د. عيدروس النقيب يكتب:
السلمية.. ثم السلمية... ثم السلمية
لا ادري لماذا تتصاعد المخاوف وحالات القلق ويكثر الحديث عن اقتتال جنوبي - جنوبي وكأننا على حافة الحرب الاهلية بعيد اللقاء الذي عقده المجلس الانتقالي مع قيادات المقاومة الجنوبية وصدور البيان الذي تضمن المطالبة بإقالة حكومة بن دغر المتورطة حتى اذنيها في وحل الفساد والفشل؟
من الذي يروج للحرب الجنوبية - الجنوبية؟ ولماذا على الجنوبيين ان يتقاتلو؟ ولمصلحة من؟
وبعبارة أخرى: من الذي سبفكر بإسقاط الحكومة بالسلاح وهي ساقطة معنويا وإخلافيا وشعبيا؟ ثم من الذي سيحمل السلاح لمواجهة شعب يريد إسقاط الفاسدين بالوسائل السلمية؟
لدى الشعب الجنوبي خبرة عشر سنوات في المواجهات السلمية عندما كانت عشرات الألوية المسلحة من امن مركزي وامن سياسي وحرس جمهوري وفرقة مدرعة ومشاة وبحرية وغيرها لا شغل لها إلا مواجهة الفعاليات السلمية . . . وسقطوا جميعا وبقي الشعب الجنوبي الذي هزمهم شر هزيمة.
رسالتي هذه تتضمن ثلاث رسائل:
الأولى: للمواطنين الجنوبيين وعلى رأسهم المجلس الانتقالي وقوات المقاومة الجنوبية وفحواها: تمسكوا بالخيار السلمي واحرصوا على الحفاظ على هذا الخيار النبيل فهو اقوى واصلب وأشد وأجدى وأمتن من كل القاذفات زالمدفعيات والصواريخ والطائرات ، واحذروا النزقين والطائشين والمستللين الذين قد يتظاهرون بالعنتريات وهم لا يخدمون إلا أعداء الجنوب.
الثانية: إلى حكومة الدكتور بن دغر وأجهزتها الأمنية وفحواها: إن التعامل مع مطالب المواطنين بالعنتريات او بالوسائل الاستخبارية والأمنية لن يجدي نفعا، ومع يقيني ان بينكم الكثير من الشرفاء لكنهم للأسف سيذهبون ضحية الفاشلين والفاسدين ، وشخصيا لا ادري ما الذي يغريكم على التمسك بمناصب والقاب تضعكم في مواجهة مع شعب اخفقتم في نيل احترامه، ولو قدر لي ان انصحكم فنصيحتي الوحيدة لكم هي ان تستقيلوا قبل ان تقالوا وسيحترمكم الناس إذا ما اقدمتم على هذه الخطوة المحترمة. .
الرسالة الثالثة : إلى المواطنين القلقين أو المشككين أو الخائفين من اندفاع الاوضاع باتجاه العنف؛ لهؤلاء أقول: ثقوا بالشعب الذي خاض نضالا سلميا على مدى عشر سنوات ولم يطلق رصاصة واحدة حينما كان العسكر يوجهون فوهات بنادقهم إلى صدور شباب الثورة الجنوبية. . . إنكم تستطيعون ان تكونوا جزءً من هذه الثورة تمسكا بحقكم في حياة كريمة . . . ولا أظن أنكم تتشرفون بالدفاع عن مجموعة من الفاشلين والعابثين .
وأخيرا أأكد إن لا خيار أمام شعبنا الجنوبي. . . إلا السلم أولا والسلم ثانيا والسلم أخيراً حتى لو لجأ الطغاة إلى غير ذلك.