صلاح السقلدي يكتب:

العند.. اختراق عسكري وتضليل إعلامي

منذ الساعة الأولى لحادثة قاعدة العند العسكرية التي استهدفتها طائرة حوثية مسيّــرة، صباح الخميس، عن بُــعد، ذهبتْ الشرعية إلى صرف الأنظار بعيداً عن التعرض للأسباب التي أدت إلى حدوث هذا الاختراق العسكري الخطير -وهو ليس الأول من نوعه الذي تتعرض له-.

فلم يقف إعلام الشرعية وأصواتها في القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية وبرامج التواصل الاجتماعية على الأسباب التي أدتْ إلى هكذا اختراق، وهي التي تمتلك القدرات التقنية الهائلة وتتلقى الدعم العسكري الكبير، وذهبتْ عوضاً عن ذلك إلى تصوير الحادثة بأنها حادثة إرهابية -وكأن هذه الطائرة قد استهدفت مدرسة ابتدائية أو مجمعا استهلاكيا أو مستشفى للأمومة والطفولة- وليس قاعدة عسكرية.

...كما اعتبرتها –وبطريقة طريفة وبخفة دمها المعهودة- على أنها انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في السويد، مع يقينها، أي الشرعية، بحقيقة أن المنطقة التي حدثت فيها العملية ليست مشمولة بمناطق وقف إطلاق النار.

كما أن اعتبار هذه العملية عملية إرهابية في خضم حرب عسكرية يمثّــل استهانة بعقول الناس وتهربا صارخا من تسمية الأمور بمسمياتها بعيداً عن التضليل والتهرّب من الاعتراف بالإخفاق، بل قل الاعتراف بالخيانة في صفوفها.

فكيف وصلت هذه الطائرة إلى هذا المستوى من الدنو- امتار قليلة من المنصة؟ وكيف قطعت مئات الكيلومترات دون اعتراض، على افترض أنها أتت من مكانٍ قصي، وإن كانت أتت من مكانٍ قريب فالفضيحة أعظمُ؟ ومن أرسل الإحداثيات بالمكان والزمان بهذه الدقة -بالساعة والدقيقة-؟ وأين المضادات الجوية التي لطالما تحدثت عنها الشرعية والتحالف في العند؟

ثم كيف يتم إقامة استعراض عسكري في غمرة حرب شاملة وعلى تخوم أرض المعركة، فمنطقياً أن تكون كل الأماكن -وتحديداً المعسكرات والقواعد المهمة كقاعدة العند- ساحة حرب مفتوحة وأماكن استهداف متوقعة إن لم يكن ثمة اتفاق على عكس ذلك؟

هذه الأسئلة وغيرها نراها حائرة في عيون العوام من الناس المشدوهة بما يجري بالساحة، وهي ليست الحالة الأولى التي تتملّكها بهذه الدهشة والحيرة.