إنها أبين لو كنتم لا تعلمون

كثُر النواح والنحيب والعواء من مؤيدي المجلس الانتقالي الجنوبي، الذين ومنذ انتهاء حفل قصير للمجلس في أبين، وهم يشنون الحرب الكلامية والسوقية بألفاظ نستحي أن نتلفظ بها كوننا مُخلقين نأبى أن ندنس أخلاقنا بها .

 

لمن ينهشون اليوم في أبين .. أبين ليست ضد المجلس الانتقالي ولا معارضة له أبداً، ومن يوهمكم بذلك فإنما خانه التعبير والتلفظ، وصار يهذي بما لا يعي، فأبين كبيرة عن أنها تصغي لنواح المسربلين أو عواء المنشدين أو هطرقات المفسبكين واصحاب المواقع المستحدثة الرخيصة .

 

(إن كنتم لا تعلمون فتلك مصيبةُ .. وإن كنتم تعلمون فالمصيبةُ اعظمُ)، إن أبين إلى اليوم لم تروا منها شيء مخالفاً لما بدأ عليه الحراك الجنوبي وحتى اليوم، وإن الحملات التي تشن عليها ماهي إلا غيظُ من فيضُ يعد له المستفيدين من الثروات الجنوبية والذين يرون في استقرارها انتهاء لمصالحهم .

 

تئنُ أبين وتتوجع من الجماعات الإرهابية التي وجدتوها شماعة لكم لتشنون عليها حربكم التي ستخسرونها في حال أن قررت إيقافكم، لكنها تامل منكم اللحمة والتكاتف والسير في طريق واحد تعاهدتوا بالسير عليه منذ ذكرى (التصالح والتسامح)، غير أن هناك من يريد أن يمحي هذه الذكرى .

 

نعلم وتعلمون ويعلم التحالف العربي ويعلم مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن، أن هناك حملة أمنية تقودها قوات الحزام الأمني في أبين لتطهيرها من التنظيمات الإرهابية التي اذاقت أبناء أبين الويلات وشكلت خطراً على العاصمة عدن وعلى المحافظات الجنوبية ككل وعلى المصالح الخليجية، وأن الحملة قد نجحت في السيطرة بنسبة 90 % مع إمكانية عودة الارهاب في حال ركود الحملة، لكن ما لم استطع أن اتفهمه لماذا قيادات قوات الحزام الأمني تركت مواقعها وسحبت الكثير من قواتها وحضرت لتأمين حفل المجلس الانتقالي في زنجبار.

 

أليس من المعيب أن تجد عبداللطيف السيد وأبو اليمامة وصالح العميري وفهد غرامة ومحمد العوبان في احتفالية للمجلس فيما لا زالت الجماعات الإرهابية لديها القدرة على تنفيذ عملياتها الارهابية في محافظة أبين، أليس استهتاراً أن يترك الخمسة القادة مواقعهم من أجل حراسة احتفالية صغيرة، أم أن محافظ أبين اللواء / أبوبكر حسين كان محقاً في تحذيره من إقامة الاحتفالية في أبين لكونها لمن تتطهر بعد من الجماعات الإرهابية، وأن هناك خطراً على الاحتفالية .

 

حضور قيادات الحملة الأمنية لمكافحة الإرهاب في أبين وتعزيزهم بقوة أنية من عدن تؤكد أن ما جاء من تصريحات لمحافظ أبين لم تكن عدائية للمجلس الانتقالي ولا لمناصريه، وإنما لمعرفة المحافظ أبوبكر حسين بالاوضاع التي تمر بها المحافظة، ولمعرفته بتبعات ما سيتحمله في حال حصول أي مكروه - لا سمح الله – لقيادات المجلس، كونه رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة والمسئول الأول عنها .

 

تملك أبين من المقاتلين الاشداء والشهماء ما يمكنها من تطهيرها من هذه الجماعات الإرهابية كما فعلت مسبقاً، لكنهم لا يمانعون أن يقاتلون في الجبهات الحدودية للجنوب ويعود نصف منهم لينتشلوا أبين من براثن الإرهاب المصطنعة سياسياً في محافظتهم.

 

عليكم أن تعلموا أنكم إلى الآن تخاطبون العقلاء من محافظة أبين، وأن عليكم أن تشيلوا من رؤوسكم شيء اسمه (أبين منبع الإرهاب والخونة)، لأن ذلك قد يكلف الكثير والكثير، وقد يرضي العدو قبل الصديق .