محمد فؤاد الكيلاني يكتب لـ(اليوم الثامن):
رسائل من زيارة الأسد إلى إيران
سوريا المنتصرة في الحرب الكونية على الإرهاب ، تحدت العالم بمساعدة حلفائها من إيران وروسيا ، وأفشلت مشروع صفقة القرن المزعومة والمرفوضة من قبل العرب .
ذهب الرئيس السوري إلى إيران بزيارة قصيرة فوق ارض وسماء ملتهبتين وعقوبات على إيران منذ سنوات وبشكل مُفاجئ، وكان هذا تحدياً للعالم وتحدياً للحصار على إيران .
ما هي الدلالات التي تحملها مثل هذه الزيارة ؟
كل السيناريوهات في سوريا مطروحة منذ اندلاع الحرب على الأراضي السورية وحربها على الإرهاب مُنذ ثماني سنوات، وكان الهدف من هذه المؤامرة تقسيم الأراضي السورية ونهب ثرواتها؛ وفي ذات الوقت تركيا تبحث عن حدود آمنة بجوارها مع الأكراد لتكون تحت سيطرة الأتراك ، وسوريا تريد الأكراد تحت حمايتها.
ومن ناحية أخرى إيران تهدد إسرائيل باستمرار وتتوعد بحرقها ، وروسيا فارضة سيطرتها في الشرق الأوسط ، وأصبح لها نفوذ ، رُبما هناك شيء يدار في الخفاء ، غير واضح المعالم ، النتن ياهو اجل زيارته أو ألغاها لروسيا بعد رفض روسيا طلب إسرائيل بإطلاق يدها في سوريا .
إيران تبحث عن موضع قدم في سوريا ، وتطالب بحصة لها بإعادة الإعمار ، واستقبال الرئيس السوري في إيران تفتح كل الأبواب أمام هذه الزيارة المهمة والتاريخية في هذا الوضع الدقيق بالشرق الأوسط.
هناك دول في العالم ترفض مثل هذه الزيارة وتحديداً بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، والتعاون التركي الروسي السوري الإيراني على الحدود مع تركيا والخلاف على الأكراد .
برغم من الضغوطات المُترددة الأمريكية على سوريا بان تريد إسقاط الأسد تارة وتارة أخرى تريد إبقائه ، فهكذا وضع مُتذبذب من اجل مصالح أمريكا والبحث عن المال، من شأنه أن يضع أمريكا في منأى عن العالم وفرض سيطرتها كما كانت في السابق ، ومحاولة أمريكا إسقاط مادورو المنتخب ديمقراطياً من قبل شعبه وتحريض دول الجوار لفنزويلا لإسقاطه كلها باءت بالفشل .