في لعبة الادوار الدولية

مجازية التسوية الجنوبية

عزيزي القارئ الجنوبي لا اُخفي عليك بأن انتصاراتك التي تشهدها اليوم على إمتداد البحر الاحمر لم تكن في معزل عن توافق الارادة الدولية التي اولت اهتمامها التوافقي الى تعظام حركة مصالحها البحرية ... ولعلها انتصارآت قد تواءمت اقتراناً بذآت التوافق بسورية الاسد عند ذآت اللعبة الدولية .
فمرحلة إعادة التوزان الدولي بلادوآر قد اضحت حتمية .
ولعل إثارة الرئيس المخلوع صالح لأهمية تمكين روسيا من تكامل دورتها الجوية والبحرية في إشارة غير مباشرة إلى مقايضته الى شراكة الارتباط المساند في البحر الاحمر ( اغسطس 2016) قد تعثرت اهميتها عند ذلك التوافق الدولي .

وفي ذآت السياق فأن تقاطع او تداخل المصالح الدولية السياسية والإقتصادية ستحث ساسة صنعاء الإنقلابية بضرورة القبول بمصالحة سياسية تضمن إستمرارية مصالحهم قبل أن تخرج من المعادلة السياسية القادمة ، لان الواقع السياسي لايعترف إلا بمن بات يسيطر على الارض . فالمقاومة الجنوبية قد اثبتت تواجدها على واقع الارض في تشكل انتصاراتها بعتدآدها قد أصبحت رقماً لايمكن الإخلال به او تجاوزه في أي تسوية سياسية قادمة ، إلاانها تفتقد كينونتها السياسية التي توجب اعتبارها طرفا رسميا لتمثيل المصير الجنوبي في لعبة الادوار الدولية القادمة ؟ ( التسوية ) ، ولعله لمن المؤسف ان المقاومة الجنوبية مازالت منكفئة بوضعها الحالي بحال خارج سياق اي تسوية سياسية نضرا لعدم وجود قيادة سياسية موحدة لها قادرة ان تتمدد بواقعها المقاوم على ارض الحنوب عامة ، فضلا عن ان الصراع القائم بين فصائلها الهاوي الى تراشقها لبعضها بالاتهامات قد جعلها طعم سهل للقوى الاقليميه لتفريقها عن التوحد ودعم كل فصيل ع حدة لضمان عدم توحدها ، لان توحد المقاومة الجنوبية سيفرض الاقليمين بحد ادنى وهو ما لايريده التحالف

وحيث أن الرئيس هادي لا يريد الحرب منذُ بدايتها رغم ان الاقدآر والظروف قد وضعته في وآجهة الاحداث بحكم شرعيته كرئيس لليمن اتى بموجب المبادرة الخليجية الملزمة لسلفه بنقل صلاحيتها اليه بحكم موقعه الوظيفي كنائب للرئيس حينها
وهنا فان خيار الاقاليم لم يكن نتاجا فكريا حصريا بشخص الرئيس بقدر ماهو توجه دولي بموجب الفقرة الثانية من البند السابع الملزم والمتبنى تنفيذها بمرونة اقليمية بقيادة السعوديه والهادفة الى إضعاف الهيمنة الزيدية على مستوى الشمال بحيث يتم عزل اقليم الجند المتمثل بالمناطق الوسطى باليمن اب وتعز والحديده ذآت الغالبية السنية وابعادهم عن قبضة الحكم الزيدي المهيمن على معظم المحافظات الشمالية ، ذلك بعد أن ضمنت المملكة فشل التمدد الزيدي في الجنوب عامة .

وحيث أن التسوية الاممية حتمية ، إذ ليس في الامكان قيام الحل العسكري في اليمن وهو ايضا ما قد صرح المبعوث الاممي ولد الشيخ بذلك اكثر من مرة


والى ذآت السياق هناك موقفان في هذة التسوية للاسف وهما شماليان احدهما تحت يافطة الحكومة الشرعية والاخر تحت يافطة الانقلابيين اما الموقف الجنوبي المستقل ، وكما يبدُ أسفا انه لن يكون لدينا موقف جنوبي مستقل عند ذات الاسباب غير الموقف الذي يسلكه الرئيس هادي والذي اضحى بالموقف الحتمي للجنوبيين بعتداده الاقل إضرارا برتابة انتزاع الاستقلال الجنوبي ، وعليه اظن ان الموقف الجنوبي المتمثل بخيار الاستقلال سوف يجد الطريق الى الضوء عبر مشروع الاقلمة كونه يمثل خيارا مصيريا مجمع عليه .
إلا أن جميع الخيارات ستضل معطلة إن لم يستطيع تحالف هادي أن يتمدد في انتصاراته العسكرية تجاه الحديدة بالذات بعتداد ذلك التمدد ينسجم في تأمين تعاظم حركة المصالح الدولية ، وبعتداد ذلك النصر المرتقب سيعزز فرض شروط التسوية الحقيقية على العصبيات الاستبدادية الإنقلابية الرافضة للاذعان الدولي الملزم في تبني حداثة الدولة ( الانتقال الى الدولة الفيدرالية )..


ولعلنا نوجز صفحتنا المفضلة عدن الغد في الإشارة إلى انه ليس بلاعتقاد الجازم في أن انتصارات الشرعية قد تعتد بمثابة زوال العاصفة الموجعة ، وان اسوا الاحوال قد اجتزناها او ركبناها ، فالنجاة حتى اللحظة لم تحسب لإحد مننا ، ولعل إفراطنا في الهدوء يُعدُ كخطر تهورنا ، إذ لابد من ان نصدع بالحقيقة المؤلمة بأن مسألة تعثرنا لم ولن تكون بلاسباب المهاجرة الينا عبر الاسفار الخارجية ، بقدر ماهي معللات تراكمت بفتعال كينونتنا الجنوبية في فشلنا المجتمعي السياسي والقانوني والاقتصادي عبر تمددها الجنوبي المعاصر منذُ فجر الاستقلال التاريخي النوفمبري 67م


تقديرنا للجميع