انور الصوفي يكتب:

يا فخامة الأخ الرئيس الدائرة تضيق حولك فتنبه

كل ما حولك يا فخامة الأخ الرئيس بحاجة لمراجعة، فمستشاروك رغم كثرتهم إلا أن عملهم لا يرقى لمستوى رئاسة الدولة، إلا القليل النادر منهم، وأنت تعرفهم.

محيطك الإعلامي يكاد يكون صفراً بالنسبة للهالة الإعلامية التي يمتلكها خصومك، فقنوات الشرعية باهتة، وأخبار قادة الألوية مع عرض صورهم أكثر من الاهتمام بكم كرئيس للبلد، والمواقع التابعة لكم لا ترقى لمستوى المواقع المحترفة، وكتابكم المنافحون عنكم، مهملون، ولم تعطَ لهم الفرصة للمشاركة في دورات تأهيلية، ولا فرص لهم للكتابة في صحف رسمية، وأهلية، فكل ما نقرأه مجرد اجتهادات شخصية لمحبيكم.

فخامة الرئيس: كل يوم يتضح لنا وكأنكم بلا مكتب، فلا تصريح، يوضح للناس ما يجري في البلاد، ولا شجب لكل ما يعتمل في البلد، ولا قرار رادع لكل من يخالف، خاصةً من المخالفين المنتمين لشرعيتكم، فتبدى لنا، وكأن محيط مكتبكم قد دخلوا في سبات عميق، وناموا نومة قد لا يفيقون بعدها أبداً.

فخامة الأخ الرئيس: قلت لكم في مقال سابق إن الحرب القادمة هي حرب إعلامية بامتياز، وكل من تسنم الإعلام، فحظوظه من النصر كبيرة، ولكن يبدو أن كل ما نقوله لا يصل إليكم، ويبدو أن المحيطين بكم يتكتمون عن كل شيء، وإني أرى الدائرة حولكم تضيق، فلم يعد صوت الشعب يصل إليكم، وهذه مصيبة كبيرة، فصوت الشعب هو من يبحث عنه الحكام، فصوتهم هو ترياق الحكم، ولو تحول صوتهم إلى صراخ، فسيستفيد منه الخصوم، وساعتها لن يفيد النصح، ولا الترقيع، وسيهرب من يضيقون حولكم الدائرة، ويتركونكم في مركزها وحيداً، فتنبه، فإني لكم من المحبين.

فخامة الأخ الرئيس: تصدق أن قناة اليمن اليوم، والإعلامي فيها محمد منصور يعد أثقل من كل مذيعي قنوات الشرعية، أتدري لماذا؟ لأن ولاء كل قناة تابعة للشرعية، وكل مذيع تابع للشرعية ولاءه لقائده، وولي نعمته، فلو ذكروكم لابد من رفدكم بنائبكم، ووزير دفاعكم، أو القائد الفلاني، والعلاني، فسلاح الإعلام، هو سلاح العصر، فاهتم به، فجهودك كبيرة، وجبارة، ولكن إعلامكم لا يوصلها للناس، ولا يبث البرامج التي توضح للناس كل ما تقومون به تجاه هذا الوطن، ولا يفردون المقالات، ولا التقارير عن إنجازاتكم، بقصد أو يمكن يكون ضعفاً، والمواطن يتأثر بالإعلام سلباً أو إيجاباً، فسلاح الإعلام بتار، وخطير، فليكن هو سلاحك، أما لو عملت ما عملت، ولم يكن لديك الإعلام، فهو عمل أبتر.

فخامة الأخ الرئيس: صمتكم حسن، ولكن حسِّنه بخطاب بعد الفينة والأخرى، صرح للناس، وأخبرهم بأنكم معهم، وأن الغمة ستزول، فليس جميلاً أن يجوع الشعب، ولا يجد من يواسيه، ويعطيه الأمل في المستقبل، فما أضيق العيش -يا فخامة الرئيس- لولا فسحة الأمل، أعطونا الأمل بعودة الحياة، وانتهاء الحرب، فالحرب كريهة، قبيح منظرها، نتنة رائحتها، فانهوها، واجعلوا الإعلام سلاحكم، وغصن الزيتون شعاركم، وستنتصرون، بإذن الله.