د. عيدروس النقيب يكتب:

إخوة خالد اليماني يقصفون العند!!

في حديثه عن مصافحته لرئيس وفد الحوثيين إلى محادثات راين بوو قال خالد اليماني أن محمد عبد السلام أخي في الأول والأخير، جاء ذلك بعد أن أعلن تحفظه على مشاركة وفد جنوبي في محادثات الحل النهائي في إطار أي عملية سياسية تتعلق بالأزمة اليمنية وقد جاءت حادثة اليوم في العند لتبين للسيد اليماني كم هم إخوة شديدي الحنان على الجهات التي يمثلها.

العملية الغادرة التي تعرض لها ميدان الاستعراضات العسكرية في العند، التي أقدمت عليها الجماعات الحوثية بعيد أيام مما يفترض أنه "بدء تطبيق" اتفاق راينبوو في السويد تبين لنا مدى عدم جدية الجماعة الحوثية في الانتقال من الحرب إلى الحل السياسي.

ولن أعلق على الطبيعة الغادرة للجماعة الحوثية لأن هذه الجماعة لا يمكن الركون عليها ولا الثقة فيما توقعه من مواثيق ولا ما تعلنه من تعهدات، فثقافة التعهد بشيء والعمل بعكسه هي جزء من ثقافة عامة يعرفها اليمنيون ، ثقافة تقوم على اعتبار المواثيق والتعهدات مجرد عمليات تكتيكية في إطار المعركة أو جزءً من هذه المعركة نفسها ووجهاً آخرَ من وجوهها وللجنوبيين تجربة مريرة مع هذه الثقافة التي عنصرها الرئيسي الكذب والخداع والاستدراج والمكيدة.

السؤال هو كيف مرت هذه العملية على أجهزة الاستطلاع العسكري والدفاع الجوي، وكيف حومت الطائرة المسيرة فوق رؤوس المحتفلين دون أن يتساءل أحدُ: من أين أتت أو ماذا تستهدف مع أن عشرات الألوية والعمداء والعقداء كانوا موجودين على منصة الاحتفال.

الحادثة بينت أن الرتب العسكرية والنجوم والتيجان والسيوف المعلقة على الأكتاف لا تعني سوى أداة من أدوات الزينة، بينما يستطيع بعض الصبية أن يحدثوا هذه الاختراق الذي ربما تكون قيمته الإعلامية مزلزلة ناهيك عن الأضرار البشرية والمادية التي لا يمكن التستر عليها، والتي ستكشف نتائجها النهائية الأيام وربما الساعات القادمة.

الرحمة للشهداء والدعاء لجميع الجرحى بدون استثناء بالشفاء العاجل: وأخص هنا الزميل اللواء محمد صالح طماح الذي كنت وإياه ومجموعة من الزملاء على مدى حوالي أسبوع في عدد من المجالس في مدينة الرياض نتناقش في كثيرٍ من الهمومٍ المشتركة ونتفق في معظم المواقف ولم نختلف إلا في جزئيات شبه عديمة الأهمية.