جمال العواضي يكتب لـ(اليوم الثامن):

عدن ...ثورة ضد الفساد

في كثير من دول العالم المتقدم قدم روؤساء بعض الحكومات ووزراء إستقالاتهم بسبب تقارير أثبتت تعيين أقاربهم او اصدقاء لهم في بعض الدوائر الحكومية بأعتبار ذلك يخالف قواعد النزاهة والشفافية وعنصر رئيسي لنشر الفساد. 
وفي حكومة الشرعية فحدث ولاحرج ولن نخوض حول تفاصيل التفاصيل في فساد حكومة الشرعية لكن دعونا نتحدث عن بعض ظواهر هذا الفساد .
فالجميع يرى بعض الوزارات وهي تدار  بشكل إداري ومالي عبر الوزير وعائلته المعينه سوى من إبن أو صهر أو إبن أخ.....الخ. .
بل ونجدهم يحضرون الفعاليات الدولية جنبا الى جنب اباؤهم دون مراعاة لحرج الحكومة ومعاناة المواطن اليومية ،ولم يتوقف هذا الفساد عند حد الوزارات فحسب فحتى برلمان الأطفال تم تلويثه بنفس المحسوبية والتعيينات العائلية،  الأطفال الذين سنعتمد عليهم في بناء وطن يعلموهم كيف يبنوا بؤر من الفساد. 
وكما يقال إذا كان  رب البيت على الدف ضارب فشيمة أهل البيت هي الرقص، فعندما نرى أبناء هادي يتحكمون بالتعيينات ويشترون الولاءات ويعززون الإنقسامات فلن تقل الحكومة سوءا عن دائرة الرئاسة ، فالجميع حكومة ورئاسة يشتركون في البحث عن شماعة لكيل الإتهامات وتعليق فشلهم وتخبطهم ولا يجدوا امامهم سوى المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي وكل مناضل شريف يحترم نفسه ومجتمعه. 
 أما الطرف الآخر المحترف حزب الاصلاح الاخواني المستفيد الاكبر من طرفي المعادلة حكومة ورئاسة  وهو الذي يقبع مع مليشياته مايقارب ثلاثه أعوام في مارب لعلاقات عميقة مع قطر المرتبطه بإيران والشريك بالفساد مع النظام السابق لأكثر من ثلاثه عقود فهو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، بل أتى على الأخضر واليابس
 حيث يستنزف التحالف العربي عسكريا وماليا وفي المقابل فشل في إيجاد نموذج جيد في المناطق المحررة وتحريك المعارك شمالا وفي إقناع الشمال بالتحرك والخلاص من الحوثثين. 
 أن ماحدث اليوم في عدن هو غيض من فيض ورفض شعبي عارم للفساد المتستر برداء الشرعيةوثورة شعبية عارمة ضد الحكومة التى فشلت في تحقيق أبسط مقومات الحياة الكريمة  للمواطن.
 الثورة التى بداءت اليوم في عدن وإذا لم يتم المعالجة بشكل عاجل وتشكيل حكومة تكنوقراط وإعادة النظر في كافة التعيينات التى خصت الأهل والأقارب فهذا يعني أن عدن لن تكون إلا محطة ينطلق منها رفض شعبي واسع في مختلف مناطق الجنوب المحرر .
 اصبح من الضروري وتحت مظلة الشرعية ودعم التحالف العربي ألبدء في التفكير بتطبيق نظام الاقاليم مؤقتا في   في المناطق المحررة وإعطاء أبناء هذه المناطق فرصة إدارة شؤونهم  والاعتراف بقدرة المجلس الانتقالي السياسية والشعبية كممثل نزيه ككيان يلتف حوله الجنوبيين بمختلف اطيافهم .
اذا لم تتحول المناطق المحررة إلى نموذج امني واقتصادي مناسب أمام اليمنيين أولا وأمام العالم ثانيا فهذا لايبشر بالخير  حيث اصبح من الواضح ان صبر الناس على الشرعية وفسادها لن يطول .  ومن هذا المنطلق  فأن على التحالف العربي كشريك وراعي في تحرير وبناء اليمن  أن يمارس إي نوع من أنواع الضغط لوقف الفساد والعبث المالي والإداري الذي تفشى في الحكومة ودائرة الرئاسة .
 ومايجب أن يدركه التحالف أن "الجوع كافر" وبقاء الحال من المحال والحليم تكفيه الإشارة.