منصور صالح يكتب:
ومن الغباء ما قتل
هذه الحكومة رجل عاقل رشيد ولديه بعضاً من الكبرياء لخجل من تصرّفها في الذهاب إلى نيويورك لتشكو ضابطاً يتبعها، أو لتدعو لحل قوة عسكرية هي في الواقع من تؤمن وجودها ولو من باب الإحراج.
ولو أن في الحكومة مسؤول حكيم لتصبّب عرقاً، وهو يطالع مراسلاتها إلى المبعوث الأممي، وهي تحذره من زيارة عدن لمقابلة قيادة «المجلس الانتقالي»، وتدعوه لزيارة الرياض لمقابلة ممثلي «حراكها الأليف» الذي يقيم في «بدورم» الفندق ذاته الذي تقيم هي فيه.
والمضحك المخزي أن نشاهد هذه الحكومة تحتفي بأنها نجحت في إقناع المبعوث الأممي أن عدن غير آمنة، وأنها كانت بارعة وهي تشرح له عجزها عن حمايته في عاصمتها، دون أن تدرك أن الحقيقة الوحيدة في كل هذا الأمر أنها ستوصل المجتمع الدولي أنه أمام «شرعية» عاجزة وفاشلة، غير مؤهلة فعلاً لأن تكون جزءًا من المرحلة المقبلة.
أما «المجلس الإنتقالي» فهو مؤسسة سياسية ليس مطلوباً منه أن يوفر الأمن، وإن كان بمقدوره ذلك بل مطلوب منه فقط استغلال ثغرات الغباء المفرط والقاتل لهذه الحكومة العاجزة عن كل شيء، بما في ذلك عجزها عن إدراك حقيقة واحدة مفادها أنها تسير بخطى مسرعة نحو زوالها واختفائها من المشهد، طالما هي لا تحكم محافظة، ولا تستطيع تأمين شارعين في مدينة تدّعي أنها عاصمتها.
*نقلاً عن "العربي"