ماجد الشعيبي يكتب:

حوارات الوكالة اليمنية

نجحت الشرعية اليمنية بتعطيل زيارة المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث الى العاصمة المؤقتة عقب ما ضخته من رسائل ترهيب أمني حالت دون أن يكمل الرجل جولته الثلاثية المقررة بين "صنعاء ، وعدن ، والمكلا" ، بيد انها لم تثني عزيمته الصلبة للقاء "المجلس الانتقالي الجنوبي" .

تغير زمان ومكان اللقاء لكنه ظل قائما على حاله ، ما دفع عيدروس الزبيدي مجددا إلى حزم امتعته للعودة برفقة زملاءه الى ابوظبي التي رتبت له كل شيئ. في المحصلة النهائية رفعت الشرعية عن نفسها حرج استفراد الانتقالي بكامل المجال السياسي العدني في ظل الغياب الرغيد لاقطابها المتواجدين في المهجر ، لكنها لم تلغي حقيقة "اللقاء-الاعتراف" وما سيترتب عليه من مفاعيل سياسية تجعل "الانتقالي" جزء اصيلا من الحل بعد ان اجتهد خصومه لاظهاره على انه جوهر المشكلة.

بلغة أخرى عملت الشرعية على الحد من خسائر الاعتراف الأممي الضمني بالانتقالي ، بحيث لا يتحول إلى أعترف علني بفرادته داخل الساحة الجنوبية ما يثبت لغريفيث أنها مجرد سلطة صورية طوقها المتمردون شمالا والانفصاليون جنوبا ، وأن القوة على الارض لم تعد تتسق مع تصورات الجانب الدولي و الاقليمي والذي ما يزال متماسكا بسردية "استعادة الشرعية" دون النظر الى ما احدثته الحرب من تحولات جوهرية وما استولدته من توزنات جديده اصبحت تستدعي مقاربة جديدة للحل تأخذ القضية الجنوبية وممثليها الجدد على محمل الجد ، ولعل ذلك ما سيدفع غريفيث ايضا للقاء السيد علي ناصر محمد وما يمثله من رؤية مؤتمر القاهرة ، ولعل ما يحزن هو إنصراف الجميع عن توحيد الجبهة الجنوبية وانشغالهم برطانة الشعارات او تضخيم النتائج. في المجمل يفهم الجميع مكايدة الشرعية إزاء الانتقالي كي لا تخسر معركتها ديبلوماسيا كما خسرتها عسكريا في يناير ، لكن أنانية الشرعية قدمت خدمة ذهبية لخصمها في الميدان الذي تمثله جماعة الحوثي ، بعد زيارة مارتن إلى صنعاء ونجاح لقاءاته بقادة الجماعه وزعيمها عبدالملك الحوثي ، فيما هي اكتفت بلقاء الاخير في الرياض ، ودفعت الانتقالي إلى تغيير مكان لقاءه الى ابوظبي ، وهي رسائل تقول للعالم ان الشرعية والانتقالي مجرد اطراف تابعة للتحالف ، وان حليف إيران وحده من يعبر عن سلطة الداخل اليمني بعد انفراده بالمشهد السياسي والعسكري في صنعاء .

*رئيس تحرير موقع البعد الرابع