مراد حسن بليم يكتب:
الانتقالي أوعد فأوفى
جاء المجلس الانتقالي من بين ركام الحرب وأنقاض الخراب لقيادة مرحلة مفصلية في حياة الجنوبيين وهو امتداد لكفاحات طويلة خاضها الشعب الجنوبي لاسترداد كرامته ودولته، وسواء اتفق معه من اتفق او اختلف معه من اختلف فإنه وبصورة جلية أهم حدث سياسي منذ حرب ٩٤ الظالمة التي عصفت بالدولة الجنوبية ونهبت الاخضر واليابس في اكبر عملية سرقة بالتاريخ ..
يعاني الجنوب من تركة ثقيلة منذ حقبة المنتصرين ) صالح وتحالف الاسلاميين وبعض القوى الجنوبية ( والى جانب تلك التركة حدثت اختراقات في بنية مكوناته السياسية المختلفة التي تبلورت تحت مظلة الحراك الجنوبي وبدعم سخي من الدولة العميقة التي عملت باحترافية كبيرة على استحالة توحيد مكونات الحراك تحت قيادة واحدة منذ ان برزت الاحتجاجات في العام 2007 , فتعددت الخطابات والشعارات والزعامات وجميعها كانت تتعلق بقشة عدالة القضية الجنوبية العادلة وتستقوي بالشعب المحبط الذي كان يبحث عن مخلص ومنقذ ليستعيد كرامته ودولته ،، وفي مضامين كل ذلك تاهت القضية الجنوبية وتشتت في أقبية المكونات وعلى منصات الخطابة بتغذية دسمة من عصابة يوليو الاسود وعبر رموز اعلنت انضمامها للحراك لنخره من داخله وتأدية الدور الذي رسم لهم بعناية شديدة لتمزيق الممزق والامعان في ضرب القضية والمتاجرة بها والارتزاق على حسابها ، ولعل تبعات حرب 2015 كشفت وبوضوح كثيرا من اولئك الذين طالما هتفنا لهم وحملهم الشعب الجنوبي على اعناقه ..
الانتقالي هو الكيان الوحيد الذي برز في زمن اللادولة وفي معمة الحرب المتعددة وفي خضم المؤامرات التي تتفقس من ذات القوى وذات الوجوه التي لا تريد خيرا للجنوب والطامعة باستكمال نهب خيراته وموارده وبالتالي فإن الانتقالي هو الكيان النقي المؤمل عليه تحقيق الانتصار السياسي استكمالا للانتصار الميداني ومهما كان ضجيج الأبواق فالحقيقة ان الانتقالي اصبح رقما عسيرا وجواد رهان رابح .
اليوم يعلن الانتقالي وبكل وضوح وفاءه للشعب ترجمة للتفويض الذي منحه كمعبرا وحاملا سياسيا للقضية ، داعما للإنتفاضة الشعبية ضد حكومة اللصوص والفشل ويقف في طليعة الجماهير لنيل استحقاقاتها النبيلة كما أعلن وبشجاعة حل التزاماته مع تلك الحكومة ويتحمل كلما يترتب على ذلك ، داعما وحاميا ومشاركا للفعل السلمي والانتصار لخيارات الناس وغير آبه بتخرصات عصابات شرعية النهب الإخوانية التي وطوال اربع سنوات لم تنتج اي انجاز سوى الاثراء على حساب الشعب الذي يتجرع الويلات والجوع ..