محمد يوسف يكتب:
أمننا من أمن اليمن
لا مكان للمجاملات في اليمن، فالقضية تتعدى مصالح الأحزاب والفئات والعشائر، الأمن القومي هو الذي على المحك، وليس جبلاً أو حجراً أو جزيرة.
الطامعون في اليمن ليسوا أتباع إيران فقط، فهذا الظاهر ليس إلا، وما الحوثيون إلا أداة استخدمها من أراد أن يبني القواعد العسكرية البرية والبحرية في جنوب الجزيرة العربية وعلى أبواب البحر الأحمر، لهذا اختاروا صعدة المجاورة لحدود المملكة العربية السعودية ليحكموا خطة الكماشة التي دبروا لها منذ تمكنهم من العراق وسوريا، وسيطروا على جزر باب المندب ليمدوا هيمنتهم على الممر المائي الأهم بالنسبة لدول المنطقة والعالم، وفي مقابلهم هناك الأطماع التركية التي وصلت بالفعل إلى القرن الأفريقي من خلال القواعد البحرية، ومحاولتهم الوصول إلى عمق البحر الأحمر عبر «سواكن» السودانية، وهي تواجه جدة ومكة المكرمة، وقد تحدثوا عن إحياء ميناء سواكن وبناء قاعدة عسكرية على أراضيها، وهؤلاء الأتراك لديهم أذرع معروفة، أولها قطر الحاقدة على الأمة العربية كلها بعد إفشال مخططها التخريبي، ويضاف إليهم «اليد القذرة» المتمثلة في الإخوان طلاب السلطة وقواعد التدريب الإرهابي لإكمال أهدافهم في تدمير ما تبقى من دول عربية تجاوزت «ربيع الخراب».
ومن ذهب إلى اليمن، وضحى بأبنائه، لن يواجه الحوثيين ويفشل مشروعهم الإيراني ليسلم الأمور لمن هم أخطر منهم وأشد عداوة لاستقرار وأمن المنطقة، فإن كان هناك من لديه أجندات خاصة، وما زال يعتقد بأن الأمور يمكن أن يتم ترتيبها من خلال سياسة تقسيم المصالح وتوزيعها، فهو مخطئ، لأنه ينظر إلى الواقع بعين واحدة، هي عين المكاسب الشخصية الآنية التي يمكن أن يحققها، بينما اليمن يستمر في نفس الدائرة التي أوصلته إلى الوضع الراهن، دائرة الصراعات الشخصية والحزبية والعشائرية والتحالفات الخارجية، فهذا يعني استمرار الخوض في مستنقع الفساد وشراء الذمم.
التحالف العربي مصرّ على إعادة الأمن إلى اليمن، وتأمين الحدود البرية والبحرية على رأس أولوياته، وكذلك إعادة بناء ما دمره الآخرون، ولا أمن لليمن في ظل وجود أتباع إيران وتركيا، سواء على الساحة الشعبية أو السياسية، فهذه قضية أمن قومي وليست قضية مصالح واعتبارات شخصية، ولا يمكن التلاعب بها بالتنقل عبر تحالفات دمرت اليمن سابقاً وستدمره لاحقاً.