انور الصوفي يكتب :

أكرر للمرة الثانية .. عاده مرج

الليلة قُطِعَت الشوارع في عدن، الكل يتساءل، لماذا تُقطع الشوارع؟ ماذا سيستفيد المواطن من قطع الشوارع؟ الليلة في كل جولة نار، وفي كل مترس أشخاص يتمترسون، ولا يفصل بينهم سوى رمية حجر.

عدن اليوم تشبعت بالمجاميع المسلحة، وكتبتُ قبل فترة من الزمن مقالاً تحت عنوان عاده مرج، ووضحت فيه أن البلاد، وعدن خاصة لا يمكن أن يحكمها رئيس، وبجانبه مليشيات مسلحة، لا يمكن أن تتعايش القوات النظامية مع المليشيات المسلحة المختلفة، فلابد من مرج ليصفى الصافي، لا بد من نظام، ودولة ترعى حقوق المواطن، أما أن تظل البلاد هكذا هملاً، وكل مجموعة تتكيف كما تشاء، هذا شيء غير مقبول.

لابد من مرج، ولابد من حاكم واحد، هذا الحاكم هو من ارتضاه الشعب، وهو من يقوم بأمورهم المختلفة، وهو الممثل أمام العالم، لابد من سيطرته على الوضع، فلو كان هناك رئيسان لتنازعا الأمر، ولفسدت البلاد، ولهذا لابد من مرج، ليرى كل واحد حجمه.

لست داعية للحرب، ولست محرضاً عليها، ولكنني رأيت أن الوضع لا يحتمل قوتين تتصارعان على أرض واحدة، لابد من أن تنتصر الدولة، ليأمن المواطن على حياته، وعرضه، وماله، لتأمن البلاد على مصالحها، لهذا لا بد من مرج، أما أن تظل البلاد هكذا ثور وبعير، هذا لا يصلح.

لا بد من مرج، تعبنا من الهنجمة الكاذبة، تعبنا من الفشخرات فوق الأطقم، أرهقتنا الرايات كل مجموعة مسلحة معها علم، وكل مجموعة معها صورة، وكل مجموعة لا يدينون بالولاء إلا لفلان، أو لعلان من الناس، نريد الكل يخضع للقانون، للدولة، نريد دولة واحدة، أما دول داخل دولة فلا نريده، ويجب أن يرفضه الكل، وإلا إذا ما رضي الطرفان بهذا عليهم الاحتكام لمرج، وأظن إن عاده مرج، هذا ما تمخضت عنه الفترة الماضية، وقد بدأ مخاضه هذه الأيام، فنسأل الله أن يستر، وأن يتعقل الجميع، وأن تدخل كل المجاميع المسلحة في كنف الدولة، وإلا ماشي معذرة من المرج.