"خفايا تحركات عسكرية إخوانية وحوثية صوب الجنوب"..

"رشاد العليمي" يعيد ترتيب "قوات إخوان اليمن" في مأرب وحضرموت بضوء أخضر إقليمي

يبدو ان العليمي يعيد ترتيب صفوف جماعة الإخوان في مأرب وحضرموت، مع التأكيد على شراكة المؤتمر الشعبي العام الذي اصبح منقسما على نفسه في أكثر من تيار، حيث ان جزء من الحزب أصبح مواليا للحوثيين والأخر يتبع سياسة واجندة الإخوان، وجزء أخر بات الحلقة الأضعف

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني المؤقت رشاد العليمي وتشجيلات من مسلحي اخوان اليمن في مأرب - أرشيف

الرياض

في الـ30 من يناير/ كانون الثاني العام 2023م، أصدر رئيس مجلس القيادة المؤقت رشاد العليمي، قرارا فور وصوله من الرياض الى عدن، قضى بتشكيل قوات درع الوطن، بتمويل سعودي، كقوات موازية لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في أول تحرك أظهر حالة من الانقسام في صفوف مجلس القيادة الرئاسي، ومثل مخالفة صريح لقرار نقل السلطة الذي نص على التشاور في اتخاذ القرارات بين رئيس المجلس ونوابه.

قرار العليمي، قوبل بترحيب واسع من اليمنيين الشماليين، الذين اعتبروا هذه القوات بانها قوات بديلة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، في حين ذهب الفريق صغير بن عزيز، رئيس هيئة الأركان والمقرب من العليمي الى الزعم أن قوات درع الوطن جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة اليمنية بموجب قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة (رشاد العليمي)، وفق المرجعيات  واعلان نقل السلطة وسوف تكونوا هذه القوات ريدا قويا في فيما ما وصفها بالحرب المقدسة ضد تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من راس الشر ايران".

مثل هذا القرار المدعوم بشكل واضح من السعودية، نقطة انطلاق لرشاد العليمي للانفراد بمجلس القيادة الرئاسي، ليصدر جملة من القرارات رفض بعضها المجلس الانتقالي الجنوبي، في حين ان العليمي قد منح صديقه صغير بن عزيز حرية التحرك على الأرض لإعادة ترتيب قوات الاخوان المسلمين المدعومين من أطراف إقليمية.

تحركات صغير بن عزيز، رافقه خلالها قادة عسكريون سعوديون، الأمر الذي اثار حالة من التساؤلات حول دور الرياض المستقبلي في الجنوب.

في الـ28 من ابريل نيسان العام 2023م، صرح رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، قائلا :" إن قرار رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي القايد الاعلى جاء في سياق جهوده المبذولة لتوحيد مختلف تشكيلات قواتنا المسلحة تحت قيادة وزارة الدفاع في اطار تحقيق اهداف شعب اليمن الإستراتيجية وفي مقدمتها استعادة الدولة وانهاء الانقلاب سلمًا أو حرباً".

وفي الرابع من مايو/ أيار الماضي، زار بن عزيز محافظة شبوة، وألتقى المحافظ عوض بن محمد الوزير، زعم بن عزيز أنه ناقس مع بن الوزير قضية تثبيت دعائم الاستقرار في كافة مناطق (الجنوب المحررة) ورفع الجاهزية القتالية من العالي الى الكامل".

وفي اليوم التالي زار بن عزيز ساحل حضرموت وألتقى بالمحافظ مبخوت بن ماضي، بحضور قيادات عسكرية وأمنية إخوانية، وقيادات عسكرية سعودية مرافقة لبن عزيز من عدن الى المكلا".

وفي السادس من مايو/ أيار الماضي، زار بن عزيز مدينة  سيئون المحتلة، قال في تدوينة على تويتر إنه ألتقى بقيادات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة اللواء صالح طيمس بحضور محافظ حضرموت ووكيل أول وزارة الداخلية وقائد الدعم والإسناد في التحالف العربي، أبلغهم تحيات رئيس مجلس القيادة الرئاسي وناقش معهم خطط المنطقة في رفع الجاهزية وإعادة التأهيل والتدريب".

ومن سيئون عاد بن عزيز مرة أخرى إلى شبوة، ولكن ذهب صوب قوات الإخوان المسلمين، التي ترابط في منطقة عارين في شبوة.

وقال بن عزيز إن زار مع قائد الدعم والإسناد الوحدات العسكرية والأمنية من محور عتق الموجودين في معسكر عارين، وناقش حول ضرورة توحيد القدرات في مواجهة تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية تحت قيادة محور عتق وقيادة المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب".

وحتى لا يفهم الحوثيون ان التحركات صوبهم، دون بن عزيز على تويتر رسالة تشير إلى أن يددهم ممدودة للسلام على أساس المرجعيات الثلاث رغم تعنت تنظيم جماعة الحوثي وإدراكنا إنهم ليس أهلا لسلام".

وقال بن عزيز "تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية تعمل على إعادة تجهيل الشعب اليمني والتضليل والدجل عليه"..

ولم ينس الفريق بن عزيز من توجيه رسائل إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، من بوابة الوحدة اليمنية، حيث قال إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ليست للسياسيين أو أصحاب المصالح الحزبية أو المذهبية أو المناطقية الوحدة وحدة شعب ناضل من أجل إعادتها عشرات السنين".

وبالتزامن مع التحركات أصدر رشاد العليمي قرارا بتعيين أحد ابرز قيادات الإخوان المسلمين في مأرب، ‏وتضمنت القرار تعيين "علي محسن الهدي" مساعدا لرئيس هيئة العمليات الحربية، قبل ان تشهد مأرب استعراضات عسكرية كبيرة.

 وقد احتفت قيادات إخوانية يمنية بقرار التعيين، حيث وصفه المطلوب على قوائم الخزانة الأمريكية على ذمة تنظيم القاعدة، الحسن ابكر بانه رجل يستحق المنصب عن جدارة.

وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي تشير تقارير صحفية الى أزمة الثقة داخل المجلس الرئاسي اليمني، خاصة بعد زيارة رشاد العليمي الى محافظة حضرموت، وهي الزيارة التي فسرها ساسة سعوديون على انها جاءت لقطع الطريق على المجلس الانتقالي الجنوبي من الذهاب صوب الاستقلال الثاني لجمهورية اليمن الجنوبي.

ولكن على ما يبدو ان العليمي يعيد ترتيب صفوف جماعة الإخوان في مأرب وحضرموت، مع التأكيد على شراكة المؤتمر الشعبي العام الذي اصبح منقسما على نفسه في أكثر من تيار، حيث ان جزء من الحزب أصبح مواليا للحوثيين والأخر يتبع سياسة واجندة الإخوان، وجزء أخر بات الحلقة الأضعف.

وقالت تقارير صحفي إن شرخا بين القوى الممثلة داخل السلطة الشرعية اليمنية انعكس على أداء المجلس الرئاسي وسط ترجيحات بإمكانية انفراط عقد هذا المجلس في حال استمر الوضع الراهن.

 وأكد أوسان بن سدة، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو الوفد المرافق لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي، في زيارته لبريطانيا، الاثنين، أن الجولات الخارجية في هذا التوقيت تمثل أهمية كبرى، في وقت تشهد فيه العلاقة بين أطراف مجلس القيادة الرئاسي أزمة في الآونة الأخيرة.

ويوجد شرخ بين القوى الممثلة داخل السلطة الشرعية في اليمن، الأمر الذي انعكس على أداء المجلس الرئاسي وسط ترجيحات بإمكانية انفراط عقد هذا المجلس في حال استمر الوضع الراهن.

وقال بن سدة في اتصال مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، “تأتي تلك الزيارة في ضوء المستجدات الأخيرة المتمثلة في أزمة فقدان الثقة المتصاعد بين أطراف مجلس القيادة الرئاسي، والخطوات التصعيدية من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، في زيارته التي قام بها لحضرموت، والإصرار على الانفراد بالقرارات، والذي يعد خرقا لاتفاق نقل السلطات الذي جرى في أبريل 2022”.

وأشار القيادي الجنوبي إلى أن “أزمة الثقة الحاصلة تهدد تماسك وبقاء المجلس الرئاسي، أضف إلى ذلك الغضب الشعبي العارم في مدن الجنوب جراء تخاذل وعجز الجانب الحكومي عن إيجاد المعالجات لتخفيف الأزمة الإنسانية هناك، التي قد تفضي إلى إقالة رئيس الحكومة معين عبدالملك، والإتيان بشخصية توافقية بديلة، والوقوف على التهديدات والتصعيد العسكري من قبل جماعة الحوثي، والتعنّت الذي أبدوه برفضهم المبادرة والوساطة السعودية للانخراط في عملية السلام، وكذلك التنسيق وتعزيز الشراكة لبناء القدرات ودعم الجهود المبذولة من قبل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مجال مكافحة الإرهاب وملفات أخرى مرتبطة بالأزمة اليمنية”.

وعن الأهداف السياسية لتلك الزيارات، أوضح بن سدة “لقد كان الهدف من هذه الزيارة هو إعادة وضع ملف الأزمة اليمنية ضمن أولويات المجتمع الدولي والنظر في مسارات التسوية القادمة والإطار التفاوضي الخاص بقضية شعب الجنوب، وفقا للمعطيات والواقع على الأرض، هذا بجانب المناقشات التي جرت حول الوضع الاقتصادي في عدن وباقي المحافظات، والتأكيد على ضرورة فصل ملف الخدمات عن المسار السياسي، وحث الجانب البريطاني الرسمي والمنظمات على التدخل للتخفيف من وطأة الأزمة على شعبنا”.

ومنذ شهر أغسطس 2019، تسيطر قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة لليمن، وفي الخامس من نوفمبر 2019، وقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي اتفاق مصالحة بوساطة سعودية أفضى إلى تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها المجلس بخمس حقائب. وقد فشلت هذه الحكومة في إدارة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في المناطق الجنوبية المحررة من الوجود الحوثي.