رئيس التحرير يكتب:
رسائل آل الجابر للجنوبيين
كتب الكثير من الكتاب والصحافيين والناشطين الجنوبيين حول تصريحات سفير السعودية لدى اليمن، محمد آل الجابر "بريمر" الجديد، وهي التصريحات التي اتفق الكثير من الجنوبيين على انها مستفزة لهم ولقضيتهم.
الزميل العزيز الحامد عوض، ارسل لي على واتس آب قائلا "نريد تعليقك على مقابلة آل الجابر؟".
ولأن الكثير قد قدم قراءة مطولة لما ورد في مقابلة آل الجابر ومنهم العزيز صلاح السقلدي، الا اني اود التنبيه الى نقطتين مهمتين وردتا في المقابلة، لم يشر لها البعض أبدا.
الأولى :"قال الجابر ان القضية الجنوبية معقدة، وانه لا يمكن حلها عسكريا"؛ ولتفسير ذلك، أراد الجابر القول ان هناك أكثر من طرف في الجنوب، وكل طرف يريد حل حسب مزاجه، فمنهم من يطالب بالاستقلال ومنهم من يطالب بدولة الأقاليم الستة والبعض يطالب بالوحدة اليمنية.. حسب زعمه.
وبالتالي يقول الجابر انه "لن يسمح للحكومة الشرعية بفرض أي حلول عسكرية، لكنه في ذات الوقت ألمح الى ان لا خيار امام الجنوبيين الا القبول بمشروع الاقلمة، التي قدمت لوأد القضية الجنوبية.
ربما أراد آل الجابر القول "ان الحكومة اليمنية تسعى الى فرض حلول بقوة السلاح، ولكن هذا من وجهة نظر لن يحل مشكلة الجنوب"، كما يقول.
استعرض السفير السعودي قدرته كحاكم فعلي لليمن من خلال القول "انه قد تم تسليم محافظات المهرة وحضرموت وشبوة لسلطات اليمن الشرعية، وانه لم يتبق الا محافظات أبين وعدن ولحج لتسليمها".
وجه آل الجابر تهديدات مبطنة للجنوبيين، وخيرهم بين الموافقة على مشروع الحكومة الشرعية او الفوضى وداعش والقاعدة، بل انه قال ان داعش والقاعدة انتقلت الى اليمن.
تصريحات ومواقف آل الجابر ضد الجنوبيين، هي بكل تأكيد لي ذراع، فهو اظهر موقفا مناهضا للجنوبيين، ومرحبا بالحوثيين وبالشراكة في حكومة وحدة وطنية (ان هم) وافقوا على الحلول السياسية المطروحة، لكن لو رفضوا وهذا الأرجح فالسعودية سوف تواصل صرف المزيد من الأموال لقيادات الهضبة الزيدية على امل ان يتم كسر طوق صنعاء.
موقفنا ضد تحركات بريمر أظهرناه منذ اول يوم استقبل فيه الرئيس هادي في المهرة، يومها قال للجميع "انا من يحكم".
يجب على قيادة الجنوب ان تأخذ تصريحات آل الجابر بمحمل الجد، فهو وضع الجنوب بين مشروعين أحلاهما مر "الموافقة على مشروع دولة الأقاليم او سقوط الجنوب في فوضى القاعدة وداعش"، التي قال انها انتقلت من سوريا الى اليمن.
ولا ننسى عشرات الآلاف من المرتزقة الافارقة الذين توافدوا على الجنوب منذ العام 2015م، ثم اختفوا في صحارى مأرب دون ان نعلم عنهم شيئاً.