ازمة سياسية بين القوى في الشمال
الامارات والجنوب المخاوف والمصالح!
بين ليلة وضحاها من الغياب والاهمال والتجاهل الى الاهتمام الكبير والتدخل الواسع هكذا كان تاريخ 26 مارس يوم انطلاق عمليات عاصفة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة دولة الامارات العربية التي اصبح هناك انطباع عام لدى الجنوبيين انها هي من تدير ملف الجنوب بالكامل .
كمتابع شاهدت والتمست قوة التأييد للتحالف والامارات والتمس ايضاً انخفاض ذلك لتطرى الشكوك والمخاوف .
لقد كان للإمارات دورا كبيرا في عمليات التحالف وكذا الاغاثة وكجنوبي ارفض من يهاجم دولة الامارات فنحن ممتنين لها بمشاركتها لنا معركة التحرير التي امتزجت فيها دماء الجنوبيين بإخوانهم الاماراتيين لقد كانت معركة وطنية وقومية التقت فيها المصالح فالمعركة ايضاً مرتبطة بأمن ومستقبل الخليج .
نحن مؤمنون بمقولة ان من لا يخطأ لا يعمل ودولة الامارات قد تكون لها سياسات بحاجة لمراجعة شاملة وشجاعة كما قد سبق وراجعوا سياسة الاهتمام باليمن .
طوال تلك السنين التي لحقت 1990 لم يفهم الكثير حقيقة القضية الجنوبية وهي قضية دولة توحدت مع جارتها كحال الوحدة السورية المصرية ولقد كان اشقائنا في الدول العربية متجاهلين لقضيتنا ونعتقد ان الوقت قد حان لمعالجة هذه المشكلة وحلها حل عادل يحفظ وحدة الجنوب والاحتكام لإرادته في تقرير مصيره .
لقد فقد الجنوبيين الثقة بكل الساسة وقد كانت تجربتهم مع الدولة الجارة التي غدرت بهم تجربه مريرة اليوم الجنوبيين لديهم مخاوف تجاه الشرعية تجاه التحالف بكل دوله بأن قضيتهم وتضحياتهم لا مكان لها وان المرحلة القائمة ستنتهي وينتهي معها الحاجة للجنوبيين وسينتهي الامر بفرض مشاريع على الجنوبيين لا يقبلوها .
الكثير من من يهاجم الامارات لديهم دافع ايدلوجي مرتبط بموقف الامارات من الاخوان ودور الامارات في مصر و ليبيا هؤلاء هم من ينكر الجميل وتتقدم مصلحته الحزبية على الوطنية وفي نفس الوقت نحن في اليمن عامة والجنوب خاصة بحاجة الدور الاماراتي بعيداً عن حربها مع الاخوان والمصنفين كتابعين له كمثل حزب الاصلاح وهو حزب يمني نختلف معه نعم الا اننا مع انهاء الصراع القائم ومع رفض أي صراعات جانبية ومع تسوية سياسية عادلة لن تكون الا بالشراكة مع الجميع ونعول على الامارات في تحقيق تلك التسوية .
في اليمن عامة والجنوب خاصة الكثير من التناقضات والتباينات السياسية والمناطقية وحتى الطائفية وعلى دول التحالف ان تقف بمسافة واحدة من الجميع وتساعد الجنوبيين على ادارة شؤونهم والشماليين على ادارة شؤنهم وتساعد على شراكة حقيقية بين شمال و جنوب وهناك تحدي امام دول التحالف في ارساء تلك الشراكة وتحقيق الديمقراطية في بلد جمهوري تعددي وليس ملكي فلليمن طبيعة خاصة ومختلفة !
لقد اشرنا لوجود ازمة ثقة تجاه الساسة والدول وهناك من يعمل على استغلال تلك الازمة لبث شائعات تزيد من التخوفات بأن الامارات لديها مشاريع خاصة لديها مطامع و وصل الامر الى ترويج ان الامارات تسعى لعمل استفتاء لسكان سقطرى للانضمام للإمارات كالاستفتاء الذي عملته روسيا لجزيرة القرم مؤخراً وكذلك شائعات تتعلق بميناء ومطار عدن وشائعات اخرى ان الامارات تتصرف حتى دون الرجوع للشرعية التي تدافع عنها .
كل هذه الشائعات والتخوفات تزداد يومياً مع ازدياد النغمة تجاه الشرعية والتحالف على الحال القائم في المناطق المحررة ونرى ان لا صحة لتلك التخوفات فدول التحالف تعلم ان الدول التي لها مطامع لا يستقر لها حال وتكسب عداوات الشعوب فقط فكل دول التحالف غنية ومستقرة وما اتت الا لإنقاذ اليمن وهي مع امن واستقرار واستقلالية وسيادة اليمن وحل اشكالياته وفي مقدمتها قضية الجنوب .
لقد دعمت دول الخليج الاتفاقية الخليجية ورئاسة هادي ثم اتضح ان هذا غير كافي فحصل الانقلاب والحرب القائمة وان يدعم الخليجين الدولة الاتحادية الستة اقاليم سيقودهم مجدداً نحو الفشل لليمن وللمنطقة فالاقاليم اتت كحل لقضية الجنوب والتفاف على قضيته ففي حين كانت القضية قضية جنوب وشمال يجب حلها بالاقليمين اتت الاقاليم لتمزق الشمال والجنوب وتثير المخاوف والتخوفات وتؤسس لهويات جديدة وصراعات مناطقية وطائفية وتبقي على القضية الجنوبية قائمة دون حل ما يعني استمرار الا استقرار .
الاقاليم لا تحل قضية الجنوب ولا قضية المركزية التي يكمن حلها في الولايات كل ولاية تدير شؤونها وتختار حاكمها ولايات الجنوب ضمن اقليم جنوبي موحد وولايات الشمال ضمن اقليم شمالي موحد هنا يحقق التحالف والامارات مصلحتهم في ايجاد يمن متوازن مستقر وحليف دائم لا تتهم اجياله دول التحالف بتمزيقه .
هناك ازمة سياسية بين القوى في الشمال وكذلك في الجنوب والجنوبيين يفتقرون للقيادة والعملية السياسية وان دعمت الامارات هذا بكل وضوح وشفافية ستترك اثر كبير لدى اليمنيين في الشمال و الجنوب .
في الاخير ستظهر لنا الايام حقيقة التخوفات والمصالح بين الجنوب والامارات فالتاريخ يدون والايام تظهر الحقائق