منصور صالح يكتب:
شتان بين هذا وذاك
مخزٍ هو هذا الصراع الذي يدور في حكومة ماتسمى بالشرعية ، وأقل مايمكن تفسيره به، هو الفشل.
مؤخراً استضافتني قناة الجزيرة، وكالت المذيعة للمجلس باسم الحكومة جملة من التهم ، فرددت بثقة وبسخرية :هذه اتهامات مضحكة لا تعبر سوى عن حالة فشل وتحاول اخفاء صراع داخلي في اطار حكومة الفساد .
مع اشتداد صراع اجنحة الحكومة على اقتسام الأموال والصلاحيات اشتدت الحملات الدعائية والإشاعات التي استهدفت المجلس وبشرت بقرب سقوطه وسقوط عدن ، على أيدي حكومة "ساقطة أصلاً" وتتساقط كل يوم.
كانوا كلما ساء حالهم عمموا على مطابخهم منشورات يرمون من خلالها عيوبهم على غيرهم ، ويخفون فشلهم خلف صور خادعة ومزورة،وأفلام مبتذلة علهم يصرفون الأنظار عن فضائحهم ، ولكنهم لم يستطعوا ستر ذلك.
خلال الحملات على المجلس وقيادته وقواته العسكرية وفي عز شدتها ورغم الضغط الشعبي ظل المجلس رصيناً وحصيفاً، لإدراكه مقاصد الخصم المبتذلة وأهدافه ولعلمه ان ماحدث اليوم سيحدث .
ظللنا نخاطب شبابنا و نقول اهجروا صفحاتهم ، لا تستمعوا لأكاذيبهم ، فإنهم أوهن وأضعف من ان يفعلوا عشر ماينشرون من بطولات وهمية.
قلنا صادقين:ان من يتواجدون في شقرة يعيشون حالة يرثى لها ، ولولا وجود جنوبيين نتمنى ونحلم بعودتهم إلى أهلهم ، لكانت كتيبة مستجدة قادرة على إنهاء العدو وردعه وبأقل التكاليف.
باستطاعتكم اليوم ان تتجردوا من قناعاتكم وتضعوا مقارنة عابرة بين رصانة ودبلوماسية ونضج خطاب وتعامل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وإعلامه ، مع القضايا المهمة، فلا لعن ولا شتم ولا تسجيلات واتساب ولا فيسبوك ، وبين خطاب واعلام ماتسمى بالشرعية ، ستجدون خطاب المجلس عبر مصادره الرسمية ، خطاباً رسمياً رزيناً، لا فجور ، ولا شتم فيه ..خطاب يحترم ذاته ويتعامل مع الخصم كما يتعامل مع الصديق في الحرص على حسن اختيار مصطلحات خطابه وشرح قضاياه .
يواجه المجلس حرباً خطيرة ومطابخ اعلام فاسدة تنفق عليها ما تسمى بالشرعية المليارات ، ومع ذلك يقابل المجلس كل هذا برباطة جأش وصبر وحكمة وكثير كثير من الشفقة.
قبل الختام
في اللحظة التي كنت أتابع فيها تبادل الاتهامات وأستغرب من شدة اللعان والسباب المتبادل بين أطراف الحكومة حد التعدي على الرئيس ذاته كنت اراجع تعزية مليئة بالمشاعر الانسانية الراقية موجهة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، في وفاة العميد أحمد علي هادي رحمة الله تغشاه.
رغم حداثة تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي ، إلا أنه أثبت انه مدرسة أخلاقية قبل ان يكون مدرسة نضالية .
ختام
ثقوا بالمجلس وقيادته ولا تلتفتوا لدعاية حكومة تتصارع على منصات التواصل الاجتماعي ، وتذكروا بأن المجلس بحكمته وحنكته هو من أوصلها إلى هذا الحال من الشتات والتشردم والصياح.