(من الجبهة)..

على الاطراف الجنوبية مراجعة ذاتها

ما حدث مؤخرا في المطار صفارة إنذار تستوجب على كل الاطراف الجنوبية المشاركة في الازمة ,مراجعة ذاتها لتجنب اي صراع قادم..ولو لم تظهر للعيان مضامين واسباب اي نزاع , فان ما حدث يمثل فرصة حقيقية لاعادة رسم قواعد اللعبة بما يجنب عدن اي صراع مستقبلي يدخلها في اتون حرب داخلية لا تبقي ولا تذر.

لقد استهلكنا وقت الازمة بتوجيه اصابع الاتهام الى الطرف المتورط في اضرام نار النزاع,, لكننا وبغريزة دفاعية تجنبنا نقد الذات مخافة ان نسهم في خلخلة الجبهة الداخلية وتميع الحقيقية.. لكن أما وقد انجلت سحابة المطار , فقد توجب علينا الحديث على نحو اكثر دقة لا يظهر الجنوب كضحية بل كطرف في المعادلة المختلة التي يجب اصلاحها في الجنوب او الشمال..

وهنا تبرز اهمية الحديث عن ضرورة تحييد القوات الأمنية والعسكرية وبحيث تغدو اكثر مؤسسية وتستند معاير تشكيلها على اساس ما أفرزته الحرب من واقع جديد وما اثبتته وقائع الميدان ,بما يضمن حق الجنوبين المشروع في الشراكة ,ويلجم مطامع المتنفذين من قوى 94 بكل تشكيلاتها السابقة واللاحقة.

اما حاليا فانه وجب تشكل لجنة عسكرية خاصة بقرار من الشرعية وبحضور التحالف, لإعادة هيكلة كل الوحدات الأمنية والعسكرية التي نشأت حديثا وان يكون ولائها للوطن ..والأهم من ذلك كله أن يتم نقل كافة المعسكرات من داخل المدينة إلى خارجها خصوصا المعسكرات التي لا تقوم بمهام عملية يومية مثل مكافحة الإرهاب ...

دروس الماضي كثير يجب الاتعاض منها ..ووقوعنا في فخ الاحتراب الداخلي حتى وإن كان طرف يمثل الدولة وطرف آخر مليشياوي محسوب على الجنوب سيكون خطأ تاريخي يتحمل الجميع مغبته ويدفع الجميع ضرائبة..


وعلى الشرعية مهام رئيسة كبيرة أهمها على الإطلاق أعادة ترتيب بيتها الداخلي وفتح المجال للجنوبيين في الشراكة في السلطة والحكم..وعلى القيادات الجنوبية المنضوية تحت مظلة الشرعية أو التي ما زالت في ألمقاومة أن تفتح قنوات تواصل ليكونوا شركاء في القرار وليس مجرد عسكر ينفذون الأوامر ..


ما يحدث من تحشيد عسكري في مأرب يتبع جهات سياسية بعينها هو امر دافع للريبة والحذر , حتى وإن كان تحت اسم الشرعية ..والمريب أن ذلك الجيش الذي يقدر بثلاثة أضعاف القوة التي تمتلكها عدن عسكريا ليست مهمته تحرير صنعاء فقط!!
فجيش الإخوان في مأرب قد يصبح في يوم وليلة حاكم عدن الفعلي وتحت مظلة الشرعية ...خصوصا وان هيئة الأركان التي يقودها المقدشي تمتلك شرعية سياسية بينما أغلب قواتنا الجنوبية ماتزال محسوبة مقاومة ولم تتبناها الشرعية ولا القيادات العسكرية الجنوبية التي اثرت التموضع في صف الشرعية..
هذا يعني أن عدن ستظل مفتوحة لكثير من الاحتمالات أسواءها تدمير قوة المقاومة وسيطرة الإخوان على هيئة الأركان بما يعطيهم الاحقية في تشكيل الجيش والامن على اي شكل يريدون وأستقدام قوة غير جنوبية إلى المدينة التي ما تزال أبوابها مفتوحة لكل الداخلين من مختلف المحافظات خصوصا الذين يستظلون بالشرعية..
قد لا يكون الوضع عمليا على هذا القدر من التشاؤم لكن في السياسة عليك ان تعمل لاجل الافضل وان تستعد للاسوء ,,والاسوء هذا لا يمكن مقاومته من خلال الانسحاب او الانقلاب او البكاء..لم يعد مجديا التنصل من مهامنا الجسام والواجب علينا هو اعادة ترتيب بيتنا الجنوبي الجنوبي,,وبلورة مقاربة حقيقية تضبط عمل القوى الجنوبية مع حلفاءها في السلطة الشرعية.

الحل لا يكمن في الانسحاب من اللعبة او تعطيلها,,بل بفرض قواعدنا والتغير من داخل المنضومة بما يضمن لنا وجودا تمثيليا منصفا على الصعيد العسكري والمدني.
ومالم تكمل القوى الجنوبية رسم رؤيتها المستقبلية وتلتزم الشرعية بموازين القوة وحقائق التاريخ والجغرافيا التي على اساسها وجب تشكيل الجيش والدولة , فاننا سنظل نستعد على الدوام للسيناريو الاسوء دون ان نحصل على الافضل..