حسين جنشي يكتب لـ(اليوم الثامن)

الجنوب امام منعطف تاريخي!

في السياسية المبدأ الميكفيلي الشهير "الغاية تبرر الوسيلة" هو السائد دائما والاهم "تحقيق الغايات الكبرى" اما وسيلة ذلك فليس له اهمية وقد يستند على امور تنافي المنطق ولكنها تتبع "المنطق السياسي".
من اسباب نجاح الحوثيين الى الان رغم كونهم جماعة "ايدولوجية" هو انهم يملكون القدرة على "التصرف ببراغماتية" سياسية حد الانتهازية فهم حموا صالح وتعاونوا معه رغم كونه خاض ضدهم ست حروب مدمرة وهم التقوا السعوديين في الظهران وفاوضوهم وبمقابل ذلك اجادوا فصل الراي الشعبي التحشيدي الشعاراتي عن السياسية كمبدأ براجماتي.
الجنوب مر بمراحل في طريقه للغاية الكبرى ان يحقق امال الشعب بالتدرج في اقليم شريك بالنصف وجنوب ندي في معادلة الوحدة ثم تحقيق المصير عبر استفتاء دولي معترف به.
المرحلة الاولى مرحلة الثورة الشعبية وبقاء الثورة لدى الشعب وكانت الى ما قبل الحرب الاخيرة ولكنها كانت معزولة عن "التأثير في المشهد اليمني من موقع القوي" وعن العلاقات مع الاشقاء العرب تتبادل فيها المصالح والتأثير والتأثر.
المرحلة الثانية مرحلة ما بعد الحرب وحدث فيها اختراق حقيقي لصالح القضية عبر "شراكة مع الشرعية" وعلاقة مع الاشقاء العرب الا ان قوى في الشرعية لاسيما الاصلاح احبطت تأثير الجنوب في المشهد اليمني واقصت الجنوب من الشرعية عبر اقصاء قياداته من المناصب في الدولة.
ما يجب العمل عليه حاليا هو اعادة الجنوب كشريك في المشهد الشرعي وغصبا عن القوى التي تريد عزله عبر اللعب على التوازنات في المشهد ودعم طرف على طرف وببراغماتية" تتعدى الحديث العاطفي لماذا هذا ولماذا ذاك.
الطرف الذي سيضع يده في يدنا مهما كان اجرمه في حق الجنوب سابقا يجب ان نستغل ضعه مادام سيدخلنا الى المشهد من جديد وان نفرض عليه شروطنا قبل اي "شراكة" وان ننتصر معه وننتزع منه ومن بقية القوى حقنا في اقليم جنوبي واستفتاء ثم استقلال ان اراد الشعب ذلك وهو "يريد بكل تأكيد".
هذه السياسية والمرونة والبراغماتية يجب ان تخوضها قيادة الجنوب ودون خوف فليس الجنوبيين اقل عقلية من اي قوى على الساح المحلية او العالمية وعلى الجميع ان لا يحسب ان "نقطة ضعفنا هي عاطفيتنا الغالبة على عقلانيتنا" كما يصور البعض الجنوبيين.
هذا منعطف تاريخي ويجب ان نخوضه في سبيل الغاية الكبرى وان اضعناه ضعنا وسارت علينا جميع المشاريع.