"صحيفة محلية تتحدث عن خلافات"..

تقرير: "الانتقالي الجنوبي".. هل جعلته المشاورات منفصلا عن الداخل؟

مقر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن - ارشيف

سامي الخضر
ناشط ومراسل صحفي ميداني

زعمت صحيفة محلية صادرة في العاصمة الجنوبية عدن، وجود خلافات عاصفة في داخل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي المشارك في ما يسمى بمشاورات الرياض التي ترعاها الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وتمولها المملكة العربية السعودية، فيما يبدو ان المشاورات قد جعلت المجلس الانتقالي منفصلا عن الشارع الجنوبي في الداخل، بعد ان سمح بالتأويلات والتسريبات التي تهدف الى هز ثقة الشارع الجنوبي بالقيادة.

ويشارك المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن وفد كبير بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وموقف الرجل لا يزال صلبا قويا وثابتاً، ناهيك عن ان لا شيء يستحق التنازل، فاليمن الشمالي لا يزال حوثياً، وثلاثة ارباع من الاخوة اليمنيين لا يمتلكون أي قاعدة شعبية او جماهيرية يمكن ان يفاوضوا عليها، لديهم بعض الشخوص القليلة (الجنوبية) التي فقط تبحث عن مصالح شخصية لا أقل ولا أكثر، لكن على الأرض لا تمتلك هذه الأطراف أي شيء، واذا اختارت الحرب ضد الجنوب كما فعلت من سابق، فهذا قد يعجل بفرض حلول تخدم المجلس الانتقالي وتمنحه القدرة على المناورة على ملفات ليست في يده اليوم.

ويصور خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي، ان الوضع (الكارثي) في العاصمة ومدن الجنوب الأخرى من صنيعته في حين انه استطاع التعامل مع ملف الازمات المصنوعة باحترافية كبيرة، ساعده في ذلك الوعي الشعبي الكبير.

وفي العام 2020م، كانت بعض الأطراف الإقليمية تعتقد ان المجلس سيخسر الرهان، حروب عسكرية في أبين وكوارث الامطار وجائحة كورونا، لكن المجلس كان قد التحدي وأعلن الإدارة الذاتية، وتحمل الجنرال أحمد سعيد بن بريك المهمة، ونجح في معالجة كارثة السيول والتصدي لجائحة كورونا، وكل ذلك من موارد العاصمة عدن، يعني ان العاصمة لديها الموارد الكافية بما في ذلك توفير وقود الكهرباء، ودعم مشاريع التنمية.

كان الخطاء الذي ارتكبه المجلس الانتقالي الجنوبي هو "إلغاء الإدارة الذاتية"، والذي كان من المفترض تعليق العمل بها، وإعادة تفعيلها في أي وقت يريد، خاصة وانه ترك فرصة لرعاة اتفاق الرياض ان يقوموا بدورهم، وربما الخيار القادم ليس الإدارة الذاتية وربما الحكم الذاتي.

والتزم المجلس الانتقالي الجنوبي بكافة بنود اتفاقية الرياض ولم يتبق الا الشق العسكري، وبدلا من تنفيذ هذا البند، أطلق خصوم المجلس "فوضى التظاهرات وقطع الطرقات وإطلاق الهتافات العنصرية"، وتعامل المجلس مع ذلك بقدرة كبيرة من الحكم لإدراكه خطورة ما كان يخطط له، وكانت معركة كريتر هي ما كان يمهد لها خصوم المجلس من خلال الفوضى.

وتم التعامل بحزم مع احداث كريتر، فكان المخطط الكبير يحضر، استهداف محافظ العاصمة احمد حامد لملس الأمين العام ومساعده الوزير سالم السقطري، ومع ذلك نجح المجلس في تقديم رموز الإرهاب المرتبط بالحوثيين ووجه رسالة الى الرئاسة اليمنية عن زعيم العصابة الإرهابية التي استهدفت عدن بالتفجيرات، وهو قائد عسكري في أحد الالوية العسكرية.

ورغم موجة النزوح (غير المبرر) صوب عدن، الا ان سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي تعاملت مع هذا الملف بكل احترافية "يمنيون جار عليهم الفقر وشظف العيش، ويعتقدون انهم في عدن قد يحصلوا على اعمال توفر لهم اعاشة طيبة".

ونجح محافظ العاصمة الأمين العام، في تحريك عجلة التنمية وتسهيل المشاريع الاستثمارية التي وفرت فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل، وكان نصيب الاشقاء اليمنيين فيها كبيرا جداً، وقدم دعما حكوميا للكثير من المشاريع الخاصة المرتبطة بحياة المواطن، ومنها الافران والخضار وغيرها".

وبالعودة الى مشاورات الرياض، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب الحضور الأبرز ليس بالوفد المتواجد هناك، ولكن بما هو على الأرض من قوة عسكرية وقواعد شعبية كبيرة وكبيرة جداً، فالكنتونات التي يتم الإعلان عنها باسم الجنوب، ليس لها أي وجود، وبعض افراد هذه الكنتونات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ناهيك عن وجود كنتون صغير لا تزيد قيادة عن شخصية اثنين فقط "الرئيس والأمين العام".

أما الحديث عن قوات عسكرية، وقتال الحوثيين، فيمكن الحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي، والحديث عن ملف مكافحة الإرهاب، الحديث عن المجلس الانتقالي الجنوبي، واذا ما كان الحديث عن أهمية وجود شراكة إقليمية  فذلك هدف رئيس من اهداف المجلس الانتقالي الجنوبي..

لذلك المجلس الانتقالي بعيدا عن ما قد تسفر عنه مشاورات الرياض، هو صخرة صلبة، ويمتلك قدرة تغيير أي معادلة سياسية لمصلحة الجنوب، لذلك واهم من يعتقد انه بإمكانه تجاوز المجلس في مشاورات هدفها الأساسي جلب الحوثيين الى طاولة المفاوضات لا توحيد الجهود لهزيمتهم كما كان شعار اتفاق الرياض.

والمجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك قيادة محترفة غير تلك الشخصيات المتواجدة في عواصم الإقليم ولا تراها الا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هناك قيادة حقيقية تستطيع تغيير أي معادلة سياسية لمصلحة الجنوب".

منش ناحية أخرى وضم التسريبات الصحافية، زعمت صحيفة محلية عن انفجار خلافات في أروقة مشاورات الرياض بسبب نقص تمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي في لجان المشاورات.. وتطورت بعد ذلك إلى مشكلة كبيرة بين أعضاء الجمعية الوطنية والقيادات المحلية للمجلس الانتقالي من جهة ورئاسة المجلس الانتقالي من جهة أخرى.

وقال أعضاء في المجلس الانتقالي لصحيفة "الأيام" أمس أن سبب المشكلة "المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل بعضو واحد فقط في لجان المشاورات في كل مسار من المسارات وأربعة أعضاء فقط في المسار السياسي".

وأضاف مصدر آخر: "بعض الأحزاب الصغيرة وغير المتواجدة على الأرض لديها عدد من الممثلين أكبر بكثير من المجلس الانتقالي.. لقد أسقطوا مبدأ المناصفة بين الجنوب والشمال في التمثيل التي تم تأسيسها منذ الحوار الوطني في 2013م والتي قامت عليها الحكومة الحالية".

وقال أحد أعضاء الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، بشرط عدم ذكر اسمه، "تم رفع رسالة لزيادة عدد ممثلي المجلس الانتقالي في المسارات لكن الطلب رفض صباح اليوم (أمس الأحد)".

وبعد رفض الزيادة توتر الوضع بشكل كبير داخل وفد الانتقالي، حيث قام أعضاء الانتقالي بكتابة بيان وطالبوا بانسحاب وفد المجلس الانتقالي وتصاعد الأمر إلى تهديد رئاسة الانتقالي بالاستقالة من المجلس والتمرد.

وقال أحد أعضاء المجلس الانتقالي في الرياض أمس لـ"الأيام": "المجلس السياسي لطارق عفاش في تقدم ولفت الأنظار وكسب تحالفات على حساب المجلس الانتقالي بسبب عدم وجود رؤية سياسية وعمل سياسي منظم داخل المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأضاف عضو آخر في الجمعية الوطنية "وفد الانتقالي يعيش في فوضى عارمة كل المكونات لها إدارة وسكرتارية ومنسقين والمجلس كله زعامات وقيادات حتى طباعة الأوراق الخاصة للجان تتم في السوق على حساب الأعضاء".

وحاول رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي احتواء الخلاف الواقع وفي مقابلة مع الأعضاء الغاضبين وعدهم أنه ستتم زيادة الممثلين يوم غد الاثنين (اليوم) في محاولة لتهدئة الأعضاء.