رامز أزهر يكتب:

مشروع صناعة القُراء

بالقراءة والعلم تنهض الأمم وتتقدم المجتمعات .. فبالقراءة تنمو عقولنا نموا فكريا وتتوسع معها قدرتنا على الإستيعاب والتحليل لمختلف أمور الحياة .
ولإن أمة "إقرأ" أهملت القراءة وابتعدت عن مسارها ، واصبح من الضروري إيجاد سبل وافكار تعيد الإهتمام بالقراءة وزرعها كعادة دائما في نفوس الجيل الصاعد . ومن وحي هذه المعاناة برز مشروع " صناعة القُراء - أصبوحة ١٨٠ -" والذي اتخذ من صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قاعدة ينطلق منها . مشروع يقول القائمون عليه بأنه عبارة عن " مشروع عربي شبابي ، يدرك أهمية القراءة في صناعة الأجيال و يتخذ من القراءة بداية لإنشاء الأمة تماما كما يأتي ( الصباح ) ليبدأ يوماً بعد طول ظلام " .
انطلق المشروع في العام 2015 على يد الدكتور العراقي احمد الشمري .. وفي العام التالي بلغ عدد السفراء فيه (3 ) الاف سفيرا او منتسبا في 14 دولة . ووصل عدد المنتسبين في العام 2017 الى (10) الاف منتسب في 44 دولة . و وهو ما دل على أن هناك تقدم ملحوظ في المشروع واهتمام متزايد بالثقافة والقراءة بين اوساط الشباب ، وأنهم كانوا بحاجة فقط الى التوجيه السليم لطاقاتهم  .
ويوضح المشرفون على المشروع ايضا الفكرة الرئيسية له ونوعية المهام المطلوبة من المنتسبين اليه ، حيث يقول المشرفون :
 " إن فكرة المشروع تعتمد على " آلية صناعة القراء " وفق نظام متقن و شامل يحتوي على عدة مناهج تُناسب مختلف الأطياف والأعمار . فالمشروع ليس نادي للقراءة وإنما مشروع صناعة قُراء بحيث يتم تجهيز المنتسب للدخول للمشروع ومن ثم وضعه داخل منهاج يُناسبه و تعيين مراقب ملتزم به يومياً لتحفيزه على أداء وظيفته اليومية في القراءة و تقييم تقدمه ، ويكون هناك تقييم أسبوعي على شكل علامات مقسمة بشكل دقيق ، وهناك تقييم شهري شامل للالتزام بالمشروع .
وظيفة المنتسب وفق  في هذا المشروع بسيطة ولكنها تراكمية ، لايصاله ليكون من ضمن (١٥٪) الأكثر قراءة في في العام الواحد في العالم  . وهي تعتمد على قراءة (٨) دقائق للورد اليومي من صفحات الكتاب الممنهج ، و كتابة الأفكار التي تراوده وقت القراءة ولمدة (٢) دقيقة فقط .
وبذلك يكون قد ساهم المشروع في توفير عوامل صناعة الفكر الثلاث للمنتسب  ( أن تقرأ بالتزام ، ماذا تقرأ ، كيف تقرأ ) ."
وفي الختام أود أن أشير إلى أن وجود مشاريع مثل هذا  تستهدف تنمية الوعي والثقافة والفكر في العالم العربي ، سيكون لها انعكاسا ايجابيا وتأثيرا كبيرا في المستقبل .