أحمد الفراج يكتب:
بوش الابن رئيسًا مرة أخرى!
كتبت مقالين عن الرئيس الأمريكي الاستثنائي، فرانكلين روزفلت، وكيف أنه كسر التقليد، الذي سنّه أول رئيس لأمريكا، جورج واشنطن، أي قصر مدة الرئاسة على فترتين، ثماني سنوات فقط، إذ فاز روزفلت لأربع فترات، ما جعل المشرعين الأمريكيين يعدّلون الدستور الأمريكي، وهو التعديل الثاني والعشرين، الذي يقصر الرئاسة على فترتين فقط، سواءً متصلتين، أو منفصلتين، ولا يحق لرئيس سابق، حكم فترتين، أن يترشح لفترة ثالثة، ولكن هل قام هذا التعديل بالغرض المطلوب؟!
إذا نظرنا للأمر بشكل عام، فالجواب هو نعم، ولكن لو دققنا جيدا، لاتضح لنا أن هناك ثغرة في التعديل الثاني والعشرين، قد تتيح لسياسي أمريكي أن يحكم أمريكا لأكثر من ثماني سنوات، وهي احتمالية ضئيلة للغاية، ولكنها واردة، ويرى بعض المعلقين والنقاد أنه كان بالإمكان تعديل الدستور بشكل أفضل، يجعل من المستحيل على أي رئيس حكم لمدة ثماني سنوات، أن يحكم مرة أخرى!
دعونا أولا نقرأ نص التعديل الثاني والعشرين على الدستور، ثم نتحدث عن الثغرة، التي قد تستغل، فالتعديل يقول: «لا يحق لأي شخص أن يُنتخب لمنصب الرئيس لأكثر من فترتين رئاسيتين...»، والتعديل يتحدث عن «الانتخاب» وحسب، أي أنه لا يحق لشخص أن ينتخب رئيسا لأكثر من فترتين، وطالما أنه من الممكن لشخص أن يصل لمنصب الرئيس دون انتخاب، مثل نائب الرئيس، الذي يصبح رئيسا مباشرة، بعد وفاة الرئيس أو عزله، وقد حدث ذلك مرات عدة، خلال التاريخ الأمريكي، فنائب الرئيس، ليندون جانسون، خلف الرئيس، جون كينيدي، بعد اغتياله في 1963، والرئيس جيرالد فورد، خلف الرئيس، ريتشارد نيكسون، بعد عزله في 1974، فإن ذلك يعني أنه يمكن أن يحكم شخص ما لفترة تزيد عن الفترتين (8سنوات)، وهنا التفصيل!
ينص الدستور الأمريكي على أنه في حال وفاة الرئيس أو عزله أو عجزه، يخلفه نائب الرئيس، حاليا مايك بنس، ثم رئيس مجلس النواب، حاليا بول راين، ثم الرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ (أقدم عضو في المجلس من حزب الأغلبية)، حاليا اورين هاتش، ثم وزير الخارجية، حاليا مايك بومبيو، ثم وزير الخزانة، حاليا ستيفن منوشين، وأعلاه هو تسلسل خلافة الرئيس، وعلى هذا فإنه من الوارد أن يستطيع رئيس سابق، حكم فترتين، أن يحكم مرة أخرى، وسأضرب مثالا على ذلك، فلا شيء يمنع الرئيس جورج بوش الابن، أو باراك اوباما من الترشح لمجلس النواب، وبالتالي هناك احتمالية أن يصبح بوش الابن، على سبيل المثال، رئيسا لمجلس النواب، ولو حدث ذلك، ثم توفي الرئيس ونائبه، فإن رئيس مجلس النواب، أي بوش الابن، سيصبح هو الرئيس دون انتخابات، والخلاصة، هي أن الهدف من تعديل الدستور هو قصر الرئاسة على فترتين، وعلى الرغم من وجود ثغرة في التعديل، إلا أن سيناريو إمكانية استغلال هذه الثغرة يبدو شبه مستحيل، كما رأيتم في المثال السابق!
نقلا عن "الجزيرة"