انور الصوفي يكتب :

بأيدينا سنعمر أبين .. فخذوا نعاجكم

أبين ولادة الرجال، ولا تلد إلا الرجال الصناديد، ولا يقودها إلا الأبطال، ولا تنقاد هي أصلاً إلا لمن رأته جديراً بقيادتها، فهذه هي أبين لا يأتي منها إلا القادة، وأي قادة يأتون منها، إنهم كالجبال الراسيات، فلا نجد لهم وصفاً عند شعراء الجاهلية إلا قول قائلهم: 

إذا بلغ الفطام لنا صبي * تخر له الجبابر ساجدينا
فمن بين ذرات رمالها جاء نمرها أبوبكر حسين سالم، هذا المحافظ الناجح في زمن المدلهمات.

لا أقول قولي هذا اعتباطاً، ولكن قولي وافق فعال هذا الرجل الصادق الذي تحدث في وجه المنظمات الداعمة، فقال لهم وبصريح العبارة، نريد دعماً في الكهرباء، والطريق والصحة، والتعليم، وثنى عليهم بقوله: لا تحملوا لي نعجتين أو ثلاث وتقولوا قدمنا دعماً، وقال أيضاً لا تحملوا لنا بذوراً فنحن محافظة زراعية ونستطيع أن ندعمكم بالبذور فعندنا أجود أنواع البذور، قال كلامه متوجهاً للمنظمات الهزيلة التي ترى النعاج الهزيلة دعماً، فمن حمل لنا نعجة، صورها وقال، دعمنا وقدمنا، وفي حقيقة الأمر إنه لم يقدم شيئاً، فمن كان دعمه متوقفاً على ذلك فليحمل نعاجه، وليذهب عنا.

لقد دأبت الكثير من المنظمات على العمل في مجالات لا ترتقي لمسمياتها كمنظمات داعمة، فالبلاد بحاجة لمشاريع عملاقة في المجالات الخدماتية كافة، أما عهد النعاج الهزيلة التي لا تقوى على حمل نفسها حتى تصل إلى السوق لبيعها، فهذا لا يعد دعماً، ولقد صرح بذلك محافظ محافظة أبين، هذا الرجل الذي شرع في بناء محافظته وبيده، وأيدي الشرفاء من أبنائها، لم يكن كلامه أمام المنظمات كلاماً لمجرد الاستهلاك الإعلامي، فمثل نمر أبين لا يحتاج إلى الإعلام، بل أن الإعلام هو الذي يحتاج لمرافقته ليسجل جديداً، ويفوز بسبق إعلامي.

لقد حوَّل محافظ أبين كلامه إلى أفعال، فقد كان بالأمس بين مزارع الدلتا يجني ذهبها الأبيض (( القطن)) الذي به وبغيره من ثروات أبين سنستغني عن كل المنظمات، فتخيلوا هذا الرجل بين المزارعين يشد على أيديهم، ويرفع من معنوياتهم، فصدقوني أبين بخير مع هذا الرجل، والله إنها بخير برجالها أمثال هذا المحافظ.