ماجد الشعيبي يكتب:
إذاعة طارق عفاش وتلفزيون المجلس الانتقالي !
في غضون أشهر فقط استطاع العميد طارق عفاش أن يطلق إذاعة محلية تحمل أسم حراس الجمهورية وتبث من داخل الخوخة ويغطي ترددها الساحل الغربي والحديدة ويصل صوتها حتى عدن وربما أبعد من ذلك.
وبعكس طارق عفاش مايزال المجلس الإنتقالي يراوح مكانه بدون أي وسيلة إعلامية ناطقة باسمه أو حتى موقع الكتروني يليق بالقضية التي يتبناها وفوض شعبيا ممثلا لها!
غياب الصوت الإعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي بالتزامن مع ارتفاع أصوات مناوة له وأخرى حليفة، يضع المجلس الانتقالي نفسه أمام مشكلة حقيقة، عنوانها الأبرز -الفشل حتى اللحظة في إطلاق منبر إعلامي ينقل صوت المجلس وايصال قضيته إلى العالم، أو حتى يخاطب من خلالها جمهوره على أقل تقدير-، خصوصا ونحن في هذه الظروف الراهنة التي تشهد تضليل وفبركات وحرب إعلامية كبرى يغيب فيها دوره المجلس الإنتقالي إعلاميا!!
من ثم كيف لطارق عفاش خلال هذا الوقت القصير فقط أن يستطيع إطلاق إذاعة مجهزة بأحدث التقنيات وبهذه السرعة القصوى بينما يعجز الانتقالي الجنوبي عن إنشاء قناة تلفزيوينة وعد بها أعضاءه من قبل ولم يفوا بها إلى الأن... او حتى إطلاق إذاعة محلية مشابهة لإذاعة طارق عفاش.
الحقيقة التي نراها اليوم بأم أعيننا هي: أن كل القوى القادمة من الشمال تراهن على الإعلام كشريك أساسي لها في أي عمل تقوم به، ويشكل لها جانب مهم تعتمد عليه في الكثير من الأدوار التي تلعبها، ولأجل ذلك بادرت بشكل مبكر وعاجل إلى تنظيم هذا العمل وافتتحت لنفسها وسائل إعلام تخاطب من خلالها جميع شرائح المجتمع، بينما نفشل نحن منذ زمن طويل في تبني قناة فضائية أو صحيفة ورقية أو موقع الكتروني يعبر عن قضيتنا الجنوبية وعدالتها !!
ملاحظة.. القنوات الجنوبية التي تبنت قضية الجنوب والمقاومة خلال الفترات الماضية سرعان ما غلقت وانتهى بها المطاف إلى زوال، نتيجة للظروف المالية وعدم وجود جهة ممولة رسمية يمكن الإعتماد عليها، إضافة إلى سوء التدبير وغياب الرؤية الإعلامية الناجحة التي تبقيها قيد البث لسنوات طويلة.
فقط.. نحتاج أن نتعلم قليلا من الدروس ونستفيد من خطوات غيرنا فيما يتعلق بالجانب الإعلامي المهم جدا، وأن ننهض ونشتغل ونخلق لنا قناة أو إذاعة نوصل من خلالها صوتنا للعالم ونخاطب من خلالها جمهورنا ونحصنة من الكم الهائل من الرسائل السلبية التي يتلقاها من مطابخ القوى التي تصدر نفسها كخصم للجنوب وقضيته وقياداته ومجلسه الإنتقالي المفوض.
*ماجد الشعيبي