عفاشيو اليوم ..والجنوب
مسألة بحث السلطة عن ممثلين مطيعين ومحللين لأي إجراء أو حلول ترقيعية للقضية الجنوبية ،فالأمر ليس بجديد وهو ثقافة عفاشية، يتوارثها وسيتوارثها تلاميذه جيلاً بعد جيل ،مع إدخال نزر يسير من التطور والمواكبة للأحداث والواقع على الأرض علها تجد قبولا أو مصداقية ؛
حين بدأ صالح تآمره على القضية الجنوبية عند ظهورها لأول مرة ؛ كان يكلف شماليين زاعماً أنهم هم من سيحل مطالب الجنوبيين، كما كان يكلف من وزرائه ومحافظيه الشماليين إضافة الى المخلصين له جداً جداً من الجنوبيين، لادعاء تمثيل الجنوب والبحث عن معالجات للمشكلات المطروحة يومها، وفقا لما يراه صالح من حلول . كان صالح يكلف الكحلاني وهلال و باصرة وقيران والسقاف وكلهم كانوا يعملون تحت إشراف مدير مكتبه ورئيس جهاز الأمن القومي " علي الآنسي " وباقي قيادات الأجهزة الأمنية .
لم تفلح محاولات تمثيل الشماليين للجنوب فاضطر صالح للبحث عن محللين عبر شراء مواقف قيادات عسكرية كانت فعلا ضمن جمعية المتقاعدين العسكريين، فمنحهم المناصب والسيارات والرتب والامتيازات وقال أنهم هم كل الجنوب وأنه قد حلّ كل مشاكل الجنوب بموافقة وتأييد هؤلاء والواقع أن هؤلاء قد احترقوا في الشارغ كما احترق وجه عفاش في الجامع ورحلوا جميعا عن المشهد ..
غادر صالح السلطة فجاء تلاميذه ليقتفوا أثره وبحثوا عمن سيتمكنون من خلاله من اختراق الحراك الجنوبي فأسسوا المكونات ، وفرخوا الأسماء الحراكية للالتفاف على الحراك الجنوبي الأصل وكان الأمر الجيد أنهم هذه المرة تقدموا خطوة إلى الأمام بجعل تمثيل القضية الجنوبية خالصا للجنوبيين وإن كانت مواقفهم هي ذات مواقف السلطة و أغلبهم من وزراء صالح ومن سماسرته في نهب الجنوب وتصفية كوادره.
فشلت سلطة مابعد صالح في إيجاد محلل لحلول تسلق القضية الجنوبية لمصلحة لصوص وفاسدي الشمال والجنوب ،وخرج مؤتمر الحوار الذي تم فيه تزوير الإرادة الجنوبية التي رفضت هذا المؤتمر في ثلاث مليونيات بنتائج أقل ما يقال عنها أنها مثلت الرغبة الشمالية في مواصلة السيطرة على الجنوب وثرواته ..
انتهى مؤتمر الحوار وانتهت نتائجه في الشمال قبل الجنوب رغم كل الحديث المبالغ فيه باعتبار مخرجاته إحدى مرجعيات الحل وهو وهم غير قابل للتحقق بالمطلق ..
منذ عامين اجتاحت سلطة ما بعد السلطة التي خلفت صالح الجنوب واحتلته وكان الحراك الجنوبي في مقدمة صفوف المقاومة الجنوبية التي انتصرت وحررت الأرض الجنوبية ثم جاء المجلس الانتقالي الجنوبي كتطور طبيعي لنضالات الحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة ،وهو المجلس الذي يتمدد اليوم ويعزز من بناء مؤسساته القوية المتماسكة المدعومة بالتفاف شعبي يؤكد تفويض الشعب الجنوبي لهذا المجلس ، فاذا بسلطات المنفى والهروب تتحدث عن ممثل آخر غير هذا المجلس ،ممثل ليس له من مواقف سوى ماسيأتيه من توجيهات من مكتب العليمي وقيادات الاصلاح .
لم يعد هناك من مبرر أو منطق أن يتحدث أي كان عن تمثيل للقضية الجنوبية ،خارج إطار المجلس الانتقالي الجنوبي، مع التسليم بأحقية القيادات أو التيارات الأخرى غير المؤطرة فيه والمتباينة ممن هي غير متورطة في مصالح وانتماءات مشبوهة مع من يناصب القضية الجنوبية العداء لأن تكون ضمن هذا المجلس أو بموازاته أو من خلال أي صيغة تفاهمات مع المجلس، وعدا ذلك لايمكن تصور أيّ حلّ خارج وبعيد عن موافقة المجلس الانتقالي الجنوبي . .
من واقع تجربة عفاش في التعامل مع الجنوب ،فأن تلاميذه اليوم سيضيعون الكثير من الوقت للبحث عن تمثيل للقضية الجنوبية خارج ممثليها الفعليين لكنهم بعد أن يحصدوا الفشل، سيضطرون للاعتراف بمن لايريدون الاعتراف به اليوم مع فارق أن الطرف الجنوبي ربما لا يكون وقتها مستعدا للاعتراف بهم وسيمضي منفردا في فرض الحل الذي يريده شعب