مشاري الذايدي يكتب:
استغاثة مقتدى الصدر
هل تسمح إيران لمن أصبح اليوم اللاعب الأهم في الحياة السياسية العراقية بأن يختبر إمكانيات التقارب بين الكتل العراقية وتكوين لحظة توافق سياسي وطني بعيداً عن النفوذ الإيراني أو أي نفوذ خارجي آخر؟
مقتدى الصدر، الزعيم الديني الشعبي الشيعي العراقي، حالة خارجة عن الأنماط التي اعتادت إيران التعامل معها في المسرح العراقي، خاصة بعد تحقيق تحالفه «سائرون» المركز الأول في حصاد المقاعد النيابية.
سليل البيت الصدري الديني - السياسي في العراق، وهو ابن الفرع الأكثر شعبية في الأسرة الصدرية، السيد محمد صادق الصدر، ثم هو، أي مقتدى، وارث القاعدة الشعبية الجماهيرية التي كونها والده في الطبقات الشعبية غير الحزبية. يجسد ذاك في العاصمة بغداد أحياء ذات كثافة سكانية مثل مدينة الصدر أو حي الشعلة.
بمناسبة ذكر حي الشعلة فقد وقعت تفجيرات إرهابية فيه مؤخراً أظن أنها من قبل خصوم مقتدى. ويتوقع أن تسعى إيران من خلال أتباعها أمثال «الحشد الشعبي» بقيادة هادي العامري، أو نوري المالكي الذين سيسعون بكل حرص على تشتيت مقتدى الصدر وكتلته أو إرهابهم للقبول بالحل الإيراني، الذي خلاصته إبقاء العراق تحت النفوذ الإيراني.
مقتدى الصدر علق قبل أيام خلال لقائه مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، قائلاً إن «رؤيتنا للمرحلة المقبلة أن يكون القرار وطنياً عراقياً، وهي نابعة من رغبة جماهيرية وضرورة المرحلة، لأن الشعب العراقي قد عانى الكثير من الفساد وسوء الخدمات». وأضاف: «نشدد على أهمية زيادة دعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومساندتهما لخروج العراق من نفق الطائفية والمحاصصة المقيتة، ومنع التدخل في ملف الانتخابات حكومياً وإقليمياً».
هل ينجح الزعيم الشعبي العراقي مقتدى الصدر في الخروج بالعراق من نفق الطائفية والفساد والمحاصصة؟
تلك هي المسألة.
الشرق