ابراهيم مؤمن يكتب لـ(اليوم الثامن):
اليوم.. غزوة بدرفى عيون العرب
عن بدر قال الله "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
وقال النبي (ص)"اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَطعمهم ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عالة فَاحْمِلْهُمْ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمْ ".
هذا كان حال الصحابة قبل بدر ، أذلة، جياع ،عالة ،عراة ، تهجير وتشرّد ،وهذا ما تعانيه أمتنا الإسلامية الان فى عهد هذا اللقيط ترامب.وهذه المعاناة ترجع جذورها من ثورات الربيع العربي لسنة 2011
وظلت تنغرس فى أبداننا حتى جاء هذا الترامب فانغرستْ فى قلوبنا ، وما زلنا ننزف فقراً وتشريداً وذِلة.
فكان لابد من التأسّي بأسلافنا بالإستعداد لحرب جديدة ولنسميها بدراً قبل أن يأتينا 2019 فنصبح كلنا عبيداً لهذا الترمب.
فأمريكا لم تصل لهذا الجبروت على الإسلام إلا فى رئاسة هذا المتصهين اللقيط .ولم تتبجح إلا فى عصر هذا المجنون.
إنه يتعارك مع ذباب وجهه ، بل يتعارك مع نفسه ، ولقد اصطف ورائه المتطرفون من شعبه المجنّس ،فهم لُقطاء مثله.
عقيدةً .. يحاربنا تحت مسمى الإرهاب ، وخوفاً وطمعاً ..حكامنا يحاربوننا أيضاً.
السوريون والفلسطينيون ، ويعيش المصريون الفقر وتُدمّر العراق وليبيا بسبب عقيدتهم أيضاً ، وكل هذا بتخطيط صهيو أمريكى لتعبيد الطريق لأقدام اليهود لتطأ رقابنا جسوراً تعبرها حتى القدس.
الحكام يعضّون على العروش ، وترامب يعضُّ فى كلتا يديه يحاول تعبيد الشعوب العربية ونهْب خزائنها .
خرجَ عن كل المعايير فكما خرج المهاجرون إلى المدينة مطرودين من أرضهم صفر اليدين محطمى النفوس بسبب الدفاع عن عقيدتهم ، يُهجّر الدولية وعبثَ بشعوب العرب وحكامها عبر تغريداته على تويتر .
جعل القدس عاصمة إسرائيل . إغتصبَ أموال الخليج وخاصة السعودية ، وأخذَ قطعة من أرض مصربالمُحلل ،وأجهزَ على تدمير سوريا وليبيا والعراق واليمن .
وبإسم محاربة الإرهاب يسلّط الأنظمة الحاكمة المهيمنة على الشعوب لاستئصال دينهم ، مستغلاً الصدْع الهائل بين قوىً سياسية أو أحزاباً أو رموزاً قيادية تتصبّغ بالنزعة الدينية والتى يحركها قطاع عريض هائل من هذه الشعوب ضد هذه الأنظمة الحاكمة المهيمنة تماماً على مقاليد أمور شعوبها.
كما بدا أن الرجل يسعى بشكل واضح إلى تعميق الشقاق والخلاف بين دول المنطقة، ويتضح ذلك من زيارته للسعودية "التاريخ "
فحرّض حكام السعودية والامارات والبحرين ومصر على قطر مدعيا أنها تمول الإرهاب باسم الدفاع عن حق الشعوب العربية فى الحياة الكريمة العادلة، فحدث الحصار ، والملفت للنظر ان الدول المحرضة تخشي من تكرار ثورات 2011 مما دفعهم الى محاولة التخلص من الشوكة المغروسة فى ظهورهم "قطر".
وحدة العرب وفُرقة العدو فى ضوء الغزوة ..
وفى نظرة حول توحد كلمة جيش الرسول "ص"فى بدر قال المقداد
(( يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا ههنا قاعدون ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه))
وقال سعد بن معاذ
((فقد آمنا بك فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا ، على السمع والطاعة ، فامض يا رسول اله لما أردت ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ، إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء ، ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله)).
تلك هى العقيدة التى وحدت بينهم والفت بين قلوبهم.
وبنظرة خاطفة نجد أن الشعوب العربية تعتنق عقيدة تهدُّ الجبال ، لو تُركتْ على اليهود وامريكا لأكلوهم ، ولكنْ لعن الله السياسة التى حجّمتْ زئيرهم وعزيمتهم من قِبل حكامهم الذين خشوا على عروشهم فمنعوهم .
وأنا أقول لهم أن الأيد الأمريكية ستطالكم يقيناً ، واعتبروا بمَن قبلكم .. صدام حسين هم من صنعوه وهم من شنقوه ، وانظروا إلى القذافى ، وإلى بشار الذين ساندوه فى حربه ضد المعارضة المسلحة وها هم يضربونه تحت مزاعم استخدام غاز السارين ، وإلى مبارك الذي أثاروا الشعب ضده فى ثورة يناير 2011 ثم لم يسمعوا له نداء رغم الخدمات الجليلة التى قدمها لهم .وصنعوا طالبان ثم غزوهم ، وداعش كذلك حيث الّبوا عليهم كل حكام العرب وشعوبهم.
فلا حل لكم أيها الحكام إلا ان تجلسوا على مائدة المفاوضات مع هؤلاء القادة والأحزاب والرموز الدينية والتى تلقى تاييداً واسعاً وقبولاً لدى قطاعات عريضة جدا من الشعوب فوحدوا كلمتكم تحت مظلة الحكم العسكرى لانه هو المسيطر على مقاليد الحكم.
أيتها الشعوب المتأسلمة .. إن المجنون ترامب ما أنجزَ ما أنجزَ إلا باستغلال الخلاف الأزلى المتجذّر بينكم وبين حكامكم .
فكفّوا عن نغمة إرحل -حرية -عدل -مساواة تحت مظلة الثورات التى إرتدتْ فى نحوركم أنتم .فلتتشابك أيادى رموزكم الدينية مع المؤسسات العسكرية لنردَّ هذا الترمب.
فإذا حانتْ هذه اللحظة أعلموا يقيناً ، حكاماً وشعوباً أننا تخلصنا من كل القيود الامريكية ، وأن عوامل النصر قد توفرتْ لدينا.
فى بدر.. همَّ جيش مكة بالرجوع عندما نجت العير ، ولكن أبا جهل رفض ذلك ، قائلا : ((والله لا نرجع حتى نرد بدراً ، فنقيم بها ثلاثا ، فننحر الجزور ، ونطعم الطعام ، ونسقى الخمر ، وتعزف لنا القيان ، وتسمع بنا العرب وبميسرنا وجمعنا ، فلا يزالون يهابوننا أبدا. فامضوا)).
العجب أن هذا الترمب كأبى جهل ، فالإدارة الأمريكية غير راضية على كثير من سياساته تجاه العرب.بل أن الدول الأوروبية تنتقد سياسته أيضاً.
عوامل النصر الحيوية ..
وعوامل النصرمتوفرة ، إحداها الحق ، فالحق قوة خفية مرتكزة فى القلوب وممسوكة بسواعد الرجال ، يدفع رجاله دائماً إلى الظفر إذا توفرتْ العزيمة على الدفاع عن العرض والمال والكرامة.
لابد ان نمتلك قرارنا ، ولن نمتلكه إلا بتوحيد الكلمة وامتلاك النووى ، فلنُخصّب اليورانيوم ونصنع القنبلة الهيدروجينية ولندع الوكالة للطاقة الذرية تخبط دماغها فى الجدار ، ولا نعبأ بالأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ، فنحن العرب ليس لأحدٍ وصاية علينا .
أليست هذه الأسلحة هى العصا الغليظة التى تسيطر بها على عالمنا العربي الإسلامى ؟
أليست هى أظافرهم الطويلة ؟ وأياديهم التى تمتدّ إلى شحمة أُذن حكامنا فتقرصهم؟
فلنصنع النووى إذاً حتى نمتلك حريتنا ،فلتكن البداية من مصر أو قطر ، ثم باقى الدول ولن تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عندئذ ان تتكلم ، وستقف الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ قرار فرض أى عقوبات ، وأمريكا عندئذٍ لن تقامر ولن تغامر بخوض حرب نووية شاملة يُباد فيها العالم كله ، وسيذعنوا جميعاً بالأمر الواقع ويزول عندها خوف حكامنا فيصلح امرنا.
ولا يثبّطنكم قول أبن خلدون الذى قال إن الجنس العربي لا يصلح إلا بدين ٍ ،إشارة منه أنه ينهزم بدون العقيدة الإسلامية الصافية التى كانت لدى الرسول "ص" وأصحابه.
والتاريخ أثبت خطأ هذا الراى ، فاليهود حاقتْ بهم الهزيمة فى أكثر من موضع ، من سنة وشيعة معاً .
فمصر قهرتها فى 1973 ولم تكن دولة اسلامية بل إن النصارى كانوا يقاتلون فى صفوف الجيش المصرى.
كما انتصر حزب الله اللبنانى بقيادة حسن نصر الله "حرب تموز 2006 "وهو حزب شيعى عليهم أيضاً بدون العقيدة الإسلامية الخالصة.
كما أنها ما استطاعتْ أن تأخذ حقاً أو باطلاً مع إيران فى مناوشتها المتكررة لها.
إبراهيم أمين مؤمن