حسين حنشي يكتب :

مرحلة هادي بكل واقعية !

الرئيس هادي هو ضابط عسكري محترف وسياسي أتت به الحاجة كضابط طالما حقق انتصارات في اَي مهمة تلقاها ولكن كسياسي كان نتاج احداث متعددة شكلت شخصيته .

كغيره من الضباط الذين خسروا الحرب الأهلية في ٨٦م ذهب الى شمال اليمن وكان متأهبا كغيره للعودة والانتقام ضمن إطار الجنوب غير ان مسارعة نظام عدم الى الوحدة عقب انهيار الغطاء السوفيتي واشتراطه مقابل تسليم الجنوب ان يبعد علي ناصر محمد ويسرح ضباطه جعل هادي وغيره من الضباط انتظار لحظة انقضاض علي عبدالله صالح على نظام عدم ومساعدته في ذلك وكان أم قاد هادي كوزير دفاع حرب عام ٩٤م ضد الجنوب كجزء من متوالية الانتقامات الجنوبية بحق بعض التي استغلها نظام صنعاء ابشع استغلال.

عقب ذلك كان لابد من جعل هادي رمز سياسي شكلي للجنوب في تظام صالح فدخل هادي السياسية من حينها عندما أتت لحظة الاحتياج له من قبل صالح .

مارس هادي دور الممثلي الشكلي للجنوب طيلة ١٧عاما لم تكن له ادوار أو ثقل في الشارع أو المؤسسة العسكرية وكان اكبر مهمامه ترأس لجان الاحتفالات بالأعياد الوطنية وافتتاح بعض المشاريع.

ولأنه كان خارج دائرة صراع القوى التي تملك القوة على الارض عندما أتت لحظة صراع تلك القوى ثم فرض عليها الإقليم والعام الاتفاق والتوافق لم يكن هناك احد لا عدو له من تلك القوى وليس مخيف على مصالحها الا هادي فكان مرة اخرى تحت الحاجة وتحت الطلب وتحت الامر مع ضمانات إقليمية ودولية .

عقب تلك الفترة ولأول مرة فكر هادي في ان يكون مركز قوى وان يلعب بقوى الشمال ضد بعض فقرب رجاله المخلصين ونجح بدعم لا محدود من العالم والإقليم في هيكلة الجيش ونزع مخالب صالح وازداد في إهانة الرجل وصادر مسجد الصالح وهاجم اليمن الْيَوْمَ عن طريق رجله القوي والشجاع الجعيملاني ثم أقام مؤتمر الحوار فنزع سياسيا مخالب الاخوان وتساهل مع الحوثيين حتى عمران التي زارها بعد مقتل القشيبي قال انها عادت لحضن الدولة فنزع مخالب الاخوان العسكرية لكنه ساهم هنا في نقطة قوة الحوثيين. 

احست كل تلك القوى بإهانة هادي لها فسهلت كلا منها إذلاله من قبل الحوثيين الاداة الجديدة لاذلال الخصوم التي حتى هادي استخدمها وصالح والإصلاح وهي استغلت كل تلك الاحقاد بين الجميع فأذلت الجميع لاحقا.

سهل صالح دخول الحوثيين صنعاء ومحاصرة هادي ووقعت الأحزاب مع الحوثيين اتفاق السلم والشراكة وهادي تحت الاذلال وكانت صحيفة علي محسن تنشر صورة هادي يوميا منكسه فيصفحتها الاخيرة كحليف الحوثيين.

ثم أتت مرحلة نهاية اطماع هادي وأبنائه في ان يكونون نسخ اخرى من صالح وابنائه أو عبدالله الأحمر وأبنائه عندما اذل الحوثيين هادي فاشترط الاخوان مساعدة السعودية في إخراجه من صنعاء مقابل ارتهان الرجل وقراراته لارادة الاخوان ومن يومها وهادي كسر معنويا وسياسيا وأصبح رمز شكلي اخر ونسخة اخرى من هادي النائب لصالح طيلة ١٧عاما غير ان الهرم مقلوب وظيفيا بينه وبين محسن والقوة من الأسفل الى الأعلى واقعيا فيشكل القوة وأصبح محسن يذكر بمرحلة صدام حسين عندما كان نائبا أقوى من الرئيس .

اصبح الرئيس هادي يصادق من يصادق الاخوان ويعادي من يعادي الاخوا وأصبح مدير مكتبه يملك صلاحياته لمجرد انه كان خطيب لساحات الاخوان 

فشل هادي في الاعتماد على الجنوب كظهير ضد القوى التي تستخدمه في الشمال نتيجة ضمان السعودية لاتفاق إخراجه من صنعاء صنع من الرحل مجرد ختم بيد جماعة تفكر كل يوم متى ستتخلى عنه .

هادي خدم الإصلاح في الشمال والجنوب لكنه هادي فشل في صنع انتصار للإخوان في الشمال وفشل في صنع انتصارا للإخوان في الجنوب حتى وان كان حاول بكل جهد وأقصى محمد علي وبحاح وعيدروس وكل السلسلة الوطنية الجنوبية لصالح ترسيخ مصالح جماعة الاخوان وحقق الجنوبيين انتصارا على هادي والاخوان وأصبح المقصيين أقوى على الارض ليس لان هادي سهل ذلك بل لانه فشل في كسرهم فقط

في ذكرى مرور ست أعوام على انتخاب هادي.