نورا المطيري تكتب :

الإمارات الشريك الموثوق به لفرنسا

شهدت أمس (السبت)، بحضور رئيس وزراء فرنسا إدوار فيليب، ومعالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة بدولة الإمارات نورة الكعبي، وبتفاعل منقطع النظير من الوزراء والسفراء والإعلاميين الحضور، حفل إطلاق عام الحوار الثقافي الإماراتي- الفرنسي 2018 في متحف اللوفر بأبوظبي.

بالطبع، فإن اختيار العام 2018 عاماً للحوار والصداقة الإماراتية- الفرنسية ليس وليد الصدفة، حيث ترى فرنسا ما تحتفل به دولة الإمارات لعام زايد، طيب الله ثراه، تكريماً لإنجازاته غير المسبوقة في تأسيس دولة الإمارات، دولة الخير والتسامح والسعادة، فتقترب فرنسا للاحتفال أيضاً بهذا العام عرفاناً لزايد العطاء، الذي أرسى أواصر علاقات الصداقة مع فرنسا منذ أربعين عاماً.

من وجهة نظري، فإن الدلالات الكبيرة التي يحملها عام الحوار الثقافي الإماراتي- الفرنسي، كلها تؤكد سعي الدولتين الحثيث لتعزيز الشراكة التاريخية التي لم يسبق لها مثيل بين البلدين، فقد شهدت العلاقات الثنائية تميزاً ملحوظاً بمختلف الاتجاهات، وخاصة على الصعد السياسية والاقتصادية من جانب، وعلى الصعد الثقافية والاجتماعية والعلمية والتعليمية من جوانب أخرى.

لا شك أيضاً في أن إطلاق عام الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي من متحف اللوفر أبوظبي له دلالات استثنائية، حيث إن كلمة «اللوفر» العالمية هي فكرة فرنسية عريقة محصنة فيصبح الاستعداد الفرنسي بمنح هذا الامتياز لدولة الإمارات والتعاون في إنشاء وافتتاح ودعم متحف اللوفر أبوظبي، كما لمست بنفسي، تؤكد التقدير الفرنسي الشامل لدولة الإمارات وللشيخ زايد، طيب الله ثراه، وللقيادة الإماراتية الرشيدة وللشعب الإماراتي.

فرنسا تتفق مع الإمارات في ترجمة الأفكار إلى مشاريع ومبادرات وتنفيذها للحصول على نتائج فعالة، وهذه أيضاً ميزة إماراتية معروفة، حيث تؤمن القيادة الحكيمة في الإمارات، بما يثير إعجاب الفرنسيين والعالم أجمع أن المبادرات والمشاريع التي تُطلق في الإمارات، في كل المجالات، ويتم دائماً تنفيذها بعمق وجودة عالية، تستطيع فعلاً أن تصل إلى البنية المجتمعية لإصلاح بعض ما تحتاج إليه من إصلاح، وكذلك، وهذا هدف أساسي، للتطوير العملي الذي يأخذ بعين الاعتبار الموارد البشرية واعتبارها رأس مال المجتمع.

فمثلاً، وتحت مظلة الصداقة القديمة المتجددة بين الإمارات وفرنسا، تعد جامعة باريس- السوربون أبوظبي، التي فتحت أبوابها في أبوظبي العام 2006، أول مؤسسة فرنسية للتعليم العالي تفتح فرعاً لها في منطقة الخليج، وفي هذا الصدد أيضاً، وفي منصات الحوار بين البلدين، ستعمل فرنسا والإمارات على إعادة تدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية الإماراتية، وتطوير تدريسها في المدارس الخاصة وتعزيز عملية تدريب المعلمين

ومنذ الزيارة التاريخية للرئيس الفرنسي ماكرون للإمارات في نوفمبر 2017 تم إطلاق عدد من المشاريع وتوقيع العديد من الاتفاقيات تعزيزاً لعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، ولا تخفي باريس، في السر والعلن، اعتبار الإمارات الشريك «الموثوق به»، ويبدو سعيها المتواصل، كما فهمنا من رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، أنه لن يتوقف، حتى تتحول هذه الشراكة عملياً وفعلياً إلى صداقة لا تنقض ولا تنتهي، في كل المجالات.

التأكيد الفرنسي، كما ورد في خطاب رئيس وزراء فرنسا، الذي يشارك اليوم الأحد أيضاً في القمة العالمية للحكومات بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتمحور حول أن الحوار والشراكة الإماراتية الفرنسية ليست عاماً واحداً بل ستمتد وتنمو وتثمر خصوصاً في ظل الصداقة المتينة المميزة بين البلدين وفي ظل الاتفاق على حماية التراث العالمي ودعم وتعزيز فتح المزيد من المساحات الثقافية والفنية والعلمية المشتركة بين الإمارات وفرنسا.