حسام عبد الحسين يكتب لـ(اليوم الثامن):
شعب العراق بين الارادة والولايات المتحدة الامريكية
تهدف الولايات المتحدة الامريكية الى السيطرة على العالم وإدارة إمكانياته الإقتصادية والبشرية، والسطو المالي والعسكري على الشعوب المعدومة، ومحاربة كل الحكومات والشعوب التي تحاول الخروج عن الطاعة، وضرب الحكام التابعين لها كلاً بوقته، كما حدث في ٢٠٠٣ واسقاط حكم البعث، رغم دفع ثمن الأخطاء التي ارتكبتها ادارة جورج بوش الابن في حينها، فبحسب تقرير نشرته مجلة "The National Interest" فإنه بتاريخ ٢٦ ايلول عام ٢٠٠٢، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، خطابا حمل توقيع ٣٣ باحثا في العلاقات الدولية عارضوا فيه الغزو الأمريكي للعراق.
وبحسب المجلة فان الكلمات المعاد نشرها، قدمت أسبابا قوية على ان احتلال العراق في ظل حكم صدام حسين لا يخدم المصلحة القومية الأمريكية، في الوقت الذي حذر فيه الباحثون من ان ذلك سيؤدي لنشر حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وبالفعل الوضع الامني والسياسي في المنطقة يزداد سوءاً، خصوصا العراق الذي يريدونه اداة لضرب واشعال الصراع في المنطقة، حيث بدأت بالزرقاوي والقاعدة وداعش الى اعادته الى ما يسمى بالحاضنة العربية عن طريق التدخل السعودي وابقاء التدخل الايراني، لخلق حالة صراع عنيف يقضي على ثروات وطاقات الشعب العراقي المحروم، وعدم تركه لحالة من الاستقرار المجتمعي.
إن العراق الذي لم تتأسس فيه دولة بالمعنى القانوني والسياسي الى الان، والطبول الاعلامية التي تدعي استقلاليته عن الرؤوس الاقليمية والدولية ليس الا نفخ في اناء مثقوب، ولتهدئة الشارع الساخن في ظل الوضع الراهن.
الهدف الامريكي من غزو العراق واسقاط البعث الفاشي، اعتبر صناعة حقبة جديدة في الشرق الاوسط، لان وقائع الاحداث اليوم افرزت تطورات ومتغيرات كبيرة في المنطقة تصب في مصلحة الحكومة الامريكية، من الجانب المالي بداية الى توسع النفوذ اخراً. وهذا ما شهده العراق في الاونة الاخيرة بعلاقته مع السعودية التي تبرعت بالاموال من اجل بناء المدارس والمستشفيات والمدينة الرياضية وغيرها، حيث تمثل هذه الاموال الموقد في اشعال نار الحرب والدمار الاقتصادي.
لذا على الشعب العراقي ان يعي قوة ذاته، ويتعلم من الثورات الشعبية التي حطمت اعظم السلطات القمعية، كالحراك الشعبي في الصين وفيتنام وكوبا سابقاً، والسودان والجزائر الان، وان ينطلق من فهم الصراع السعودي الايراني بانه ليس معركته، بل ضد حياته الكريمة وحرياته واستقلاله، وعليه عدم الانجرار وراء الحيل الاعلامية والخطابات الوهمية.
الدورات المتعاقبة في الحكومة العراقية اثبتت فشلها ووعودها الزائفة، واصبح من السذاجة تصديق كلامها واعلامها، والشعب العراقي اليوم امام امل التغيير في الانتخابات، وهي بمرور الوقت وتكرارها بانت كذبتها وزيفها وتزويرها الصريح، او رفض العملية السياسية بالكامل، عن طريق الاحتجاج الجماهيري المنظم، وهذا الخيار القائم في المستقبل القريب، لتفرض الارادة الجماهيرية نفسها على اهداف امريكا ونفوذها.