وحيد عبد المجيد يكتب:

درس للنادى الأهلى

يجنى النادى الأهلى اليوم الثمار المُرة للعشوائية التى سادت إدارة لعبة كرة القدم فى السنوات الأخيرة، وليس فقط فى العام الحالى منذ انتخاب مجلس إدارته الحالى فى أول ديسمبر 2017.

يؤدى استمرار التفوق، وتحقيق الفوز فى مسابقة الدورى العام، إلى تراخ واستهانة ما لم يكن هناك وعى بالحاجة إلى التجديد المتواصل, وتحديد مكامن الخلل الذى تخفيه الانتصارات لكى لا تتراكم تداعياته، وتؤدى إلى انتكاسة.جاءت الانتكاسة هذه المرة شديدة. خسر الأهلى دورى أبطال إفريقيا، وتلقى هزيمة ثقيلة فى تونس، ثم غادر بطولة الأندية العربية، فى موسم ينذر بترتيب متأخر فى مسابقة الدورى العام على نحو لا يليق بتاريخه، وبإمكاناته المهدرة أيضاً.

غير أن «الانتفاضة» المترتبة على الانتكاسة المهينة لا تدل على عودة الوعى الغائب، بل تعيد إنتاج «الحلول» الجاهزة أو المعلبة مثل استبدال الجهاز الفنى، والركض وراء لاعبين جدد لشرائهم فى موسم الانتقالات الشتوية، وبالطريقة العشوائية نفسها التى يمكن أن تؤدى إلى تحسن وقتى، دون معالجة الخلل البنائى الذى يعود إلى غياب رؤية واضحة لقطاع الناشئين، وعدم وجود سياسة لصقل مواهبهم، وانتقاء الأفضل بينهم، والعمل المنظم لتدعيم قدراتهم، بحيث يشكل هؤلاء القوام الأساسى لفريق الكرة.

وهذا هو ما يضمن فريقاً يملك روح الفانلة الحمراء المفقودة الآن.وليس عيباً أن يأخذ النادى الأهلى درساً من تجربة نادى وادى دجلة، الذى نجح فى بناء قطاع ناشئين آخذ فى التقدم، منذ أن أقام تعاوناً مع نادى أرسنال الإنجليزى، ثم استعان بمانويل جوزيه، لبناء مدرسة لصناعة لاعبين واعدين.

ويمثل هؤلاء الناشئون الآن أغلبية لاعبى الفريق الأول الذى سيكون له شأن كبير تدريجياً لأنهم يكتسبون الثقة والخبرة مباراة بعد أخرى. وحتى فى أوروبا حيث أصبحت سوق الانتقالات هى المحدد الرئيسى للعبة، تعتمد أندية كبيرة وغيرها على ناشئين. وليس كيليان مبابى فى باريس سان جيرمان، وسانشو فى دورتموند، وماديسون فى ليستر، إلا مجرد أمثلة. ويتميز الأهلى بوجود ناشئين مميزين لديه فى مختلف فرقهم. ولكن تنقصه رؤية وسياسة لإدارة هذا القطاع.

*نقلاً عن الأهرام المصرية