بحث عن عمل فنعتوه بالعميل..!!

غادر قريته في صيف العام الفائت. كانت وجهته أي مدينة يمنية يجد فيها فرصة عمل محطته الاولى مدينة باجل مكث فيها قرابة الشهر دون أن يحالفه الحظ في الحصول على مصدر رزق. قاوم الجوع والذل والاهانات والقهر ..نتيجة هذا الوضع الصعب والحرب فقرر الانتقال الى مكانا آخر .

كانت محطته الثانية الحديدة وصل هناك الساعة الواحدة بعد الظهر دخل احدى المطاعم الشعبية همس في آذن المحاسب طالبا منه اعطاءه وجبة غداء مقابل عمله في غسل الصحون وتنظيف طاولات المطعم فرد عليه المحاسب التهامي الشهم(كل ولا عليك شي) أكل وغادر المطعم وأخذ يجوب شوارع الحديدة بحثا عن عمل.

ظل 3 أيام يجوب الشوارع والازقة المصانع والشركات المطاعم والكفتيريات والبقالات والسوبرماركت والمحل التجاري وووو ..لكن لا فائدة وتوغل اليأس الى قلبه وأصيب بحالة أحباط شديدة وحزن وضجر عميق وقاتل أصيب بالملاريا وحمى الضنك فانقذه المواطن (صلاح عبده )من أبناء وصاب حين شاهده يفترش الرصيف وهو في حالة من الإعياء الشديدة قام بإسعافه الى مركز طبي قريب تلقى العلاج وتحسنت حالته وغادر .

قرر الانتقال الى صنعاء ..فوقف على الطريق يؤشر بيده للسيارات المتجهة الى صنعاء ظل قرابة الساعة وتوقفت سيارة هيلكس محملة بالبضائع فقال له السائق (وين رايح) فقله (صنعاء) حالفه الحظ ..بان هذه السيارة وجهتها صنعاء وهي محطته الثالثة والاخيرة.

وصل الى صنعاء في ساعات الفجر الاولى .جلس على أحدى الارصفة ينتظر بزوع الشمس ليبدأ مشوار البحث عن عمل تمضي الساعات كالدهر ..ويطول الوقت وتزداد حالة الجوع الشديد وفجأة اصيب بحالة أغماء فشاهده احد الناس الذي مر بالقرب منه وكانت في يده حبة صحة.. فقام برش ماء على وجهه واعطاه الحبة الصحة ..غسل وجهه وشرب فتحسنت حالته لكن حالة الجوع ظلت تراوح مكانها.

ساعات قليلة وبدأت الحياة تنتعش والشوارع تزدحم والمحلات تفتح ابوابها ..الناس يذهبون الى أعمالهم حينها شعر بان الامل والعمل سيتوفر سريعا وسريعا جدا لحظات من التفكير من اين يبدأ البحث عن عمل وقبل ذلك كيف يحصل على وجبة طعام وفجأة يقترب منه 6مسلحين بلباس مدني كانوا على متن طقم (شاص) أدرك بانهم حوثيين وكان يتقدمهم المشرف (ابو علي) سأله من انت ومن اين اتيت وكيف وصلت وماذا تعمل في هذا المكان الا تعلم انك تجلس أمام بيتي يا عميل يا مرتزق .يا منافق ينعل ابوك.

اصيب (حسن حمود) بحالة ذهول. وتهيئ له انه كان يهذي آو ان ما يحدث ليس حقيقة ماهيا الا لحظات فادرك حقيقة الموقف بعد أن تلقى الركل واللطم والضرب بأعقاب البنادق قال لهم (انا ابحث عن عمل) فردوا عليه (انت عميل) واصلوا ضربه حتى أغمي عليه ثم قام المشرف الحوثي بأطلاق 3 أعيرة نارية من مسدسه كانت كفيلة بإزهاق روحه الطاهرة والبريئة الى رب العالمين.