حسام عبد الحسين يكتب لـ(اليوم الثامن):
يا أهل الأرض قد قتلت رهف
وداعاً صديقتي رهف، هذه اخلاقنا تخضع لحكوماتنا، وداعاً صديقتي رهف قتلكِ الجهل في حياة لا عدل فيها، قتلتكِ ايادِ متوحشة دون رحمة، تألم جسدك كآلام بلدك، صرخ صوتك كصراخ الكادحين، توقفت انفاسك كأنفاس المضطهدين، لا ادري يا رهف كيف ابكيك صارخاً وجازعاً.
دعيني احدث الحيطان والارصفة عنكِ، دعيني ادون للتاريخ اعظم احداثه، دعيني اقم ثورة للعمال والايتام من اجلكِ، دعيني اقم مأتما داخل سجون العدالة، وارقص مع آهات وويلات الصعقات ومرارة الكدمات، دعيني احرق لمن ارادك ان تعيشي بذل، لذا دعيني اعلن لا حياة في بلدي، فالموت كفيل ان يواسيني.
حيث يجعلك الزمان دون قدرة، ودون قوة، ومن غير حقوق، دون قانون يحميك، وبلا عائلة تواسيك، ودون اب يرعاك، وبلا ام تحتضن جسدك الباكي، هذا زمان نشكتي به حيرة بعضنا، والمسامير العنيدة تدق جميل ما عندنا، تصر على قتل كل شيءٍ يضاهي شموخك، يجادل جمالك، حتى سنواتك السبع ذبحت بسبعين مسمارا، فيا لصبرك الحزين سيدتي!
حينما رأيتك غامضة العينين وهيبتك تهز العالم، ورأسك يئن دما عبيطا، رأيت فيك هيبة الثائرات المنتصرات، الاميرات الحسناوات الملكات، انحنيت لك، وكالثائر رفعتك في السماء وصرخت يا بلدي هذه اجمل النساء ما هو جرمها؟!
بكت الجماهير بصوت الجزع وحزن العالم من كبر الحدث، ومضت الطفولة اسيرة الظلم، واشتد انين الانسانية، وانهال الظلام في عينيك وقلت وداعاً...
لا يكفي يا رهف ان تسجن زوج ابيك، ولا يكفي ان يعاقب ابوك، ولا يكفي ان تلعن الحياة الف لعنة، بل يجب ان تقام دولة ترعى حقوق الطفل، المراة، الحيوان، الرجل، العامل... يجب ان تكون هناك دولة تؤسس مؤسسات ارشادية تربوية ثقافية توعوية... يجب ان تكون هناك دولة فيها حقوق وواجبات...
يمكن ان يكون مقتل رهف صرخة عالمية من اجل حقوق الطفولة والانسان في العالم، لذلك سأبقى صارخا: يا اهل الارض قد قتلت رهف...