صلاح السقلدي يكتب:
قراءة في تصريحات السفير السعودي
*أكيد أنهم جزء من العملية السياسية القادمة بدليل أنهم أحد طرفي طاولة المشاورات، ليس لأنهم قبلوا بالمسار السياسي بل لأنهم فرضوا ذلك من البوابة العسكرية وإلا لكانوا في قارعة النسيان أن هم انتهجوا مع التحالف أسلوب التملق والإذعان والخدمة المجانية كما فعل البعض.
- 2- السفير:(( سنستمر في دعم الحكومة اليمنية حتى وإن كانت جماعة الحوثي جزءاً منها في حال قبلت بالتخلي عن السلاح وتحولت الى حزب سياسي)).
لو كانوا حزباً سياسياً منزوع الأنياب والمخالب لافترستهم الضباع، ولنا في تجربة الحزب الاشتراكي عبرة حين افترسته الضباع وبالت عليه الثعالب في حرب 94م.
- 3 السفير- ((مشكلة اليمن معقدة، و لا يمكن حلها بيوم واحد، فهناك قضية معقدة في الجنوب، و لا يمكن حلها عسكريا. فمحادثات الأمم المتحدة فتحت الباب لخريطة طريق لحل جميع المشاكل اليمنية، وسوف تحل تلك المشاكل عبر المحادثات)).
عبارة: لا يمكن حل قضية الجنوب حلا عسكريا، عبارة مبهمة, ولكن أكيد أن المعنى في بطن السفير.
-4 السفير- لن نسمح لتحول اليمن لعراق جديدة مثلما حدث بعد سقوط بغداد بيد الأمريكيين، وعلى الأطراف اليمنية بما فيهم الأحزاب والحوثيين والجنوبيين للمشاركة في حكومة كفاءات سياسية والعمل معا لإيجاد خارطة طريق، و سوف يحتاجون للوقت والذي قد يمتد إلى سنتين أو ثلاث أو أربع سنوات لبدء استعادة بلدهم)).
كيف يشارك الجنوب بخارطة الطريق هذه، وقد استبعدتموه من أول جولة مشاورات بالكويت وحتى السويد؟ وتفرضون عليه فيتو على اية مشاركة قادمة، وحتى لو اشر كتمونه مستقبلا في ظل شروط مسبقة تتشرطونها ان تكون مشاورات مستندة على المرجعيات الثلاث، فما جدوى مشاركته في مشاورات قد تم حسمها من قبل أن تبدا؟, هذا في حال أن رضيتم عليهم بالمشاركة أصلاً. اما مسألة إشراكه بالحكومة التي سيتفق عليها طرفي الصراع الحوثيين والشرعية فهذا أمر متوقع أن يتم انتحال اسم الجنوب كما درجت العادة منذ بداية الحراك. اما حكاية سقوط العراق فالأفضل أن لا يتحدث عنه السفير لأن بلاده كانت رأس الحربة بالحرب عليه و مساهمة بشكل مباشرة وغير مباشرة بإسقاطه بيد الأمريكان اولاً والإيرانيين ثانيا.
- 5 السفير- التأخير في تنفيذ الاتفاق قد يكون عائدا إلى محاولة بناء العلاقة مع الطرفين)).
كلمة" الطرفين " هو اعتراف جديد من السفير بشأن اعتبار الأزمة باليمن بين طرفين سياسيين متكافئين.
- 6 السفير- ستنضغط على الرئيس هادي لقبول إطار الحل السياسي الشامل إذا ما تم تنفيذ اتفاق السويد، حتى وإن تضررت سلطة هادي)).
لا تحتاج كائنات الفنادق الى ضغوطات سياسية حتى ينصاعوا لرغباتكم وأطماعكم، فيكفي أن توقفوا عنهم مكيفات الفنادق ولا نقول معاشاتهم ومخصصاتهم اليومية والشهرية ليبصموا لكم بعد ذلك بالعشر على ما تريدوا حتى ولو باعوا لكم البلاد والعباد, شمالها وجنوبها.
-7 السفير- كان من المفترض أن يخوض التحالف العربي الحرب في الحديدة إلا إننا تعرضنا لضغوطات من حلفاؤهم الأوربيين والأمريكيين لمنع انطلاق معركة تحرير الحديدة،, فإذا كنا هاجمنا مدينة الحديدة ومينائها فإن ذلك سيضع حلفائنا الغربيين أمام وضع سيء بالنسبة لشعوبهم، وكانوا أمام خيارين :الاستماع لشعوبهم وذلك سيؤذي التحالف، أو المضي مع التحالف في عملية السيطرة وذلك سيحرج تلك الحكومات ويفقدها سلطتها ،لذلك تم عقد صفقة تراعي مصالح تلك الحكومات ومصالح التحالف، فساعدناهم وساعدونا، وجرى الضغط على الحوثيين للقبول بالمفاوضات)).
يعني انتم تعرضتم لضغوطات من الأوروبيين ، والحوثيين هم من انصاع للضغوطات؟ . فزورة لذيذة.
-8 السفير- إعادة البناء، التطوير ستتم في المحافظات التي لم تشهد حربا مثل المهرة وسقطرى وحضرموت والمهرة ومأرب والجوف)).
لا يمكن تفسير تهربكم من الشروع بإعادة الإعمار إلا بأمرين: أولاً إبقاءكم على هذا الموضوع كورقة ضغط سياسية مستبقلية بوجه كل الأطراف اليمنية بما فيها بالطبع شراءاكم, وإلا ما الذي يمنعكم من اعادة إعمار عدن مثلاً وهي بمتناول أيديكم منذ أربعة أعوام تئن تحت الأنقاض؟. ثانياً: اتخاذكم من موضوع الإعمار ذريعة لترسيخ وجودكم العسكرية والاقتصادي بالمحافظات الدسمة التي لم تطلق فيها رصاصة واحدة ولم تسقط فيها حجرة من مبنى وعيونكم تجحظ نحوها بقوة كمحافظة المهرة –نافذتكم الاقتصادية والنفطية المستقبلية على بحر العرب، ومحافظة حضرموت التي تشكل في خطابكم الإعلامية بالآونة الأخيرة الضلع الثالث: الشمال والجنوب وحضرموت.
-9 السفير- نستغرب من تجاهل جميع منظمات الأمم المتحدة لميناء عدن، يتجاهلوه لأنهم يرغبون في انقاذ الحديدة.. قدمنا رافعتين لميناء عدن و رافعة لميناء المكلا في حضرموت)).
كيف تكون المنظمات الأمم المتحدة تتجاهل الميناء وهو بيدكم؟ فعلى من تقع المسئولية ؟؟ أما موضوع الرافعتين، فقد حفظناه صم من كثر التكرار.
- 10 السفير-وجود شبكات تهريب للقات والمخدرات من الأراضي العمانية المحاذية للمهرة، لازالت مستمرة في القيام بوظائفها من قبل الحرب، على طول 5 كيلو متر، مستغلة ضعف الجانب اليمني)).
لا نعرف كيف يتم تهريب القات من عمان الى اليمن؟ فهل هذا هو العذر بعيد المدى لبقائكم بالمهرة بعد أن انتهت حكاية تهريب الصواريخ البالسيتية من عُمان الى صعدة؟؟.