د. محمد الموسوي يكتب لـ(اليوم الثامن):
بقاء النظام الإيراني على سدة الحكم في إيران كما كان مرهونا بسياسة الغرب
الجهل والفساد من أكبر العوامل التي يرتكز عليها أي نظام دكتاتوري استبدادي، ودون مرافقة هذه العوامل لمسيرة حكمه لن يتمكن من المضي قدما باتجاه أطماعه.. ومن هنا فإن سياسة التجهيل وقطعان الجهاد ومشاريع الفساد أمرٌ لابد منه.. جاهلٌ يطبل ويساق كالدواب، وفاسد في هذه الأجواء الخصبة يسيء استخدام السلطة ويتربح ويشتري الذمم ويساهم مع نظامه في رفع هذا ونصب ذاك وصب النعم والنعيم على هذا وصب السخط والبلاء على ذاك، وكل الوسائل والأدوات مباحة ومحللة في هذا الإتجاه؛ وإن احتاجوا إلى فتوى فالفتاوى المعلبة موجودة والولي الفقيه موجود.
قطعان الجهل مخدرةٌ مغيبة العقول لا تحاور نفسها ولا تناقش ولا تتساءل تهرول مطيعة خلف مرياعها القائد، ومهما كان هذا المرياع وأيا كان عزفه وهراءه فهو قائدهم الضرورة وكبيرهم.. لذلك تنميق الخطاب وتزيينه هامٌ جدا لإلقاء تعاويذ السحر على القطيع ليبقى لاهثا وراء مرياعه.. والقياسات كثيرة، والقدرة على إعادة هذا القطيع إلى صوابه ليست بالأمر الهين.. وهو ما يدفعنا للكتابة على الدوام لإنقاذه وإعادته إلى صوابه رغم سعي هذا القطيع إلى رجم الخير على الدوام.
أن يسقط النظام الإيراني الفاشي في إيران على يد الشعب الإيراني منطق سليم وحل لابد منه كي ينال الشعب الإيراني حريته وتستريح شعوب المنطقة من هذا البلاء الذي هدم الدين والبلدان والعباد.. أن يُسقطه الشعب الإيراني بدلا من أن تأتي الدبابة الأمريكية والصهيونية ويأتي على ظهرها ابن الشاه المخلوع وشركائه وأمثاله وكل بنادق الإيجار..
والدعوة إلى إسقاط ملالي الظلام في إيران على يد الشعب الإيراني هي دعوة وطنية رشيدة لتجنيب إيران وشعبها تبعات الاحتلال والاستعمار وتجربة أفغانستان والعراق خير دليل.. وبالتالي نتفق مع دعوة السيدة مريم رجوي من عدة جوانب منها تجنيب إيران والمنطقة أزمات الحرب والاحتلال، وخلاص المنطقة من هذه الابتلاءات وأنظمة الشعارات الفضفاضة، ومشاريع الفساد والإفساد والتجهيل..
منذ قيام سلطة الملالي بعد سنة ١٩٧٩ وهم يرفعون شعار الدين وفلسطين فلا سلم منهم الدين ولا تحررت فلسطين.. وبدلا من ذلك هدموا الدين واساءوا للإسلام والمذهب الجعفري.. ودمروا العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة وفلسطين.. وبالأمس كانت الجولان محتلة واليوم أكثر من 6٠% من أراضي سوريا يحتلها الصهاينة بشكل مباشر وغير مباشر بفضل ملالي الشوم والخراب وتاريخهم الأسود الذي لم يخدم سوى الغرب والصهاينة.. فقد وفروا من الأسباب والدوافع والذرائع للغرب والصهاينة ما يعجز الغرب بقدراته ومؤامراته عن توفيره..
في حرب الثمان سنوات على العراق رفع ملالي الخراب شعار تحرير فلسطين عبر كربلاء أي من خلال الأراضي العراقية ومن ثم الانتقال إلى أراضي الأسد أسدهم ورجل الغرب أيضا، ومنذ عام ٢٠٠٣ والملالي يحتلون العراق ويتواجدون على أراضيه بنفوذ وهيمنة على كافة المسارات تشريعية وسياسية وأمنية وعسكرية.. وكذلك الحال في سوريا!!! فلماذا لم يحرروا فلسطين انطلاقا من جبهتين السورية واللبنانية...؟ لماءا لم يحرروا الجولان على الأقل...؟ السبب هو أنهم عملاء للغرب ودورهم هو صناعة الأزمات في المنطقة وتقاسم الهيمنة على المنطقة مع الصهاينة ليسهل ترويض وتركيع العرب وابتزازهم ونهب ثرواتهم وقد رأينا ذلك بأم أعيننا.. وبدلا من تحرير فلسطين من خلال الأراضي السورية واللبنانية انشغلوا بتصنيع وتوزيع المخدرات من على الأراضي السورية إلى داخل البلدان العربية..
لقد سقطت الأقنعة عن وجوه الملالي بعد استيلائهم على ثورة الشعب الإيراني ثورة جميع الإيرانيين بكافة فئاتهم وتنوعهم العرقي والديني والفكري.. استولوا على السلطة وأسموها جمهورية إسلامية فما نالت من الجمهورية شيئا ولا عرفت الإسلام المحمدي الحنيف في شيء.. ولا صانت المذهب الجعفري ولا احترمت جيرانها.. ولا رحمت بحال الشيعة في إيران والعراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن بل كان جحيما على الجميع والشيعة على وجه الخصوص.
خفايا ومصائب وكوارث الملالي لا حصر لها ولا وانظروا عواقب حكمهم في إيران والعراق والمنطقة دمار ومهازل دمروا كل شيء والمستفيد الوحيد هو الغرب..
يقول أحد قادة ملالي الظلام في إيران أن مؤيدوهم لا يتحاوزون ال ٤% وهذه حقيقة أثبتتها الانتفاضات المتوالية في إيران وستثبتها الأيام القادمة.. وما تحقق في سوريا قابل للتحقق في إيران.. وسقوط الملالي هو بداية تحرر العراق والمنطقة وبداية جديدة نقية لتحرير فلسطين.. وكل عاقل مدرك سيقف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته ومشروع السيدة مريم رجوي وهو الخيار الأصوب والأفضل، وكما تقول فإن بقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران وإعادة بناء قدراته وهيكلة نفسه من جديد مرهون باستمرار سياسة المهادنة التي ينتهجها الغرب من عدمها.. وأما أهم ما يجب قوله هو أن خيرٌ يعم الشعب بكافة مكوناته وفئاته في ظل المقاومة الإيرانية ومشروعها هو الصواب بعينه وبديلا عن سياسة الجهل والتجهيل والفساد والإفساد والحروب والفتن واستعداء شعوب ودول العالم التي قام ويقوم عليها نظام ولاية الفقيه.
الحرية التي كانت ولا زالت حلال لـ زيد أو عمر حلال لغيرهم ولا يجوز التعامل بمزاجية في الحلال والحرام فللدين ثوابت.. وللشعب الإيراني كامل الحق في إسقاط النظام الإيراني الفاشي ونيل حريته.
د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي