تسقط معاشيق
الحسم جنوبا هو الحل
إنقلاب أبيض يقوده اللواء عيدروس وبدعم المقاومة الجنوبية....وفرض الحصار على حكومة معاشيق، كما فعل الحوثي بحكومة بحاح...والرئيس هادي إلى الرياض...مالم فالبديل أسود.
هذا الحل باعتقادي للخروج من الازمه، وللحفاظ على خيط الشرعيه الذي يتمسك به التحالف، بخروج هادي للرياض ليبقى رئيسا شرعيا لحكومتين في صنعاء وعدن...""
قد يرى البعض هذا ضربا من التهور والجنون، وقد يراه البعض إعلان حرب على التحالف، بينما أراه حلا ومخرجا للجنوب ولليمن وللتحالف... وهنا أدعو كل ذي عقل إلى التأمل فيه بعقلانية...ولنحاول معا إيجاد حلول لكل هذه العقد التي ترسم المشهد...
إزدواجية السلطة الحاصلة في عدن، ومحاولة مهادنة ومجاراة الشرعية أثبتت فشلها، وتنذر بالمزيد من التعقيد والكوارث...ولابد من وجود سلطة واحدة تحكم عدن...
التحالف لم يعد قادرا على تحمل حماقات وعبث بعض أطراف الشرعية، وفي الوقت ذاته لا يستطيع إسقاط هذه الشرعية، ﻷنه سيفقد بسقوطها مشروعية التدخل في اليمن...
من جهة أخرى...عبدربه منصور هادي هو حلقة الوصل بين الجنوبيين والشرعية، إلا أنه بشر معرض للفناء، وفي هذه الحال سيكون البديل الطبيعي والشرعي له وبالا على الجنوبيين، سواء كان الأحمر أو حكومة بن دغر..الا أنهما يمثلان الخيارات الشرعية والمقبولة دوليا وإقيليميا...
كما أن هذه الأطراف داخل الشرعية هي من تحاول اليوم إثبات عدم أهلية هادي وفشله، لعلمها بحتمية خلافتها لهادي واحتياج التحالف لها... وبالتالي فزوال أي بديل شرعي له هو الأضمن والأفضل له ولنا وللتحالف إن كان صادقا معنا...
الشرعية التي منحت هادي قوة وقبولا...هي ذاتها اليوم من يشكل الخطر الأكبر عليه...وعلى الجنوب الذي أقحم في هذه اللعبة...
يمكن للتحالف إيجاد بديل شرعي للرئيس عبدربه من داخل الشرعية، إلا أن هذا لن يكون مقبولا جنوبا، وفي هذه الحالة سيكون التحالف الملزم دوليا ببديل شرعي، سيكون في مواجهة مباشرة مع الجنوبيين...لأن خدعة الشرعية التي يرفضها الكثير من الجنوبيين اليوم لن تكون مقبولة عند الجميع حينها...
الشرعية التي اكتسبها بعض من انخرطوا فيها من الحراكيين...تمنحهم حصانة أمام تهم التمرد والإنقلاب، حتى وان تم اتهامهم، الا أن الأمر سيكون مماثلا لسقوط صنعاء بيد الحوثي...بشرط قبول التحالف بهذا الإنقلاب ودعمه...كما أن مشاركة المقاومة الجنوبية تكسبهم شرعية شعبية تعزز قوتهم، وبعدا سياسيا يسندهم، وتمنحهم حصانة من الضغوط الخارجية...وتمنح حجة للتحالف أمام المجتمع الدولي الذي بات واضحا أن بعض كبار اللاعبين فيه قد بدأو بشد الحبل حول المملكة...
لابد لثورتنا أن تستمر حتى تتحقق الأهداف التي خرجت جموع الشعب من أجلها...
نشرت المقترح أعلاه مابين الأقواس قبل أيام...وقلته قبل أشهر...ولا زلت مقتنعا به كحل ومخرج لهذه العقدة اليمنية لاسيما في الجنوب....مالم فالقادم أسود، ولن يسلم من الشرق الأوسط الجديد أحد بما فيهم المملكة وبقية الجيران، وستعم الفوضى...فلتسقط معاشيق إذا، وإن لم يسقطها العسكر ويفرضوا سلطة الشعب ويمنعوا الفوضى، فستسقطها جموع هذا الشعب اليوم أو غدا...
البلد كلها تعاني من أزمة إنسانية خانقة، وعلى حافة الإنهيار إن لم يكن قد بدأ الإنهيار فعلا...والمواطن البسيط أصبح اليوم لا يستطيع أن يجد أدنى مقومات الحياة الكريمة...
محاولة ترقيع الحلول للخروج من المستنقع اليمني وتهدئة الوضع شمالا على حساب الجنوب، لن يقبل بها شعب الجنوب، وستفتح مستنقعا أكبر...ولن نرفض مصافحة أي يد ستدعم استقلال الجنوب...
ولن يقبل الجنوبيون أن يضحوا من أجل مشاريع عابرة للحدود إن لم يكن فيها حفظا لمصالحهم، ويكونوا شركاء فيها....خمسون عاما من العزلة والضياع في وهم الأممية والأيدلوجيات التي تتجاوز الواقع، التي عاشها الجنوب ودفع ثمنها دماء ورجالا ووطنا كانت كافية لنتعلم الدرس...أتمنى أن نكون قد استوعبنا الدرس.
د.محمد صالح اليزيدي
عدن- 14فبراير 2017