هذه الغاية الوطنية والإنسانية".

من ناحية أخرى، أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي ان موقف المجلس من الدعوة الخليجية شريطة ان يكون السلام الذي سيبحثه هذا المؤتمر "سلاماً عادلاً يحترم حق شعب الجنوب في تقرير مصيره".

وتحدث العولقي في تصريحات صحافية عن مصير اتفاق الرياض الذي اصبح من الماضي، قائلا "إن مصير الاتفاق مرتبط بجهود وإرادة الجهة الراعية التي لاشك من انها بذلت جهدا سياسيا كبيرا يحتاج لمزيد من الضغط على الأرض من أجل تنفيذ ما تبقى من بنود الإتفاق والمجلس الإنتقالي كطرف فيه يسعى من أجل هذا ففيه مصلحة الجميع ودرجة الرضا في تصوري مرتبط بتحويل نصوص هذا الإتفاق الى واقع وهناك ما تم إنجازه ولازالت نقاط ينبغي الإسراع في تنفيذها".

وحول مشاركة المجلس الانتقالي في حكومة المناصفة، قال العولقي "إن تشكيل الحكومة جزء من إتفاق متكامل فاذا ما نظرنا حينها الى حجم الظرف الموضوعي والضغط الإقليمي والى حاجة المجلس ككيان جنوبي للاعتراف به شريك وبالتشكيلات العسكرية والامنية التابعة له نجد كل هذه العوامل تجعل قبول المجلس بالاتفاق ومنها المشاركة في الحكومة قرارا صائبا".

وأضاف "لكن اليوم في ظل عرقلة إستكمال تنفيذ بنود الإتفاق ومع استمرار فشل الحكومة وعجزها عن حل القضايا الساخنة المرتبطة بحياة المواطن يجعل من المنطقي أن يعاد النظر في أمر المشاركة".

وبشأن ملف شبوة، تحدث السياسي الجنوبي عن ان المحافظ الغنية بالثروات النفطية "تقف اليوم في تحد حاسم وأعتقد أنها قد قالت كلمتها بخصوص القضية وانتمائها الجنوبي وينبغي أن تتظافر الجهود لتتعافى المحافظة مما اصابها من حكم وبطش مليشيات الحوثي ومليشيات الإخوان ولكي تقف بقوة على الطريق الصحيح من أجل البناء وإيجاد قطيعة مع عهد المليشيات".

وعن علاقة المجلس بمحافظ شبوة الجديد عوض بن محمد الوزير، قال العولقي "العلاقة اكثر من ممتازة وقد انحاز المحافظ الى شبوة وأمنها واستقرارها وإنهاء الكثير من الاختلالات التي عاشتها شبوة في عهد الإخوان وقد رد له المجتمع الشبواني الجميل بالوقوف معه ومساندته ونحن في الإنتقالي وافقنا على تعيينه محافظا للمحافظة باعتباره رجل المرحلة ونثق في قدرته على نقل المحافظة إلى مستويات افضل وسيقف الجميع الى جانبه".

وأكد عوض هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أن المجلس يقف في طليعة المدافعين عن شبوة سلما وحربا، والحاضنة الشعبية العريضة مكسب كبير ففي الوقت الذي يتقوقع فيه الآخرون في صورة مليشيات ومراكز فساد يمتلك الإنتقالي الرؤية والمشروع والتأييد الجماهيري الواسع الذي يؤمن بالمجلس كرافعة سياسية للقضية في هذه المرحلة المصيرية".

وجدد السياسي الجنوبي، رفض الانتقالي أي محاولات لإعادة احياء الأحزاب اليمنية، والشارع الشبواني والجنوبي عموما رد على هذه التحركات بشكل حاسم وأكد على أنه من الصعب إعادة إنتاج هذه الكيانات التي فشلت وافسدت ونهبت ثروات الجنوب وخاضت حروبا ضد أبنائه".

وعن مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في حكومة معين عبدالملك، وموقف وزراء المجلس الانتقالي من كل ما يجري، قال العولقي "في الحقيقة هم يبذلون جهودهم لكن السياق الذي يعملون فيه محبط ومناخ فاسد فالحكومة غير جادة في إعادة المؤسسات والقيام بمهامها لإرتباط كثير من أعضاءها بمشاريع واجندات مشبوهة ولا يمكن الادعاء بأن وزراء الانتقالي يستطيعون النجاح في مثل هكذا مناخات وأداء حكومي مزري". 

وعن تنظيم الإخوان، أكد العولقي "انه بدأ ينحسر تدريجيا وأعتقد أن المؤسسات التي يتحكمون بها ستلفظهم فهم لم يعد لهم قبول لا محليا ولا إقليميا".