عبدالقادر القاضي يكتب:
ما اشبه الليلة بالبارحة
سخر عفاش ومنظومته من مجلس للمتقاعدين العسكريين الجنوبيين حينها وسفه مطالبهم ،، وأدار لهم ظهره ورفض حتى سماعهم ،، ومع ذلك لم يتفتت مجلس المتقاعدين العسكريين .
في عام ٢٠٠٦م أطلقت دعوة من قبل الرئيس الجنوبي السابق اشتهرت بما يسمى دعوة للتصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي ..
وبالفعل تلقفت جميعة أبناء ردفان تلك الدعوة وجمعوا حولها كل فئات الشعب في الجنوب بكل محافظاته وقراه وكانت بالفعل أكبر واضخم حشد مليوني شهده الجنوب من كل محافظاته لتكون الحبيبة عدن موعدهم صباح ال ١٣ من يناير ٢٠٠٧م ..
كان حشد تاريخي عظيم حضن كل جنوبي أخاه قولآ وفعلآ .
هنا شعر نظام صنعاء المكون من تحالف ٧_٧ سيء الصيت والذكر ،، حلف ( مؤتمر عفاش وإصلاح الأحمر ) شعروا بالخطر ..
وأدركوا أن الأمر لم يعد مجرد حشد فئوي أو مطلب حقوقي يمكن حله .. بل تجاوز الموضوع ذلك ليصبحوا امام صرخة شعب مقهور .
بدأ نظام صنعاء يحارب هذا الحراك ويضخ مئات الملايين من الريالات لبعض الأسماء هنا أو هناك واستطاعوا فعلآ أن يجعلوا هذا الحراك الذي الذي كان من الممكن ان يكون ذو رأس واحدة ،،
ليحولوه إلى حراك يضم ٧٢ مكون ،، جميعهم يتحدثون بأسم الجنوبة،، لكنهم لا يجتمعون على طاولة واحدة وهذا هو المطلوب.. تشتيت الجهد وإضعاف الرؤية..
وجعلوا من غالبية هذه المكونات وليس الكل بطبيعة الحال ،، جعلوا غالبيتهم يؤدون دور المعرقلين ،، والمشككين،، والساخرين من اي عملية أو دعوة توحد جنوبي من حيث القيادة .
وجعلوا من بعضهم مصدرآ للقلقلة والبلبلة واثارة الخلافات بتضاد الأفكار ليقحموا الجنوب وأهله بحوار بيزنطي لا جدوى منه ،، اكثر بكثير من بحثهم عن حلول.
لكنهم برغم ملايينهم وحبكات مؤامراتهم التي استطاعت حقآ تفريخ المكونات انذاك ..
لكنهم لم يستطيعوا إفراغ القضية الجنوبية من مضمونها ولم يستطيعوا ان يبدلوا إيمان القلوب بها ،، ليحيلوه إلى كفر .
كانت ،، وما زالت ،، وستظل ،، الجماهير هي الصخرة الحقيقة التي تتحطم عليها مؤامرات ودسائس أعداء الجنوب من قوى وأحزاب صنعاء ومن لف لفهم .
فمازالت نفس القوى التي حاربت الحراك الجنوبي في ٢٠٠٧م السلمي هي نفسها اليوم نفس بقايا تلك القوى التي مازالت تضخ ملايين الملايين وتسخر آلتها الإعلامية الجبارة ضد الجنوب وقضيته وضد المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان .. وليس كأسماء واشخاص مثلما يريدون أن يوهمكم .
وما عيدروس وشلال وبن بريك ولملس والخبجي وصالح السيد و .. و .. جميعهم اسماء يريدون من مهاجمتها نسف وجود كيان اسمه المجلس الانتقالي الجنوبي،،
هي نفس القوى القديمة البالية مع فارق بسيط فقط ،، وهو مقتل زعيمهم وزعيم كل هذه الحرب العبثية عفاش الذي بكل جبروته وكل قوته وكل ملايينه وامواله وسطوته وحاشيته ،، لم يستطع أن يكبح ثورة وجماح وعنفوان هذا الشعب ..
وها هو اليوم الجنوب يستعيد لملمة شتات السنين برغم كل سياسات الإذلال والتجويع والتركيع التي تمارس عليه ..
مات عفاش مقتولآ على بطانية رخيصة لا يزيد ثمنها عن ١٠ دولار ومازال منذ قرابة العام جثة مسجاه في ثلاجة مجهولة الرقم والعنوان حتى ازرقت أطرافه واسودت ملامحه ،، فماذا كانت النتيجة ..!!
النتيحة الطبيعية هي ان عفاش مات مقتولآ على أيدي من تحالف معهم وفتح لهم المعسكرات... مات عفاش وبقي الجنوب وشعبه وقضيته .. تلك هي النتيجة.
لذلك كل المطلوب الان هو نسف هذا الكيان الذي اصبح قويآ ومسلحآ ويتعارض مع مصالح لصوص صنعاء ومن لف لفهم .
استعادة الأوطان لا تحتاج إلى متذبذبين أو انفعاليين تحكمهم اللحظة .. بل تتطلب ثبات وصلابة وتحدي وايمان مطلق بعدالة القضية ..
وكل من عاصر سنة أولى حراك وعاش في خضم تلك المرحلة وتفاصيلها ،، يعلم مدى التحديات التي عصفت بالجنوبيين .. ويعلمون ايضآ أن الجنوب يقدر له أن يخرج منتصرآ برغم كل تلك المؤامرات ..
لكننا كشعب كنا ثابتين راسخين ولم نسمح بأن يشككوا بأيماننا بالقضية ،، وسنظل باذن الله ثابتون عند قناعتنا بأحقية إيجاد ندية حقيقية للجنوب وشعبه ،،
سنظل ثابتين لأننا تعلمنا ان نموت على أسوار القلاع والحصون حتى ونحن في عين العاصفة ..
لان ذلك أشرف لنا الف مرة من ان نموت تحت دائرة الذل والهوان وانتظار رحمة مشائخ ارحب وعمران وبعض اللفاليف او ان تبيع اهلك وناسك والقضية والأجيال القادمة وقبل كل ذلك تبيع نفسك،، مقابل مرتب شهري حقير .. وكانك تغمس رغيف العيش الذي تأكله بدماء من سقطوا من أبرياء وتاكله .
ومثلما كان الحراك الجنوبي السلمي فاجعة لعفاش ومنظومته ( مؤتمر +إصلاح ) في صنعاء وحاولوا انهائه .. وفشلوا ..
فأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو ايضآ فاجعة لباقيا حزب المؤتمر ولحزب الاصلاح الذي يعشم نفسه بحكم الجنوب ،، بعد أن يتخلص من القيادات الجنوبية ويتم هدم هذا الكيان الجنوبي ،، لكنه كعشم ابليس في الجنة .
الجنوب وشعبه لن ينكسروا .. ولن يهدموا آخر حصونهم ،، ولن نسمح بفرصة لأي فتنة تريدون لها ان تحدث بين الجنوبيين ،،
لكننا لن نختفي كشعب بل نحن على الأرض ،، ونحن أهلها ..
نحن اسوء كوابيسكم .. والمجلس الانتقالي في الجنوب هو الثور الأبيض الذي لن نسمح بأن يؤكل ،، لتأكلوا انتم الجنوب مرة أخرى.