محمد ناصر العولقي يكتب :

اقتربوا ولا تضيعوا مزيدا من الوقت

نريد أن يفهم إخواننا الجنوبيون المهتمون بالمشروع الجنوبي أن بقاءهم بعيدا عن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يعد ذا جدوى ولا له أيضا ما يبرره غير تشتيت الجهود وبعثرة الطاقة في وقت يحتاج الجنوب الى لملمة الصفوف وتشابك الأيدي لجميع من يحمل في عقله وضميره الهدف الجنوبي السامي المتمثل في استعادة الدولة .

خلال هذا الأسبوع تمت تحركات وأنشطة لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ليست عادية ، ورافقها اهتمام دولي يشير الى تصاعد أهمية المجلس كإطار جنوبي مؤسسي يمثل أغلبية الجنوبيين ويحظى بقوة وحضور على الأرض تتعاظم وتتوسع باستمرار ، وتؤكد بأن مسألة تجاهل التمثيل الجنوبي في المفاوضات حول التسوية السياسية في اليمن أصبح مستحيلا .

كانت هناك تحركات قيادة المجلس الانتقالي في لندن وموسكو ، وواكبتها في عدن زيارة رئيس مجموعة الأزمات الدولية ومرافقيه لمقر المجلس ولقاؤهم بنائب رئيس المجلس ،ثم لقاء اليوم الذي تم في أبوظبي بين المبعوث الأممي جريفيت ونائب رئيس المجلس الانتقالي ، وكذلك زيارة السفير الروسي لمقر المجلس الانتقالي ولقاءه بأعضاء هيئة رئاسة المجلس والاستقبال الرسمي الذي أقيم للسفير الروسي بحرس شرف جنوبي يتوشح العلم الجنوبي .

هذه التحركات واللقاءات للمجلس على المستوى الدولي ليست مجرد أخبار إعلامية ولا زيارات مجاملات ولا عملا بروتكوليا وإنما هي اعتراف صريح ورسمي بالتعامل مع الانتقالي كممثل لإرادة الجنوبيين الحقيقية وككيان لا يمكن بعد الآن تجاهله والقفز عليه ، وبمصاحبة هذا التعامل الجديد مع المجلس أخذت النبرة الدولية التي تكررت مرارا من قبل المجتمع الدولي والتي تطلب من الجنوبيين تنظيم أنفسهم وتوحيد أنفسهم في إطار سياسي ، مما يدل على أن المجتمع الدولي أو بالأصح جزء كبير منه قد وجد ما كان يبحث عنه أو يطالب به الجنوبيين .

لم يعد هناك من وقت إضافي يمكن هدرة في الدعوات والمطالبات ، ولم يعد هناك كذلك ما يبرر استمرار التنظيرات حول ضرورة وحدة القوى الجنوبية المعنية بشعار استعادة الدولة بل أن الوقت الآن هو وقت الشروع في الالتحاق بالركب والعمل مع الانتقالي لتعزيز كلمة المشروع الجنوبي وتوسيع نطاق تأثيره وفاعليته في الداخل والخارج .

اتخذوا خطوتكم العملية ، واقتربوا من الانتقالي للعمل معا وفي إطار واحد ولا تضيعوا مزيدا من الوقت .